خلاف “البروتوكول الجوي” مستمر بين روسيا وأمريكا في سوريا
قال نائب رئيس “المركز الروسي للمصالحة” في سوريا (يتبع لوزارة الدفاع الروسية)، فاديم كوليت، إن طائرات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة “انتهكت” المجال الجوي السوري في منطقة التنف تسع مرات خلال يوم واحد.
وأضاف بحسب ما نقلت وكالة الأنباء الروسية (تاس) أمس، الأحد 10 من تشرين الثاني، أن طائرات التحالف الدولي تواصل خلق “وضع خطير” قد يتسبب بحادث أو حوادث جوية وتصعيد الوضع في الأجواء السورية.
وأضاف البيان أن زوجين من الطائرات المقاتلة التابعة للتحالف من طراز “F-15″، وزوجين من القاذفات الهجومية من طراز “A-10 Thunderbolt”، وزوج من المقاتلات من طراز “F/A-18 Hornet”، بالإضافة إلى طائرة استطلاع من دون طيار من طراز “Q-9″، انتهكت المجال الجوي السوري.
وأشار إلى أن الحوادث وقعت في منطقة التنف شرقي سوريا حيث توجد قاعدة لقوات التحالف، وتمر عبرها الخطوط الجوية الدولية، وأحصى كوليت تسع خروقات جوية خلال أمس الأحد.
تبادل الاتهامات بين روسيا والولايات المتحدة حول “خروقات جوية” ليس جديدًا، إذ سبق واتهمت واشنطن بشكل متكرر، موسكو، بالقيام بـ”سلوك جوي متهور” في الأجواء السورية، ونشرت تسجيلات مصورة تظهر تحرش مقاتلة روسية بمسيّرة أمريكية.
وسبق أن قالت مديرة الشؤون العامة للقوات الجوية الأمريكية الوسطى (AFCENT)، تيريزا سوليفان، لعنب بلدي، إن لدى قوات التحالف والقوات الروسية في سوريا “بروتوكولات راسخة” ومتفق عليها لمنع تعارض عمليات الجانبين.
وأضافت أن الطائرات الروسية في سوريا تعمل منذ مدة بطريقة “غير آمنة وغير مهنية”، بحسب سوليفان، التي اعتبرت أن روسيا تتقصد تنفيذ “مناورات عدوانية” وارتكاب عمليات توغل غير متضاربة في مناطق العمليات الأمريكية بوتيرة متزايدة.
قائد القوات الجوية في القيادة المركزية الأمريكية، أليكسوس غرينكويتش، قال، في 23 من آذار الماضي، إن الطائرات الروسية انتهكت المجال الجوي فوق قاعدة “التنف” الأمريكية شرقي سوريا نحو 25 مرة في آذار، دون أي اختراق في شباط، بينما جرى 14 انتهاكًا في كانون الثاني.
وأوضح أن التحليق الروسي فوق القاعدة يكون بشكل منخفض على مسافة نحو 1.6 كيلومتر من الأرض، واصفًا إياه بالوضع “غير المريح”، مع وجود قوات أمريكية على الأرض خلال فترة التحليق.
وفي عام 2015، نقلت وكالة “رويترز” عن مسؤول روسي لم تسمّه أن الجيشين الأمريكي والروسي وضعوا اللمسات النهائية على مذكرة تفاهم تحدد الإجراءات الأساسية للسلامة الجوية في الأجواء فوق سوريا.
وشملت المقترحات الأمريكية حينها، الحفاظ على مسافة آمنة بين الطائرات الأمريكية والروسية واستخدام ترددات الراديو المشتركة لنداءات الاستغاثة.
في خضم توتر
الاتهامات بالمسؤولية عن خروقات جوية “غير مهنية” ليست جديدة، لكنها تأتي خلال فترة زمنية تعيش فيها المنطقة توترًا على أكثر من صعيد، أبرزها الاستهدافات شبه اليومية للقواعد الأمريكية في سوريا والعراق، من قبل مجموعات موالية لإيران، بحسب ما تسميها واشنطن، ردًا على الحرب الإسرائيلية على غزة.
وفي الوقت نفسه تعيش مناطق النفوذ الأمريكي شرق نهر الفرات حالة من التوتر الأمني على خلفية انتفاضة قبلية ضد حليف أمريكا المحلي “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد).
وتعليقًا على هذه المواجهات، قالت نائبة مساعد وزير الدفاع الأمريكي، دانا سترول، إن الاحتكاكات الجوية مع روسيا في سوريا تشتت عمليات الولايات المتحدة على الأرض، إلى جانب المواجهات التي تشهدها دير الزور بين “قسد” ومقاتلين من عشائر المنطقة.
وطالبت سترول، بحسب ما نشرته قناة “الجزيرة“، في 14 من أيلول الماضي، “قسد” والعشائر العربية بوقف فوري للاشتباكات في دير الزور شرقي سوريا، مشيرة إلى أن الاشتباكات “تقوض مهمة القضاء على تنظيم (الدولة الإسلامية) وتهدد أمن القوات الأمريكية المتمركزة في سوريا”.
وعن علاقة روسيا قالت المسؤولة الأمريكية إن الاحتكاكات الجوية الروسية الأمريكية في سوريا “غير مهنية”، وأضافت أن أمريكا أنشأت قنوات تواصل مع روسيا لإحاطتها بجهودها في “مكافحة الإرهاب بسوريا”.
سبق ذلك ببضع أيام، حديث روسيا عن أن طائرات مقاتلة وأخرى مسيّرة تابعة للتحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، خلقت 23 “موقفًا خطيرًا” في سماء سوريا خلال يوم واحد.
وترى روسيا أن الحركة الجوية العسكرية التابعة للتحالف الدولي في سوريا تخلق ظروف “خطيرة” لوقوع حوادث جوية، ويؤدي إلى تفاقم الوضع في المجال الجوي السوري.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :