“قسد” تنعي مسؤولها العسكري والأمني بدير الزور
نعت “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) عضو مجلسها العسكريّ وعضو قيادة “مجلس دير الزور العسكري” شيروان حسن، الملقب بـ”روني ولات” إثر استهدافه شرقي دير الزور.
وأفاد مراسل عنب بلدي في دير الزور أن القيادي قتل مساء أمس، الثلاثاء 5 من كانون الأول، إثر استهدافه بعبوة ناسفة عقب خروجه من اجتماع مع التحالف الدولي في قاعدة “حقل العمر” شرقي محافظة دير الزور.
وبحسب بيان أصدرته “قسد” اليوم الأربعاء، فإن شيروان حسن كان من القادة الأوائل الذين شاركوا في تشكيل “قوات واجب الدفاع الذاتي” شمال شرقي سوريا وأشرف على تدريب مقاتليها وتنظيمهم.
وأضافت أن الدور المحوري الذي قاده شيروان في دير الزور بمرحلة ما بعد تنظيم “الدولة الإسلامية” بما فيه “إعادة الإعمار وتأسيس المؤسسات العسكرية والإدارية، وعلاقاته الحسنة مع الأهالي جعلته هدفًا واضحًا للأطراف المعادية”.
قيادي في “مجلس دير الزور العسكري”، تحفظ على ذكر اسمه لأسباب أمنية، قال لعنب بلدي، إن روني من مواليد مدينة القامشلي عام 1979، وكان يعرف بكونه الرجل الثاني بـ”قسد” بعد مظلوم عبدي، كما تمتع بعلاقته قوية مع التحالف الدولي، ما جعل من نفوذه كبيرًا في عموم شمال شرقي سوريا، وليس دير الزور فقط.
وشكل وجود القيادي في دير الزور أحد أسباب الانتفاضة القبلية ضد “قسد”، إذ تنسب إليه العديد من الانتهاكات في المنطقة، إلى جانب القرارات المتعلقة بإقصاء المكون العربي منها، وحصر القرارات المؤثرة بمندوبي “العمال الكردستاني” إلى المنطقة.
“روني” أحد مطالب العشائر
في 28 من آب الماضي، اندلعت معارك في دير الزور بين “قسد” و”مجلس دير الزور العسكري” (ذو طبيعة عشائرية)، وامتد هذا الخلاف ليشمل مناطق مختلفة من دير الزور، واستمر بصبغة عشائرية بعد أن غاب اسم “المجلس العسكري” عن الميدان خلال الأسبوع الأول للمواجهات.
وبعد نحو شهر، انتهت المعارك، وتمكنت “قسد” من احتواء المشهد، إذ حاولت الاجتماع مع وجهاء وفاعلين من أبناء عشائر دير الزور خلال الفترة نفسها، وشهدت هذه الاجتماعات نوعًا من “الشفافية”، ومحاولة احتواء مشكلات أبناء المنطقة قدر الإمكان، عبر إشراف “مجلس سوريا الديمقراطية” (مسد) على إدارة هذه الاجتماعات.
وجاءت المواجهات المسلحة متزامنة مع مطالب لأبناء عشائر المنطقة أعيد إحيائها، بانسحاب كوادر “العمال الكردستاني” (PKK) من دير الزور وعلى رأسهم المسؤول العسكري والأمني شيروان حسن أو “روني”، وتمكين إدارة أبناء المنطقة لها.
وبينما صبغت الانتفاضة القبلية في دير الزور بأنها تتلقى دعمًا من النظام السوري، وهو ما صار واضحًا بشكل أكبر عندما أمّن النظام غطاءً ناريًا لأحد هجمات مقاتلي العشائر شرقي دير الزور، توقفت الانتفاضة عن كونها مطلبًا لأبناء المنطقة، نتيجة مخاوف السكان من عودة النظام إلى قراهم.
القائد العام لـ”قسد” مظلوم عبدي، خلال حديثه لوسائل إعلام أجنبية وعربية لعشائر المنطقة، وعد بتقديم “إصلاحات” ترقى لتحقيق مطالب العشائر، لكن لم تلحظ أي تغييرات على أرض الواقع، إذ استمرت الحملات الأمنية والاعتقالات بحق أبنائها.
وكانت “قسد” عقدت، في 29 من تشرين الثاني الماضي، اجتماعًا موسعًا ضم ممثلين عن التحالف الدولي لمحاربة تنظيم “الدولة الإسلامية” وشيوخ ووجهاء عشيرة “العكيدات” في دير الزور، وتناول الأحداث التي شهدتها المحافظة منذ عدة أشهر ولا تزال تداعياتها مستمرة على المنطقة.
ونشرت “قسد” عبر موقعها الرسمي أن اللقاء تركز بشكل أساسي على مناقشة الأحداث الجارية في منطقة دير الزور، لا سيما ما يتعلق بمحاولات “إثارة الفتنة” بين مختلف مكونات المنطقة باستخدام مسميات مختلفة و”شعارات طائفية”، كما قررت إعادة هيكلة “مجلس دير الزور العسكري”.
ثلاثة مخاوف
لخّص الباحث في مركز “عمران” للدراسات، سامر الأحمد، خلال حديث سابق لعنب بلدي مخاوف أبناء محافظة دير الزور بثلاثة أقسام، الأول خوف من دخول الإيرانيين عبر وكلائهم للسيطرة على المنطقة، وهو “خوف عقائدي” نظرًا إلى كون عشائر دير الزور تمتد وصولًا إلى العراق، ويعي أبناء هذه المنطقة من سوريا ماذا يعني أن تسيطر إيران على منطقة معينة، عبر أقاربهم في العراق.
الباحث رأى أن لمخاوف أخرى “أسبابًا قومية”، تحملها عشائر دير الزور تجاه “قسد”، على اعتبار أن الأخيرة هي فصيل مسلح كردي، يُنظر إليه في المنطقة على أنه يحاول إقصاء القومية العربية التي تشكل غالبية السكان.
وإلى جانب ما سبق، اعتبر الباحث أن أبناء المنطقة يحملون مخاوفهم السياسية أيضًا من عودة النظام السوري للسيطرة على المحافظة، كون عشائر شرق نهر الفرات بمحافظة دير الزور كانوا من المشاركين بالثورة السورية منذ اندلاعها عام 2011.
وفي إطار هذه المخاوف من الجهات الثلاث التي تسيطر على المساحة الجغرافية المحيطة بهذه العشائر، يحاول أبناء المنطقة التوجه للتحالف الدولي (مشكل من 86 دولة، وتقوده أمريكا) بغية تحقيق تعاون معه، والسعي لإدارة منطقتهم بأنفسهم.
وتطالب هذه العشائر بتعاون التحالف الدولي معها، كما يتعاون مع فصيل “جيش سوريا الحرة” (فصيل عربي معارض للنظام السوري) في قاعدة “التنف” شرقي محافظة حمص، بحسب الباحث.
ويحاول المطالبون بهذا التعاون إقناع التحالف الدولي أن أبناء المنطقة قادرون على محاربة تنظيم “الدولة الإسلامية”، وعلى عكس “قسد” يمكنهم أيضًا محاربة الميليشيات المدعومة من إيران المتمركزة على الضفة الغربية لنهر الفرات.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :