صيد الأسماك.. مهنة “خطرة” تغذي دير الزور ببدائل اللحوم

  • 2023/12/05
  • 10:30 ص
صيادون في نهر الفرات ضمن مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية- 1 من كانون الأول 2023 (عنب بلدي/ عبادة الشيخ)

صيادون في نهر الفرات ضمن مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية- 1 من كانون الأول 2023 (عنب بلدي/ عبادة الشيخ)

أجبر ارتفاع أسعار اللحوم والفروج في دير الزور بعض السكان للتوجه نحو سوق السمك، في المنطقة التي يتركز سكانها على خط نهر الفرات.

ومع رواج شراء السمك، اتجه العديد من أبنائها نحو صيد الأسماك والتجارة بها، لكن صعوبات لا تزال تقف عائقًا أمامهم، منها أمنية، وأخرى متعلقة بسماح “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) للمدنيين بالاقتراب من السرير النهري.

عمر العبد الله شاب من أبناء مدينة دير الزور شرقي سوريا، يعمل بصيد الأسماك، قال لعنب بلدي إن وجبة السمك ليست رخيصة السعر، لكنها تشكل مصدر غذاء اقتصادي بالنسبة لأبناء محافظة دير الزور على ضفتي نهر الفرات.

ويتراوح سعر كيلو السمك بين 15 ألفًا و25 ألفًا في الوقت الذي ارتفعت فيه أسعار لحوم المواشي إلى أكثر من 120 ألف ليرة سورية للكيلو الواحد، و27 ألفًا للفروج، بحسب ما رصد مراسل عنب بلدي في دير الزور.

مصدر بلجنة الاقتصاد في المجلس المدني بدير الزور التابع لـ”الادارة الذاتية” قال لعنب بلدي إن ارتفاع أسعار اللحوم تسبب بزيادة طلب الأهالي على شراء الأسماك في الأسواق.

وأضاف أن سعر كيلو لحم العجل ارتفع من 90 ألفًا إلى 125 ألف ليرة بينما بلغ سعر كيلو لحم الظأن 105 آلاف ليرة سورية للكيلو الواحد.

ووصل سعر كيلو الدجاج الحي إلى 27 ألفًا بعد أن كان يتراوح حول 20 ألف ليرة سورية.

وأضاف المصدر العامل في لجنة الاقتصاد أن عمليات تهريب اللحوم خاصة الأغنام والأبقار إلى خارج مناطق سيطرة “الإدارة الذاتية”، أدى إلى ارتفاع أسعارها، تاركًا سكان المنطقة أمام صعوبات شراء اللحوم.

ونوه إلى فرض بعض النقاط العسكرية التابعة لـ”قسد” الإتاوات على الصيادين للسماح لهم بالصيد في نهر الفرات، ما قد يزيد من أسعار الأسماك مستقبلًا.

ويقسم نهر الفرات محافظة دير الزور إلى قسمين، الجزيرة (تحت سيطرة “قسد”) والشامية (تحت سيطرة النظام)، وترتبط الضفتان مع بعضها بعدة جسور موزعة على طول المنطقة.

صيادون في نهر الفرات ضمن مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية- 1 من كانون الأول 2023 (عنب بلدي/ عبادة الشيخ)

مشكلات تواجه الصيادين

ينشر الصيادون شباكهم في نهر الفرات منذ العصر، ويبقونها طوال فترة الليل داخل الماء، ثم يعودون في صباح اليوم التالي لجمع ما علِق بالشباك من أسماك، بحسب ما قاله الصياد سليمان الجريس لعنب بلدي.

ومع انتهاء مرحلة الصيد، يتجه الصيادون مباشرة نحو الأسواق لبيع ما جنوه.

ووصف سليمان الإقبال على البضائع بـ”المقبول”، لكن لا يمكن اعتباره جيدًا خصوصًا مع ارتفاع أسعار الزيوت التي يستخدمها السكان لقلي الأسماك.

وللصيادين مشكلاتهم أيضًا، إذ يعاني سليمان وآخرون من مشكلة ارتفاع أسعار مستلزمات الصيد، وصعوبة تأمينها أحيانًا، بحسب ما قاله لعنب بلدي، إذ يضطرون  للسفر إلى مدينة الحسكة أو الرقة لتأمين هذه المواد لعدم توافرها في أرياف دير الزور.

وبحسب الصياد، يتزايد الطلب على لحوم الأسماك النهرية في أرياف دير الزور، نظرًا لانخفاض أسعارها مقارنة مع اللحوم الحمراء ولحم الدجاج، لكن كثرة الصيادين والكميات الكبيرة من الأسماك، جعلت مردودها منخفضًا بالنسبة للعاملين في هذا المجال.

ازدياد المشكلات بالنسبة للصيادين في دير الزور، باتت تهدد هذه المهنة، بحسب سليمان الذي يرى أنه لا حلول تلوح في الأفق القريب، ما يجعل عددًا من هؤلاء الصيادين يفكرون في ترك المهنة والبحث عن غيرها رغم أنها تشكل مصدر رزق لعائلاتهم.

صيادون في نهر الفرات ضمن مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية- 1 من كانون الأول 2023 (عنب بلدي/ عبادة الشيخ)

إتاوت ومخاطر

على الضفة الغربية لنهر الفرات، حيث تتمركز “الفرقة الرابعة” في قوات النظام السوري بتعرض الصيادون لاستفزازات من عناصر النقاط العسكرية نفسها، إذ يفرض عليهم دفع إتاوات مالية لقاء السماح لهم بالصيد في نهر الفرات، بحسب ما قاله محمد الطرفة لعنب بلدي، وهو صياد يقيم في مناطق سيطرة النظام السوري غرب نهر الفرات.

وعلى الضفة الشرقية للنهر، يصف ليث السهو مهنة الصيد بأنها “محفوفة بالمخاطر” خاصة خلال الفترة الماضية التي شهدت فيها المنطقة توترًا بين “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) والنظام السوري، إذ تكرر إطلاق الأعيرة النارية باتجاه الصيادين من نقاط عسكرية غرب النهر.

وأضاف أنه وآخرون يدفعون مبالغ مالية لقيادي في “قسد” ليسمح لهم بالصيد، لكن تلك المبالغ لا تقيهم من رصاص عناصر “الفرقة الرابعة” والميليشيات المنتشرة على ضفة نهر الفرات الغربية.

ويحقق ليث الذي يعمل صيادًا منذ نحو 17 عامًا ويعتمدها كمهنة لتأمين معيشته، مدخولًا يوميًا من صيد الأسماك يصل إلى 200 ألف ليرة سورية.

ومنذ مطلع تشرين الثاني الحالي، بدأت “قسد” بإنشاء نقاط عسكرية على ضفة نهر “الفرات” الشرقية المقابلة لمناطق سيطرة النظام شرقي محافظة دير الزور، تزامنًا مع ازدياد هجمات قالت “قسد” إنها مدعومة من النظام وقادمة من مناطق سيطرته.

موقع “نهر ميديا” المتخصص بنقل أخبار دير الزور بشكل رئيس قال، إن “قسد” أطلقت مشروعًا يهدف لنشر نقاط عسكرية بين بلدة الجزرات غربي دير الزور وصولًا إلى الباغوز في أقصى شرقي المحافظة.

عسكري في صفوف “الأمن الداخلي” (أسايش) التابع لـ”الإدارة الذاتية” قال في حديث سابق لعنب بلدي، إن القيادة العامة تعمل جاهدة على تعزيز النقاط العسكرية في جميع أنحاء ريف دير الزور، استجابة لـ”التحديات الأمنية” خصوصًا مع الهجمات المتكررة التي تشنها قوات النظام على المنطقة بين الحين والآخر.

صيادون في نهر الفرات ضمن مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية- 1 من كانون الأول 2023 (عنب بلدي/ عبادة الشيخ)


شارك في إعداد هذه المادة مراسل عنب بلدي في دير الزور عبادة الشيخ.

مقالات متعلقة

أخبار وتقارير اقتصادية

المزيد من أخبار وتقارير اقتصادية