موظفو "الإدارة" يتلاعبون بالمخصصات..
شتاء بلا تدفئة في دير الزور
دير الزور- عبادة الشيخ
مع بداية فصل الشتاء، تبقى العديد من الأسر في ريف دير الزور دون مخصصاتها المعتادة من محروقات التدفئة، ما يضعها في موقف صعب، إذ يتعين على هذه الأسر تحمّل تكاليف إضافية لتأمين الدفء للمنازل جراء حرمانها من الحصول على بطاقة المحروقات التي توفر ما يصل إلى 300 ليتر من المازوت لكل عائلة.
وفي 21 من تشرين الثاني الماضي، أصدرت لجنة المحروقات في دير الزور قرارًا يطلب من رؤساء المجالس المحلية و”الكومينات” (مخاتير الأحياء) إعداد قوائم تحتوي على أسماء الأشخاص الذين لم يحصلوا على مخصصات المحروقات، مع تقديم تعهد كتابي يؤكد عدم تزويد الأسماء من قبل رئيس كل مجلس محلي في ريف دير الزور.
ويبرر موظفو الإحصاء عدم تسلم بعض العائلات مخصصاتها من المحروقات بأن خطأ أصاب برنامج تنسيق الأسماء.
شكاوى من أبناء المنطقة
وصفت خاتون، وهي من سكان مدينة البصيرة بريف دير الزور الشرقي، خلال حديثها لعنب بلدي مخاوفها بشأن قساوة فصل الشتاء وتأثيره على أسرتها، التي تبحث عن بدائل لتوفير الدفء مع بداية هذا الفصل.
خاتون قالت، إن أحد البدائل المتاحة أمامها هو شراء كميات من المازوت من السوق السوداء، أو الاعتماد على مصادر أخرى للتدفئة، مثل مدافئ الحطب التي وصل سعر الطن الواحد من وقودها إلى أكثر من مليون ليرة سورية.
وتحدثت عن الضغوطات المالية المتزايدة على الأسرة، إذ وصل سعر كيلو الحطب في أسواق دير الزور إلى 1200 ليرة، بينما وصل سعر ليتر المازوت إلى 4000 ليرة، علمًا أن حاجة عائلتها اليومية تزيد أحيانًا على الليتر الواحد بسبب زيادة الاستهلاك خلال فصل الشتاء.
واجه خلف العلاوي، الذي يعيش في مدينة الشحيل شرقي دير الزور، وهو نازح من بلدة بقرص، المخاوف نفسها، علمًا أن لجنة الإحصاء التابعة لـ”الإدارة الذاتية” سجّلت معلوماته الشخصية، ووعدته بتقديم مخصصات له، لكنه لم يتسلمها حتى اليوم.
وأضاف أن عائلته وثلاثًا أخرى مُنحت بطاقة محروقات واحدة، تحتوي على 300 ليتر لها مجتمعة خلال العام الحالي، لكنه لم يتسلم مخصصاته حتى خلال العام الماضي.
وشبّه خلف آلية توزيع المحروقات التي تعتمدها “الإدارة الذاتية” بتلك المعتمدة من قبل النظام في مناطق سيطرته عبر “البطاقة الذكية”.
تقليل للمخصصات
تواصلت عنب بلدي مع عضو في “المجلس المدني” التابع لـ”الإدارة الذاتية” بريف دير الزور الشرقي، إذ قال إن كميات مازوت التدفئة المتوفرة تقل بشدة مع اقتراب فصل الشتاء.
وأضاف أن “الإدارة الذاتية” بدأت عملية توزيع المازوت قبل نحو شهرين، بعد مرور خمسة أشهر على انتهاء أعداد العائلات المستفيدة، لكن الكثير من العائلات لم تتسلم مخصصاتها.
وأوضح العضو أنه تم توزيع المخصصات لحوالي 14600 بطاقة في العام الماضي بمدينة هجين ومناطق مجاورة شرقي محافظة دير الزور، لكن في هذا العام أحصيت 10400 بطاقة فقط.
ونوّه إلى أن تلك الأرقام توضح تقليل عدد البطاقات الموزعة هذا العام مقارنة بالعام الماضي.
وتعتمد “الإدارة الذاتية” تسليم 300 ليتر من المازوت بإشراف لجنة المحروقات لكل عائلة، إذ تسلم الكمية لصاحب البطاقة نفسه.
وإلى جانب جودة المازوت السيئة، يعاني الأهالي مشكلة تلاعب لجنة المحروقات بالكميات وعمليات التوزيع في ريف دير الزور، إذ يتسبب المازوت السيئ بمشكلات للمستهلكين، في حين يرى سكان من المنطقة أن لجنة المحروقات تضم أشخاصًا يتلاعبون بعمليات التوزيع.
النفط في دير الزور
تضم محافظتا دير الزور والحسكة معظم الحقول النفطية في سوريا، ويقع القسم الأكبر منها في دير الزور، وتسيطر “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) وهي الجناح العسكري لـ”الإدارة الذاتية” على معظم هذه الحقول، بينما يسيطر النظام السوري على الحقول الواقعة غرب نهر الفرات.
وتضم مناطق سيطرة “الإدارة الذاتية” حقل “رميلان” النفطي بمحافظة الحسكة، بالإضافة إلى أكبر حقلين نفطيين في سوريا، وهما حقل “العمر” وحقل “التنك”، يليهما حقل “العزبة” وعدد من الحقول الأخرى في ريف محافظة دير الزور.
ورغم سيطرة “قسد” على هذه الحقول، يعاني المدنيون في مناطق سيطرتها شحًا بمحروقات التدفئة، ووضعًا اقتصاديًا مترديًا، ونقصًا في الخدمات.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :