“الأونروا” تجمد عمليات الترميم في مخيم درعا للفلسطينيين

  • 2023/12/06
  • 5:00 م
لاجئون فلسطينيون في أحد شوارع مخيم درعا جنوبي سوريا- 24 نيسان 2023 (عنب بلدي/حليم محمد)

لاجئون فلسطينيون في أحد شوارع مخيم درعا جنوبي سوريا- 24 نيسان 2023 (عنب بلدي/حليم محمد)

 أوقفت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل للاجئين الفلسطينيين (أونروا) أعمال الترميم في مخيم درعا للاجئين الفلسطينيين جنوبي سوريا، دون توضيحات حول أسباب التوقيف.

وقال فلسطينيون من سكان المخيم، إن عمليات الترميم توقفت منذ ما يقارب الشهرين، دون إعلان رسمي حول الأمر.

عمليات الترميم التي أطلقتها “أونروا” في مخيم “درعا” للفلسطينيين، بدأت عام 2020،  عقب انتهاء العمليات العسكرية التي أفضت إلى سيطرة النظام السوري على محافظتي درعا والقنيطرة في تموز 2018.

ووقعت المنظمة في نيسان الماضي عقودًا لترميم 110 منازل في الحي الأوسط من المخيم.

بسبب الحرب في غزة

حصلت عنب بلدي على معلومات من مسؤول بالمنظمة في مدينة درعا ،عبر وسيط، بأن إيقاف عمليات الترميم جاء بعد اندلاع الحرب الإسرائيلية على غزة في تشرين الأول الماضي، مرجعًا ذلك إلى توجه الدعم نحو فلسطين المحتلة.

وأضاف، “من الطبيعي أن يتحول مزاج الدعم الدولي لقطاع غزة الذي يشهد معارك لا تزال مستمرة منذ 7 من تشرين الأول الماضي”.

وأرجع المسؤول، (تتحفظ عنب بلدي على ذكر اسمه) توقف عمليات الترميم لعدم توافر ميزانية مناسبة لاستمرار العمل في الوقت الراهن.

وفي الوقت الذي ربط فيه لاجئون فلسطينيون مقيمون في المخيم توقف أعمال الترميم بغلاء أسعار مواد البناء بعمليات الترميم، نفى المسؤول في “أونروا” بمحافظة درعا، أن تكون هذه هي الأسباب الفعلية.

أيمن (30 عامًا)، وهو فلسطيني من سكان مخيم “درعا” (تحفظ على اسمه لمخاوفه الأمنية) قال لعنب، إن الترميم متوقف منذ ما يقارب الشهرين، أي منذ اندلاع أحداث غزة، وبحسب ردود العاملين في المنظمة على تساؤلات السكان، فإن سبب توقف الترميم هو عدم توافر الميزانية.

وفي شباط 2022، حذّر المفوض العام لـ”أونروا”، فيليب لازاريني، من أن الوضع غير المستقر في تمويل المنظمة يؤدي إلى “زيادة اليأس والضيق والإحباط” في المخيمات الفلسطينية، خاصة في لبنان وسوريا وغزة.

أحد شوارع مخيم درعا للاجئين الفلسطينيين- 24 نيسان 2023 (عنب بلدي/حليم محمد)

تجميد الترميم يتسبب ببطالة

اشتكى يوسف (55 عامًا)، وهو متعهد في أعمال البناء والاكساء في درعا، من تراجع عمله في المخيم الذي كان يعتمد في جزء كبير منه على أعمال إعادة الترميم التي تنظمها “الأونروا”.

وأضاف أن عمليات الترميم المقدمة من قبل “الأونروا” حركت الركود في سوق العمل، وأمّنت فرص عمل لعشرات السكان منذ عام 2020.

رئيس قسم الإعلام في “مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سوريا” فايز أبو عيد، أرجع توقف عمليات الترميم  لعجز المنظمة ماليًا، مضيفًا أن قلة الموارد المالية للمنظمة أوقفت المتابعة في عمليات الترميم، مستبعدًا أن تكون أحداث غزة وراء توقف عمليات الترميم في مخيم درعا.

ويقسم مخيم “درعا” المخصص للاجئين للفلسطينيين إلى ثلاثة أحياء، رممت الأونروا الحي الجنوبي بين عامي 2020و 2021،  وفي العام الماضي رممت منازل في الحي الأوسط الذي كان من المفترض أن تستكمل أعمال الترميم فيه.

ولم تدخل المنظمة عمليات الترميم للحي الشمالي المدرج على أولويات العمل، بسبب الميزانية المتاحة للمشروع.

أحد شوارع مخيم درعا للاجئين الفلسطينيين- 24 نيسان 2023 (عنب بلدي/حليم محمد)

الترميم محصور بمخيم “درعا”

رغم توزع الفلسطينيين على مواقع متفرقة في محافظة درعا، اقتصرت أعمال الترميم التي ترعاها “الأونروا” على منازل الفلسطينيين ضمن جغرافية المخيم فقط، بحسب ما قاله لاجئون فلسطينيون لعنب بلدي.

ويضم قسم من المخيم أكثر من 50 منزلًا يسكنها نازحون من الجولان السوري المحتل، لم تشمله عمليات الترميم.

وتوجد في مخيم “درعا” تجمعات للاجئين فلسطينيين في بلدات المزيريب، وجلين، وتل شهاب، والعجمي، وطفس، لم تشملها أيضًا أي عمليات ترميم ضمن مخطط المنظمة.

وتعتبر “الأونروا” مسؤولة عن تأمين احتياجات الفلسطنيين في سوريا من الصحة والتعليم والإغاثة والخدمات الاجتماعية لأكثر من 570 ألف لاجئ فلسطيني يعيشون في تسعة مخيمات رسمية وثلاثة غير رسمية.

وتقول المنظمة عبر موقعها الرسمي، إنها “كافحت” من أجل التكيف مع احتياجات عدد متزايد من اللاجئين الفلسطنيين، تزامنًا مع انخفاض الميزانية العادية من حوالي 46 مليون دولار عام 2008 إلى 41 مليون عام 2009.

ومعظم اللاجئين الفلسطينيين الذين فروا إلى سوريا عام 1948 هم من الأجزاء الشمالية من فلسطين، وتحديدًا من صفد ومدن حيفا ويافا، إضافة إلى 100 ألف شخص إضافي، بمن فيهم بعض اللاجئين الفلسطينيين، دخلوا إلى سوريا قادمين من مرتفعات الجولان عندما تم احتلال المنطقة من قبل إسرائيل.

يضاف إلى ذلك بضعة آلاف آخرين لجؤوا إلى سوريا بعد الحرب التي شهدتها لبنان في عام 1982.

مقالات متعلقة

خدمات محلية

المزيد من خدمات محلية