مبادرة “Sunrise 2027”.. تقنية جديدة تهدد عرش “الباركود”
تقود منظمة “GS1” غير الربحية ومقرها بلجيكا، مبادرة عالمية تحت اسم “Sunrise 2027″، وتهدف إلى استبدال “الباركودات” التقليدية بتقنية أكثر تطورًا وفائدة تُعرف باسم “رموز الاستجابة السريعة” (QR code).
وتتميز هذه التقنية التي تُعرف بأشكالها المربعة المنقطة بقدرتها على استيعاب معلومات تزيد بـ100 مرة عن التي يمكن لـ”الباركود” التقليدي تخزينها، ويمكن أن يصغر حجمها ليصل إلى عشر حجمها الأصلي مع الحفاظ على قابليتها للقراءة بسهولة.
وبتحول “الباركود” من تقنية أحادية الأبعاد إلى ثنائية الأبعاد، فإنها تصبح مفيدة ليس فقط للشركات ولكن أيضًا للمستهلكين.
وتلقى رموز “QR code” رواجًا في تطبيقات الهاتف الذكي، كما تستخدم في توفير خصومات آلية للمنتجات.
تمتلك الهواتف الذكية الحديثة الآن القدرة على قراءة هذه الرموز تلقائيًا باستخدام الكاميرا، وأصبحت رموز الاستجابة السريعة تظهر في أماكن بارزة مثل المطاعم والمتاحف، لتقديم معلومات يسهل الوصول إليها واستخدامها.
ولكي يصبح التحول نحو “QR code” كاملًا في الأسواق، يتطلب من تجار التجزئة تحديث أجهزة الفحص لديهم لتقبل قراءة رموز “الاستجابة السريعة”، وبدأت العديد من مراكز التسوق بتطبيق هذا التحديث.
تشير منظمة “GS1” إلى أن الشركات التي تحولت إلى استخدام “رموز الاستجابة السريعة” تلاحظ تحسنًا في إدارة المخزون، وزيادة في قدرتها على سحب المنتجات.
وكانت مراكز مكافحة الأمراض والوقاية في الولايات المتحدة (CDC) من المؤسسات التي تبنت استخدام “رموز الاستجابة السريعة”، وأظهرت تجربتها في توزيع اللقاحات فعالية هذه الرموز في تحسين دقة البيانات وضمان سلامة المرضى، إذ وفرت نحو 3.44 ثانية لكل جرعة لقاح، وهو ما يعادل توفير ساعات من الوقت خلال أسبوع.
ليست مثالية
استغل أصحاب الهجمات الإلكترونية اهتمام المستخدمين بتقنية “QR code”، وتعرف الهجمات الإلكترونية التي تستخدم هذه الرموز باسم “Quishing”، إذ أصبحت وسيلة للمحتالين لخداع الأشخاص بإغرائهم لمسح “رموز الاستجابة السريعة” التي توجههم إلى مواقع مزيفة لسرقة معلوماتهم الشخصية.
ووفقًا للباحثين في شركة “SecurityHQ” التي تتبع هذه الهجمات، لا تزال خدمات البريد الإلكتروني عاجزة عن تمييز الرموز المشبوهة، ما يترك المجال مفتوحًا أمام القراصنة لتخطي الإجراءات الأمنية.
ومن المشكلات التي قد تنجم عن استخدام رموز الاستجابة السريعة، استبعاد الأشخاص الذين لا يملكون القدرة على مسحها ضوئيًا.
وتهدد “QR code” تقنية “الباركود” التي تعد واحدة من أكثر التقنيات استخدامًا في القرن الـ20.
وفي عام 1974، شهد متجر بولاية أوهايو لحظة تاريخية عندما جرى مسح أول علبة عبر نظام البيع، معلنًا بذلك أول استخدام لـ”الباركود”، وبعدها بأشهر بدأت ملايين المنتجات في المتاجر والمستودعات حول العالم تُسجل باستخدام “الباركود”.
وبحلول عام 2023، تجاوز عدد مسحات “الباركود” اليومية عدد عمليات البحث في محرك “جوجل”، إذ بات يوجد “الباركود” في عصرنا الحالي على مختلف المنتجات من الصابون إلى الأقمار الاصطناعية، ولكن بعد نحو خمسة عقود من الهيمنة، يبدو أن نهاية “الباركود” قد اقتربت.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :