اتهمت وكالة “رويترز” إسرائيل بقتل الصحفي والمصور اللبناني عصام عبد الله، خلال تغطيته للقصف الإسرائيلي على جنوبي لبنان.
ونشرت الوكالة اليوم، الخميس 7 من كانون الأول، تحقيقًا قالت إنها أجرته خلال الأسابيع الماضية، حللت خلاله التسجيلات المصورة والصوتية، وحصلت على شهادات من صحفيين كانوا في المكان.
وقتل عصام العبد الله، في 13 من تشرين الأول الماضي، وأصيب ستة من زملائه يعملون في وكالة الأنباء الفرنسية و”رويترز” و”الجزيرة”، بعد استهداف سيارته.
التحقيق قال إن طاقم دبابة إسرائيلية أطلق قذيفتين في تتابع سريع خلال تصوير قصف عبر الحدود بالقرب من منطقة عيتا الشعب جنوبي لبنان، فيما تحدثت الوكالة مع أكثر من 30 مسؤولًا حكوميًا وأمنيًا وخبراء عسكريين، واستعانت بصور للأقمار الصناعية وصور فوتوغرافية ولقطات تسجيلية من ثماني وسائل إعلام في المنطقة.
كيف قتل عصام عبد الله؟
بدأ عصام عبد الله تصوير مواقع تعرضت لقصف عسكري إسرائيلي، وبعد 45 دقيقة من التصوير، ركزت الكاميرا على موقع استيطاني ودبابة تطلق قذائف مدفعية باتجاه لبنان.
وبحسب الوكالة، وبعد مرور 90 ثانية من التركيز، أُطلقت قذيفة أولى قتلت المصور اللبناني، تبعتها بعد 37 ثانية قذيفة أخرى استهدفت سيارة لقناة “الجزيرة” القطرية.
وكان موقع التصوير يبعد 1.34 كيلومتر عن الحدود، فيما نقلت الوكالة عن جيش الاحتلال قوله، “لا نستهدف الصحفيين”، دون التعليق على أي أسئلة أخرى.
وجاء الاستهداف رغم ارتداء الصحفيين السترات الواقية من الرصاص التي تحمل كلمة “صحافة”، فيما نقلت الوكالة عن رئيسة تحريرها، اليساندرا جالوني، قولها، إن “رويترز” لديها جميع الأدلة التي تشير إلى مقتل المصور بسبب قذيفة إسرائيلية.
ويحظر القانون الدولي الإنساني استهداف الصحفيين، الذين يتمتعون بدورهم بحماية كاملة ولا يمكن اعتبارهم أهدافًا عسكرية.
لكن الوكالة نقلت أيضًا عن خبيرة القانون الجنائي الدولي كارولين إدجيرتون توضيحًا قالت فيه، إن تصوير موقع الدبابات على الحدود “ربما يعتبر تهديدًا للجيش الإسرائيلي” في حال اعتبرت المعلومات ذات قيمة.
وأضافت أن إطلاق القذيفتين على صحفيين بعد التعرف عليهم بوضوح يعد انتهاكًا للقانون الإنساني وقد يرقى لجريمة حرب.
وقالت “رويترز” إن استهداف عبد الله أوقف البث المباشر للوكالة، كما أدى إلى إصابة مراسل وكالة “فرانس برس” في ساقه.
على ماذا اعتمد التحقيق؟
اعتمد تحقيق الوكالة على ثلاثة أدلة وصفتها بـ”الحاسمة”، الأول هو زعنفة ذيل القذيفة، ومقطع مسجل لم ينشر قدمته هيئة الإذاعة الإيطالية يظهر إطلاق القذيفة الثانية، بالإضافة إلى صوت إطلاق النيران الذي رصدته وسائل الإعلام في المنطقة.
ويبلغ حجم القذيفة 120 ملم، ولا يمتلك “حزب الله”، الذي يتبادل القصف مع إسرائيل في الجنوب، قذائف مماثلة، فيما نقلت عن الجيش اللبناني قوله إن أكبر قذيفة يمتلكها هي بحجم 105 ملم.
ولم يظهر في مكان الاستهداف أي آثار لحفر أو حطام أو علامات حروق ناتجة عن هجوم سابق، ولهذا السبب ارتبط التحقيق بالقذيفة.
وفق “رويترز”، لم يوجد عبد الله في منطقة قتال نشطة عند استهدافه، وكان إلى جانب صحفيين آخرين في منطقة مكشوفة على قمة تل يمكن ملاحظة الصحفيين فيها.
–