السرقة بذريعة "العفارة" تدفع المزارعين للحصاد المبكر
ريف حلب.. تراجع في محصول الزيتون وكميات الزيت
ريف حلب – ديان جنباز
بدأ موسم قطاف الزيتون هذا العام مبكرًا شمال غربي سوريا، وسط انخفاض في إنتاج الزيت إثر تقلبات جوية، و”معاومة” الإنتاج هذا الموسم، وغياب أسواق التصريف.
مشكلات متشابهة في معظم مناطق سوريا، لكن يضاف إليها في ريفي حلب الشمالي والشرقي حيث تسيطر “الحكومة السورية المؤقتة”، عملية سرقة المحصول بذريعة “التعفير” (جمع زيتون متساقط، أو من شجر انتهى قطافه).
“تعفير”
محمد جمال، مزارع من مدينة اعزاز بريف حلب الشمالي، يمتلك 800 شجرة زيتون على أطرف المدينة، قال لعنب بلدي، إنه جنى ثمار أشجاره مبكرًا مطلع تشرين الأول الماضي، بسبب السرقات الناتجة عن “العفارة” التي أثرت على محصوله بشكل كبير.
وذكر أنه كان يتوقع جني عشرة أكياس (بوزن 100 كيلو لكل كيس) من قطعة أرض فيها 120 شجرة، لكنه اكتشف أن غالبية الزيتون سُرقت من الشجر، واقتصر إنتاج الأشجار على كيسين فقط، لافتًا إلى أن الحرارة أثرت أيضًا، وأدت إلى جفاف حبة الزيتون.
واضطر المزارع حسن إبراهيم، من اعزاز، لحصاد أشجاره في مرحلة مبكرة لتجنب الخسائر، نظرًا إلى حالات السرقة المتزايدة بحجة “تعفير” الزيتون، وذكر لعنب بلدي أنه قطف الزيتون قبل فترة نضوجه الطبيعية.
حسن داود، مزارع آخر في ريف اعزاز يملك أكثر من 100 شجرة زيتون، قال لعنب بلدي، إن إنتاج زيت الزيتون انخفض بشكل كبير هذا العام، فالموسم الماضي كان كل كيس زيتون ينتج بين 20 و24 كيلوغرامًا من الزيت.
وأضاف أن الإنتاج هذا الموسم انخفض إلى حوالي 16 كيلوغرامًا من الزيت لكل كيس من الزيتون، مرجعًا الأسباب إلى عدم اكتمال نضوج الثمار، لأنه قطف الزيتون مبكرًا خشية السرقة، وتفاديًا لما حصل مع مزارعين يعرفهم، ما أثر على جودة وكمية الزيت المستخرج.
ويحتاج جني وحصاد الزيتون إلى أيدٍ عاملة، وتبلغ أجرة عامل الحصاد 80 ليرة تركية في اليوم الواحد، أو بحسب عدد الساعات، وتبلغ أجرة الساعة الواحدة عشر ليرات تركية للعامل.
صعوبة تصريف
واجه مزارعو ريف حلب مشكلة في تصدير زيت الزيتون إلى الخارج، عبر المعابر الحدودية مع تركيا، وغالبًا ما يكون بيع المحصول محليًا أو من خلال وسطاء وتجار يصدّرونه إلى الخارج.
أحمد حسانو، وهو مشرف على معصرة زيتون بمدينة اعزاز قال لعنب بلدي، إن زيت الزيتون يتم بيعه داخل المعصرة بشكل حصري، وتبيع المعصرة كمياتها للتجار المحليين الذين يبيعونه في الأسواق المحلية أو يصدّرونه للخارج.
وأوضح أحمد أن تصدير الزيت أمر صعب، بسبب تعقيدات وإجراءات في عملية التصدير والتعامل مع تجار خارج سوريا.
وعن أجور المعصرة، أشار حسانو إلى أنها تبلغ نسبة 7 أو 8% من كمية الزيت المعصور (قرابة العشر)، كما يتم استخراج مادة “البيرين”، وهو نوع من أنواع المحروقات، لمصلحة المعصرة.
وقال مدير زراعة حلب في “الحكومة المؤقتة”، حسن الحسن، لعنب بلدي، إن عدد الأشجار في عفرين وأريافها يتراوح بين 10 ملايين و14 مليون شجرة، وعددها في اعزاز والباب وجرابلس أربعة ملايين شجرة.
ولا توجد تقديرات أولية لكمية إنتاج الزيتون لهذا العام، نظرًا إلى عدم انتهاء الموسم الزراعي بشكل نهائي، وفق الحسن.
وتضاف حوادث سرقة المحصول إلى مشكلات سابقة، إذ كانت فصائل عسكرية تابعة لـ”الجيش الوطني السوري” تفرض إتاوات تتفاوت من منطقة لأخرى، وتقاسم المزارعين أرزاقهم، وتصادر أملاك بعضهم منذ أربع سنوات، ورغم وجود مؤسسات ولجان محاسبة، فإن المخاوف تطغى وسط حالة من “الفلتان الأمني” في المنطقة.
وكانت تتفاوت الإتاوات المفروضة على الأراضي باختلاف المنطقة والفصيل المسيطر عليها، ووصل بعضها إلى فرض إتاوات على كل مرحلة من مراحل جني المحصول، وصولًا إلى مرحلة العصر، وبعضها يفرض على الشجرة الواحدة.
وقبل بدء موسم جمع الزيتون، طلبت وزارة الدفاع في “الحكومة السورية المؤقتة” من التشكيلات التابعة لها في أرياف حلب، تقديم تسهيلات للمزارعين لجني محصول الزيتون، وعدم تحصيل أي ضرائب، محاولة الحد من تجاوزات وقعت خلال الأعوام الماضية.
وقالت الوزارة وفق تعميم لها، “يمنع منعًا باتًا تحصيل أي ضرائب عينية أو مادية من محصول الزيتون تحت أي مسمى”، وطالبت من كل الفصائل المحافظة على “أرزاق المواطنين” وتسهيل جني المحصول ونقله بحرية تامة.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :