بوتين يترشح لولاية رئاسية تمكنه من الحكم حتى 2036

أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اليوم الجمعة 8 من كانون الأول، أنه سيرشح نفسه للرئاسة مرة أخرى في انتخابات عام 2024، المقرر إجراؤها بين 15 و17 آذار المقبل، وفي حال فوزه سيضمن البقاء في السلطة حتى عام 2030 على الأقل.

وجاء إعلان بوتين عن الترشح للرئاسة في حديثه لجنود روس قاتلوا في الحرب الأوكرانية بعد تكريمهم بالأوسمة، قائلًا، “لن أخفي أنه كانت لدي أفكار مختلفة في أوقات مختلفة ولكن حان الوقت الآن لاتخاذ قرار، أنا أفهم أنه لا توجد طريقة أخرى”.

ومنح الرئيس الروسي لقدامى المحاربين في أوكرانيا أعلى وسام عسكري في روسيا، وظهر بوتين في لقطات تلفزيونية وهو يقول في قاعة “جورجيفسكي” المذهبة التي هي جزء من قصر “الكرملين” قائلًا، “سأترشح لمنصب الرئيس”.

وبموجب الإصلاحات الدستورية التي أقرت عام 2020، يحق لبوتين أن يتولى فترتين إضافيتين مدة كل منهما ست سنوات،أي أنه يمكنه البقاء بمنصبه حتى عام 2036.

بالنسبة لبوتين (71 عامًا)، الذي لا يوجد ضده مرشح ذو شعبية، تعد الانتخابات إجراء “شكليًا” بدعم من الدولة ووسائل الإعلام وغياب أي معارضة قوية.

أدت حملة القمع المستمرة منذ سنوات ضد المعارضين والمنتقدين، والتي عززتها قوانين جديدة بشأن “الأخبار الكاذبة” و”تشويه سمعة الجيش”، إلى إصدار أحكام بالسجن لفترات طويلة على المنتقدين أو الفرار إلى الخارج مع تقلص مساحة المعارضة.

ويعد بوتين، الذي سلمه بوريس يلتسين الرئاسة في اليوم الأخير من عام 1999، رئيسًا لأطول فترة حكم أكثر من أي حاكم آخر لروسيا منذ جوزيف ستالين، متجاوزًا حتى فترة حكم ليونيد بريجنيف التي استمرت 18 عامًا.

وبعد أول ولايتين رئاسيتين له، تولى بوتين رئاسة الوزراء بين عامي 2008 و2012، في حين انتخب حليفه دميتري ميدفيديف رئيسًا لنفس الفترة.

وشكلت الحرب في أوكرانيا أكبر تحد لبوتين في أكبر مواجهة مع الغرب منذ أزمة الصواريخ الكوبية عام 1962، وأحدثت العقوبات الغربية أكبر صدمة خارجية للاقتصاد الروسي منذ عقود، كما واجه بوتين تمردًا فاشلًا في حزيران الماضي من قبل أحد أقوى رجاله في روسيا، الذي قاد قوات “فاغنر” يفغيني بريغوجين.

لدى بوتين علاقة وثيقة مع رئيس النظام السوري بشار الأسد، الذي أتاح له الدخول العسكري للقتال إلى جانب قوات النظام ومنحه امتيازات في كافة المجالات وأهمها الاقتصادية.

وبدأ التدخل الروسي العسكري في 26 من آب 2015، حين جرى إبرام اتفاق بين روسيا وسوريا لإنشاء قاعدة على الأراضي السورية لفترة غير محددة لاستغلالها من طرف القوات المسلحة الروسية، وفقًا لمعاهدة “الصداقة والتعاون بين الاتحاد السوفيتي والجمهورية العربية السورية” الموقعة في 8 من تشرين الأول 1980.