تشهد عدة مدن سورية انتشارًا لمرض “طاعون الدجاج” (نيوكاسل) داخل مداجن في عدة محافظات، ما تسبب بنفوق أعداد كبيرة من الدجاج وارتفاع في أسعار اللحوم والبيض.
ورصد مراسلو عنب بلدي انتشار “طاعون الدجاج” في مداجن بريف دمشق ودرعا وحمص.
وفي مقابلات أجرتها جريدة عنب بلدي مع أصحاب مداجن في ريف دمشق، قال لؤي، وهو صاحب مدجنة في قدسيا، إن خسارته لصغار الدجاج وصلت إلى 60% و 55% من الدجاج البياض.
وأضاف أن مرض “طاعون الدجاج” مستمر منذ قرابة شهر ويزداد انتشارًا، وأنه حاول بدوره التواصل مع إدارة الصحة الحيوانية في مديرية الزراعة في دمشق لأكثر من مرة.
“أتت الإجابة من إدارة الصحة الحيوانية على إنها مطلعة بشكل كامل على انتشار المرض، وستعمل على الحد من انتشاره” يتابع لؤي، مضيفًا، “قال لي موظف في الصحة الحيوانية أحرقوا الدجاج الميت، دون أن يفكر بالعواقب الصحية والبيئية التي سيخلفها حرقه”.
ارتفاع في الأسعار
شهدت مناطق ريف دمشق ودرعا، ارتفاعًا في أسعار البيض والدجاج، ووصل سعر طبق البيض في درعا إلى 59 ألف ليرة، وكيلو الدجاج النظيف المغلف إلى 78 ألف ليرة.
وبالنسبة لمدينة دمشق وريفها فقد وصل كيلو الدجاج النظيف المغلف إلى 81 ألف ليرة، وطبق البيض إلى 65 ألف ليرة.
وقال علاء صاحب مدجنة مشتركة مع صديق له في مدينة دوما في ريف دمشق لعنب بلدي، إن الطاعون انتشر بشكل كبير بين الدواجن في مدينة دوما، وأثر سلبًا على الإنتاج وعدم القدرة على تلبية حاجة السوق للدجاج والبيض، وهذا ما ساهم برفع أسعاره.
خسر طارق، وهو مربي دجاج في قرية النعيمة في محافظة درعا، آلاف الدولارات بعد أن أصيبت مدجنته بـ”طاعون الدجاج”، وتراوحت نسبة النفوق من صغار الدجاج بين 30 إلى 60%، بحسب حديث لعنب بلدي.
وقال طارق، إن أحد موظفي الصحة الحيوانية أبلغه أن هذا المرض يتكرر كل مدة ثم ينحسر.
ومن جهة، توفيق، أحد بائعي الدجاج والبيض في دمشق، قال لعنب بلدي، إن “الإقبال على شراء ضعيف جدًا، والطلب أصبح يُبنى على بيضة، أو جناحيين، أو فخذة دجاجة، والكثير من الناس استبدل الفروج بمكعبات الماجي، فأقل دجاجة تزن كيلو ونصف ويصل سعرها إلى 84 ألف ليرة أي نصف راتب موظف في الدولة.
طبيعة المرض
تعرف المنظمة العالمية للصحة الحيوانية (WOAH)، مرض نيوكاسل، بإنه مرض تنفسي شديد العدوى وشديد الخطورة، ويكون مشابه لأنفلونزا الطيور، ويؤثر على الدواجن المنزلية.
وينتقل عن طريق الاتصال المباشر مع الطيور المريضة أو الناقلة، وقد ينتقل أيضًا عن طريق الفيروس الموجود في برازها، أو إفرازات الجهاز التنفسي إضافة لأنه ينتقل عن طريق الطعام والماء والمعدات الملوثة.
وتستطيع “فيروسات مرض نيوكاسل” البقاء على قيد الحياة لعدة أسابيع في البيئة، وخاصة إذ ما كان الطقس باردًا.
ويعد “طاعون الدجاج” من الأمراض المعدية جدًا، فعندما يدخل الفيروس إلى قطيع معرض للإصابة، فإن جميع الطيور ستصاب بالعدوى خلال مدة تتراوح من يومين إلى ستة أيام، بحسب منظمة الصحة الحيوانية.
إعلام النظام بين النفي والتأكيد
قال عضو لجنة مربي الدواجن، حكمت حداد، لجريدة البعث الحكومية، في 28 من تشرين الثاني من العام الحالي، إن المرض المنتشر يُسمى “طاعون الدجاج”، ويصيب المناطق المحيطة وليس فقط سوريا في فترة تتراوح كل 10 سنوات أو كل 15 سنة.
ويتسبب هذا الطاعون بنفوق أعداد كبيرة من الدواجن، فيقضي على 70 إلى 80% من أفواج الفروج، ومن الفروج الأبيض يتسبب بنفوق من 20 إلى 60%.
وينتشر اليوم في ريف دمشق ودرعا وحماة وحمص، وتكون استجابة القطعان للقاح ضعيفة خلال هذه الفترة، بحسب حداد.
وأكد حداد أن نسبة الخسائر كبيرة، ومن الطبيعي أن يرافقها ارتفاع أسعار، لأن العرض أصبح أقل من الطلب، ولا يمكن تحديد نسبة الخسائر بدقة بسبب اختلاف الأمر من مدجنة لأخرى ونسبة الإصابات بها.
وفي اجتماع لوزارة الزراعة والإصلاح الزراعي السوري، في 2 من كانون الأول الحالي، نفى وزير الزراعة، محمد حسان، انتشار مرض “نيوكاسل” وقال إن الإصابات بالمرض طبيعية و محدودة جدًا ومسيطر عليها، ولا تعد جائحة وموجودة في دول الجوار.
وأضاف أنه يوجد لقاحات محلية منتجة لدى وزارة الزراعة توزع بشكل مجاني، وأكد حسان أن الفروج يصل للمستهلك بشكل صحي وسليم وأمن.
ولا تتأثر الدواجن سوى في حالة نقص المناعة، ويحدث النفوق في المداجن التي لا تلتزم بالتعليمات الفنية للتربية.
خلال لقاء متزامن مع الاجتماع لقناة السورية، قال المدير العام للمؤسسة العامة للدواجن، سامي أبو دان، إن أرقام وفيات الدواجن الهائلة التي انتشرت غير صحيحة والأرقام الحقيقية للوفيات قد تكون فوق النسب الطبيعية قليلًا ليس إلا.
بيع الدجاج “الفاسد”
أكد نديم موظف في مديرية الشؤون الصحية في مدينة دمشق، تحفظ على ذكر اسمه الأخير لأسباب أمنية، أنه من فترة تشرين الأول وغاية الأسبوع الأول من كانون الأول، جرى تسجيل ضبط لدجاج فاسد يباع في عدة محال في العاصمة دمشق.
وتابع أن لحم الدجاج يظهر باللون الأزرق الغامق، كما أن وزن الدجاج خفيف يصل إلى أقل من كيلو للدجاجة.
وأضاف نديم أن عناصر في مديرية التموين ضبطت عدة مخالفات ما بين 20 تشرين الأول وحتى 27 تشرين الثاني من العام الحالي، إذ وصل العدد إلى 70 مخالفة لمحال الشاورما بمناطق متعددة بدمشق منها عش الورور و الشيخ سعد، ونهر عيشة، حيث وجدت شرحات دجاج فاسدة تضاف الى سيخ الشاورما.
اقرأ أيضًا: “الأغذية العالمي” يوقف مساعداته في سوريا مطلع 2024