جريدة عنب بلدي – العدد 53 – الأحد – 24-2-2013
خورشيد محمد – الحراك السّلمي السّوري
هل الإسلام دين علماني؟
العلمانية كلمة تحمل أفهامًا شتّى، لكن لنأخذ ما كُتب في أول الويكيبيديا الإنجليزية عنها: العلمانية هي الفصل بين المؤسسات الحكومية والأشخاص المكلفين تمثيل الدولة وبين المؤسسات الدينية والشخصيات الدينية. إنها تؤكد على حق الأفراد في حرية التعرض لسلطة الحكم الديني والتعاليم الدينية. وهي تؤكد على التحرر من فرض الدين جبرا بواسطة الحكومة على الشعب. إنها تؤكد على بقاء الدولة محايدة في مسائل الاعتقاد.
القرآن الكريم يؤكد في أكثر من مئة موضع بأنّه لا إكراه في الدين وأن الرسول ليس بمسيطر إنما هو مبشر ومنذر ومبلغ عن الله ولايصح له أن يكره الناس حتى يكونوا مؤمنين وأنهم إن تولوا فالله حسيبه وهكذا.. ليس هذا فقط بل نجد أن القرآن ذكر كفريات المشركين والنصارى واليهود واستهزاء المنافقين ورد عليهم ثم تركوا وشأنهم. ونجد أيضًا أن القرآن أمر النبي بمشاروة أصحابه ومدح المؤمنيين بأن أمرهم شورى بينهم ونقيض هذا لايكون إلا بالاستبداد بالرأي الواحد. وحين شرع القتال نجد القرآن يبرر تشريع القتال لأجل أن يكون أمر الدين لله فلا يجبر أحد على اعتقاد. وهو يقر بالمسؤولية الفردية أمام الله دون واسطة.
إن جوهر الفكرة العلمانية يتطابق مع رسالة دين الإسلام بل من المعلوم بأن المؤسسين للفكر العلماني في الغرب تأثروا بالفكر الإسلامي مثل فكر ابن رشد. ونجد بأن الفيلسوف الأخلاقي إيمانويل كانت تأثر بفلسفته كثيرًا بالإسلام ونجد بأن مارتن لوثر كان يعرف العربية وهكذا.
في الإسلام والعلمانية تستمد السلطة شرعيتها من الناس برضاهم عنها وتمثيلها لهم ولا تستمد شرعيتها بادعاءها تطبيق شرع الله. ولو رفض الناس تطبيق شرع الله فالقرآن يقول عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم.
الضامن والتشريف
{وَإِن تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُم} (سورة محمد، 38) الضامن هو الالتزام وليس المظلومية وعدد الضحايا! والتشريف بحسب التكليف وليس عدم أهلية العدو! {فَإِن يَكْفُرْ بِهَا هَٰؤُلَاءِ فَقَدْ وَكَّلْنَا بِهَا قَوْمًا لَّيْسُوا بِهَا بِكَافِرِينَ} (سورة الأنعام، 89)