قتل عامل سوري وأصيب اثنان من أفراد عائلته، جراء قصف إسرائيلي استهدف مزرعة لتربية الدواجن جنوب لبنان.
ونقلت الوكالة “الوطنية للإعلام” اللبنانية (حكومية) مساء أمس، 5 من كانون الأول، إن قذيفة إسرائيلية استهدفت المنطقة الواقعة بين بلدة أرنون ومجرى نهر الخردلي.
وأشارت الوكالة أن العائلة السورية تقيم في المزرعة المستهدفة، كما نقلت سيارة إسعاف الشاب والمصابين إلى مستشفى الشيخ راغب حرب في تول.
وقبل ساعات نعى الجيش اللبناني أحد جنوده الذي توفي إثر قصف إسرائيليي لمركز عسكري في جنوبي لبنان.
وفي سياق متصل نعت صحيفة “اللواء” اللبنانية في تقرير لها اليوم، الأربعاء 6 من كانون الأول، مقتل أول عنصر للجيش اللبناني عبر القصف المباشر لمركز عسكري، في منطقة النبي عويضة_ العديسة، كما أصيب 3 جنود آخرون بجروح.
ونقلت صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” عن الجيش الإسرائيلي قوله إنه هاجم أهدافًا للحزب، كما استهدف طائرة مسيرة دون طيار (درون)، اجتازت الحدود اللبنانية إلى داخل فلسطين المحتلة.
ووفق الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية، طال قصف مدفعي اليوم، بلدات محيبيب وبليدا وعيتا الشعب وأطراف الناقورة، في حين نفذ الطيران الحربي غارة استهدفت المنطقة الواقعة بين بلدتي مارون الراس ويارون.
القصف الذي طال المناطق الحدودية الجنوبية صباحًا، جاء استمرارًا لقصف عنيف ليلًا، بحسب الوكالة، التي قالت إن ساحة بلدة ميس الجبل بدت أشبه بساحة حرب بعد ليلة قصف عنيف، بالقذائف الفوسفورية والمدفعية.
ونشرت وزارة الصحة اللبنانية في 28 من تشرين الثاني إحصائية عامة لعدد الجرحى والضحايا، وبلغ عدد الضحايا الكلي 92 قتيلًا وعدد المصابين 387 شخصًا.
من جهته قال “حزب الله” عبر قناة “المنار” أمس، 5 من كانون الأول الحالي، إنه استهدف مواقع لجنود الاحتلال الإسرائيلي في موقع رويسة العاصي، وحققوا إصابات مباشرة.
وأعلن الحزب، أمس، عن تنفيذه 14 عملية عسكرية، استهدف خلالها قواعد ومواقع إسرائيلية على الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة، وأنه استهدف مناطق الطيحات وزبدين وبياض بليدا ومستوطنة المنارة وتلة الكوبرا ومواقع أخرى، بصواريخ موجهة وما أسماه “أسلحة مناسبة”.
ويتبادل الحزب وإسرائيل القصف منذ بدء العملية العسكرية الإسرائيلية ضد قطاع غزة في 8 من تشرين الأول الماضي.
وأدت العمليات العسكرية إلى نزوح سكان المناطق الحدودية اللبنانية، في حين قال مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة (أوتشا) في بيان صدر في 2 من كانون الأول الحالي، إن 55 ألفًا و183 شخصًا هجّروا من مناطقهم، ووصل عدد الضحايا إلى 92 شخصًا.
زيارات إلى الجنوب وتحركات لمنع التصعيد
تتحرك جهات سياسية لبنانية لمحاولة ضبط الحدود الجنوبية مع فلسطين المحتلة، وإيقاف العمليات العسكرية، وسط مخاوف من امتداد دائرة الصراع لتشمل كل لبنان، لا المدن الحدودية فقط، وسط بيانات متتالية أدانت مقتل جندي من الجيش اللبناني بقصف إسرائيلي.
وصدرت تواليًا اليوم، الأربعاء 6 من كانون الأول، بيانات من وزير الدفاع، موريس سليم، ومسؤولين وسياسيين آخرين.
وزير الدفاع اللبناني، موريس سليم، قال في بيان نقلته الوكالة الوطنية، إن قصف إسرائيل لموقع تابع للجيش اللبناني يعد انتهاكًا للقرار “1701”.
وينص القرار الصادر عن مجلس الأمن في عام 2006، على وقف الأعمال القتالية بين لبنان وإسرائيل، وبسط الحكومة اللبنانية لسيطرتها على أراضيها.
وبالتزامن مع عمليات القصف، نقلت الوكالة عن المركز الكاثوليكي للإعلام، بيانًا قال فيه، إن البطريرك بطرس الراعي سيتوجه إلى المناطق الجنوبية في زيارة تضامنية.
ويأتي الإعلان عن الزيارة في ظل المحاولات اللبنانية السياسية لوقف الأعمال العسكرية.
وكشف رئيس الحكومة المؤقتة اللبنانية، نجيب ميقاتي في تصريحات صحفية أمس، إن مفاوضات ستجري عبر الأمم المتحدة للوصول إلى حالة استقرار على الحدود الجنوبية، واستكمال تنفيذ القرار الأممي “1701”، والاتفاق على النقاط الخلافية الحدودية مع الاحتلال الإسرائيلي.
ووسط استمرار القصف المتبادل، تشهد الحالة السياسية الداخلية في لبنان استقطابًا وحراكًا دوليًا مستمرًا، في محاولة لاحتواء توسع رقعة الاستهدافات العسكرية.
ويتخوف لبنان من توسع الاشتباكات على حدوده الجنوبية، في ظل أزمة اقتصادية وسياسية حادة تعيشها البلاد.