بتسهيل من الفصائل..
تحطيب ممنهج للحدائق العامة برأس العين
عنب بلدي – رأس العين
مع اقتراب فصل الشتاء، ازدادت عمليات قطع واحتطاب الأشجار في مدينة رأس العين شمال غربي الحسكة، وسط ارتفاع أسعار وسائل التدفئة.
ويلجأ عدد من الأهالي إلى قطع الأشجار الخاصة بمنازلهم أو الأشجار العامة للحصول على الحطب، في حين يقف عناصر من الفصائل المسلحة خلف معظم عمليات الاحتطاب، حتى باتت ظاهرة منتشرة رغم وجود قوانين من جهات محلية بمنعها.
ووصل سعر برميل المازوت بسعة 200 ليتر إلى 145 دولارًا أمريكيًا (نحو 2.1 مليون ليرة سورية)، بينما وصل سعر الطن من الحطب إلى ثلاثة ملايين ليرة.
المازوت والحطب وسائل مكلفة
أحمد سلطان، وهو موظف في مدينة رأس العين، قال لعنب بلدي، إن راتبه لا يتجاوز ألفي ليرة تركية، ولا يكفي لتأمين المواد الأساسية للعائلة أكثر من 15 يومًا.
وذكر أن سعر ليتر المازوت (السوري المكرر) يبلغ 35 ليرة تركية، وأن أقل كمية كافية لتدفئة المنزل في اليوم هي خمسة ليترات، ويبلغ ثمنها 175 ليرة تركية، بينما يبلغ سعر طن الحطب بين 3 ملايين و3.5 مليون ليرة سورية، وهو مبلغ كبير لا يمكنه توفيره.
ويرى أحمد أن قطع الأشجار خيار إجباري، حتى ولو كان غير قانوني، فالبرد أقسى من أن تحتمله العائلة والأطفال.
من جانبها، زينب حسين، من سكان رأس العين، قالت لعنب بلدي، إنها كانت تعتمد العام الماضي على المازوت للتدفئة، لكن ارتفاع أسعاره وكذلك الحطب جعلهما خيارًا مستبعدًا، ولا تزال تبحث عن خيارات أقل تكلفة.
أما مالك أيوب، وهو أب لثلاثة أطفال، فقال إن ارتفاع أسعار المحروقات دفعه إلى قطع الأشجار الخاصة بمنزله للتدفئة، لافتًا إلى أنه لا يملك المال الكافي لشراء المازوت أو الحطب.
منطقة ضيقة.. “قسد” تمنع المحروقات
عبد الله برهو، تاجر مواد تدفئة في رأس العين، قال إن ارتفاع أسعار مواد التدفئة في المنطقة يعود إلى عدة عوامل، أبرزها طبيعة المنطقة الجغرافية، ومنع “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) وصول مواد من مناطقها إلى المدينة.
وتقع رأس العين وتل أبيض بمحاذاة الحدود التركية، ويسيطر عليهما “الجيش الوطني السوري” المدعوم تركيًا، ومظلته السياسية “الحكومة السورية المؤقتة”، وتحيط بهما جبهات القتال مع “قسد”، وتعتبر الحدود التركية منفذهما الوحيد نحو الخارج.
وأوضح التاجر أن “قسد” تمنع دخول المحروقات إلى رأس العين، الأمر الذي انعكس على ارتفاع أسعارها في المدينة.
وأضاف أن الفحم، وهو أحد أهم مصادر التدفئة في المنطقة، يأتي من تركيا، وأسعاره مرتفعة في الأصل.
أما الخشب، ونتيجة قلة الأشجار وعدم وجود غابات، فارتفع سعره 200% عن العام الماضي، بحسب ما قاله التاجر.
وكان يباع طن الحطب عام 2022 بـ900 ألف ليرة سورية، في حين تخطى العام الحالي حاجز ثلاثة ملايين ليرة.
معظمهم عسكر
مصدر في مديرية الحدائق في رأس العين، قال لعنب بلدي، إن حالات قطع الأشجار في الحدائق العامة بالمدينة آخذة في الازدياد مع دخول فصل الشتاء.
وأضاف المصدر أنه خلال أسبوع واحد قُطعت ثلاث شجرات في الحديقة “الكبيرة”، وثلاث في حديقة “المحطة الشمالية”، وسبع في حديقة “المحطة الجنوبية”، وأن أغلب الأشخاص الذين قاموا بقطع الأشجار محسوبون على جهات عسكرية (الجيش الوطني).
وأوضح أن المجلس المحلي في رأس العين أصدر قرارًا منذ عام 2021 يمنع قطع الأشجار، وأعيد تعميم القرار في عام 2022، لكن لم تتوقف حالات التجاوز على الحدائق العامة والأماكن المشجرة، مؤكدًا ضرورة تدخل المؤسسات المدنية والعسكرية للحد من القطع الجائر للأشجار.
ومنذ سيطرة “الجيش الوطني” على رأس العين عام 2019، حذرت العديد من الجهات المحلية والعسكرية من عمليات قطع الأشجار في المدينة وريفها تحت طائلة المحاسبة، وفرضت غرامات مالية تصل إلى عشرة آلاف دولار أمريكي، لكن رغم التحذيرات استمرت أعمال “التحطيب” في المنطقة.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :