اتهمت حكومة النظام السوري برنامج الأغذية العالمي (WFP) التابع للأمم المتحدة بـ”تسييس” برامج المساعدات الإنسانية التي يقدمها للسوريين، لأنه لم “ينسق مسبقًا” مع حكومة النظام قبل إعلانه وقف برنامج المساعدات الغذائية الأساسي.
ويأتي هذا الاتهام بعد لقاء رئيس اللجنة العليا للإغاثة وزير الإدارة المحلية والبيئة بحكومة النظام، حسين مخلوف، مع الممثل والمدير القطري لبرنامج الأغذية العالمي في سوريا، كينيث كروسلي، اليوم الخميس 7 من كانون الأول، لاستيضاح حكومة النظام حول إعلان البرنامج الأممي انتهاء برنامج المساعدات الغذائية العامة في سوريا مطلع العام المقبل.
وبحسب ما نقلته الوكالة السورية الرسمية للأنباء (سانا)، قال مخلوف، “إن سوريا تبدي عدم ارتياحها لهذا الإعلان دون تنسيق مسبق بما يظهر انحرافًا لمسار البرنامج باتجاه التسييس لبرامج المساعدات الإنسانية المقدمة للشعب السوري، وانضمامه بذلك للأطراف التي تعمل على ممارسة الضغط على الشعب السوري”.
وأبدى مخلوف “تحفظه” على إيقاف المساعدات الغذائية عن غالبية المستحقين من السوريين في ظل زيادة أعداد المحتاجين للمساعدات.
فيما حمّل مخلوف مسؤولية “الأوضاع الصعبة” التي يمر بها السوريون لـ”آثار الحرب الإرهابية والحصار الاقتصادي”، متهمًا الولايات المتحدة وتركيا و”المجموعات الإرهابية والانفصالية” بـ”سرقة النفط والقمح”، متجاهلًا أثر السياسات الحكومية الاقتصادية على أوضاع البلاد.
وعبّر مخلوف عن “أمله” بأن يراجع البرنامج قراره المتعلق بالمساعدات الغذائية، للتوصل إلى مقاربة أكثر موضوعية وإنسانية للحفاظ على استمرار تقديم المساعدات لأكبر عدد من المحتاجين، فيما وعد كروسلي بإيصال الرسالة إلى إدارة البرنامج وبذل الجهود لاستمرار تقديم المساعدات الإنسانية للسوريين.
ولا يعد اتهام النظام مؤسسات الأمم المتحدة بـ”التسييس” جديدًا، إذ تكررت هذه الحالة مع كل قرار أممي يصدر ضد مصالحه، ومنها قرارات منظمة “حظر الأسلحة الكيماوية” التي أصدرت عدة تقارير تثبت استخدامه للأسلحة الكيماوية في هجمات على المدنيين بسوريا.
3 ملايين متأثر
في 4 من كانون الأول الحالي، أعلن برنامج الأغذية العالمي عن انتهاء برنامج مساعداته الغذائية العامة بجميع أنحاء سوريا في كانون الثاني المقبل، بسبب نقص التمويل.
وجاء في بيان صادر عن البرنامج، وصلت إلى عنب بلدي نسخة منه، أن “WFP” سيواصل دعم الأسر المتضررة من حالات الطوارئ والكوارث الطبيعية في جميع أنحاء سوريا من خلال “تدخلات طارئة أصغر وموجهة أكثر”، دون تحديد طبيعة هذه التدخلات.
وكان البرنامج الأممي يقدم شهريًا مساعدات غذائية إلى 5.5 مليون شخص في سوريا بداية عام 2023، من خلال الحصص الغذائية أو القسائم النقدية لشراء الطعام للعائلات، لكن في 13 من حزيران الماضي، أعلن عن تخفيض مساعداته الغذائية لحوالي 2.5 مليون شخص، مرجعًا أسباب ذلك لأزمة نقص التمويل.
وأكد “WFP” في بيانه الأحدث أن برنامج مساعدة الأطفال دون سن الخامسة والأمهات الحوامل والمرضعات من خلال برامج التغذية لن يتوقف، كما سيواصل تقديم برنامجه الغذائي في المدارس ومراكز التعليم ضمن برنامج الوجبات المدرسية.
وسيستمر برنامج “دعم سبل العيش” لفئة الأسر الزراعية المدرجة في البرنامج، بالإضافة إلى تدخلاته الداعمة للنظم الغذائية المحلية، مثل إعادة تأهيل أنظمة الري والمخابز.
ويعاني تسعة ملايين شخص من انعدام الأمن الغذائي في سوريا عام 2023، وفي شمال غربي سوريا وحدها يعاني 3.7 مليون شخص من انعدام الأمن الغذائي بحسب بيانات الأمم المتحدة الأحدث.
–