اعزاز – ديان جنباز
شهدت مدينة اعزاز في ريف حلب الشمالي ارتفاعًا مفاجئًا في أسعار خدمات الإنترنت، بنسبة تجاوزت 100%، وفق بيان مشترك أصدرته شركات تقدم خدمات الإنترنت في المدينة.
وعزت الشركات سبب ارتفاع الأسعار إلى رفع الشركات المورّدة للشبكات (المصدر الرئيس) الأسعار في غضون الشهرين الماضيين، وإلى ارتفاع سعر صرف الليرة التركية أمام الدولار الأمريكي.
وجاء في بيان صادر عن الشركات، في 30 من تشرين الثاني الماضي، ارتفاع تكلفة الخدمة بشكل شهري ليبلغ سعر 1 ميجابايت خمسة دولارات أمريكية، و2 ميجابايت سبعة دولارات، و3 ميجابايت ثمانية دولارات، و5 ميجابايت عشرة دولارات.
وبدأ سريان لائحة الأسعار الجديدة مع بداية كانون الأول الحالي، في حين كان سعر خدمة (سرعة) 5.5 ميجابايت أربعة دولارات قبل القرار، وخمسة دولارات لـ8.5 ميجابايت، و5.5 دولار أمريكي لـ10 ميجابايت.
ويعادل الدولار الأمريكي 29 ليرة تركية، وتراوح بين 28 و29 ليرة خلال الشهرين الماضيين.
توحيد أسعار
يصل الإنترنت في ريف حلب الشمالي من خلال مستثمرين وشركات محلية خاصة، وسط غياب شبكات تابعة لجهات حكومية، وتتنوع هذه الشركات في تقديم خدماتها عبر باقات وأسعار مختلفة، وتتفاوت في جودة الإنترنت أيضًا.
شادي الورد، صاحب شبكة “ورد نت” بمدينة اعزاز قال لعنب بلدي، إن أسعار الباقات والاشتراكات سابقًا كانت تتماشى مع احتياجات أصحاب الشبكات، لكنها ارتفعت حاليًا بنسبة 150% من مصدرين رئيسين بالنسبة لخطوط الجملة “باقات الإنترنت”.
وذكر أن توريد “باقات الإنترنت” يتم من خلال مصدرين رئيسين في المنطقة، هما “خط توليب” و”شام فيوشر”، ورفع أسعارهما دفع بأصحاب الشبكات الأخرى لرفع الأسعار لتجنب أي خسائر مالية.
وذكر صاحب الشبكة أن شركات الإنترنت في المدينة وقّعت اتفاقًا شاملًا بينها لتحديد وتوحيد أسعار خدماتها، مشيرًا إلى أنه سيتم تنفيذ هذه التعديلات اعتبارًا من كانون الأول الحالي.
خفض السرعة لتخفيف التكاليف
دفعت لائحة الأسعار الجديدة مستخدمين في المدينة إلى تخفيض سرعة الإنترنت، للتكيف مع الوضع الاقتصادي والحالة المالية.
عبدو درمش من اعزاز قال لعنب بلدي، إنه زاد سرعة الإنترنت خلال الأشهر الماضية من خمسة ميجابايت إلى ثمانية، لتجنب ضعف الشبكة في المنزل عند استخدام عدة أجهزة.
وأوضح أنه اعتاد دفع 140 ليرة تركية لخدمة الخمسة ميجابايت، ومع ارتفاع الأسعار قبل أيام سيصل المبلغ إلى 300 ليرة تركية، ما دفعه للتفكير بخفض سرعة الإنترنت في الشهر المقبل.
من جانبه، قال الطالب الجامعي إبراهيم رحال لعنب بلدي، إن ارتفاع تكلفة اشتراك الإنترنت يثقل كاهله مع زملائه في المنزل، وهو عبء يضاف إلى تكاليف الدراسة والإيجار ونفقات المنزل وغيرها.
وأضاف الطالب أنه يحتاج إلى الإنترنت لأغراض دراسته وعمله، إذ يستخدمه بشكل مستمر لفترات طويلة، مشيرًا إلى أن الإنترنت ليس فقط وسيلة ترفيه، بل أصبح ضرورة يومية.
وتشهد منطقة شمال غربي سوريا تدهورًا في الوضع الاقتصادي، وهو ما أثر سلبًا على جميع جوانب الحياة.
ويشهد المستوى العام للأسعار ارتفاعات متكررة تطال مجموعة من السلع والمواد الأساسية والغذائية، ويزيد هذا الارتفاع من صعوبة قدرة السكان على الشراء، ما يدفع معظمهم إلى الاعتماد على مصادر متعددة لمحاولة تحقيق توازن بين الدخل والنفقات.
ويبلغ أدنى أجر للموظفين في القطاع العام بريفي حلب الشمالي والشرقي 1140 ليرة تركية، ويُمنح للمؤذنين العزاب وعمال النظافة العزاب، بينما يتلقى المتزوجون منهم راتبًا بقيمة 1235 ليرة تركية، في حين وصل راتب المعلمين إلى 1750 ليرة تركية للعزاب و1925 ليرة للمتزوجين.
وبحسب فريق “منسقو استجابة سوريا” العامل في المنطقة، فإن حد الفقر المعترف به ارتفع إلى 6473 ليرة تركية، وحد الفقر المدقع إلى 4669 ليرة تركية.
ويعاني عدد كبير من سكان شمال غربي سوريا الفقر المدقع، وتراجعًا وعجزًا في القدرة الشرائية وقلة فرص العمل.