الحسكة.. إقبال على مجالس المد العربي

  • 2023/12/03
  • 1:37 م
إقبال على مجالس المد العربي

معمل لقص الاسفنج في القامشلي شرقي الحسكة- 22 من تشرين الثاني 2023 (عنب بلدي/ مجد السالم)

الحسكة – مجد السالم

في إحدى ورشات الخياطة بمدينة القامشلي، تنهمك مجموعة من العمال والعاملات خلف آلات الخياطة خلال عملهم بتفصيل وخياطة أغطية تستخدم لمجالس المد العربي التي أصبحت شائعة لدى سكان المنطقة.

وإلى جانب انخفاض سعرها مقارنة بالمفروشات حديثة الطراز، يعتبر سكان من المنطقة التقتهم عنب بلدي، أن هذه المجالس تحمل تراث أبناء المنطقة، ومن هنا تنطلق الرغبة باقتنائها.

عمر الساجر (35 عامًا)، عامل في إحدى ورشات صناعة المجالس بمدينة القامشلي قال لعنب بلدي، إن الإقبال على تفصيل وشراء مجالس المد العربي مرتفع خلال الأشهر الماضية، إذ تلقى المجالس رواجًا متزايدًا في المنطقة، نظرًا إلى حركة البيع المرتفعة.

وأضاف أنه وزملاءه يعملون لمدة 12 ساعة يوميًا طوال أيام الأسبوع باستثناء يوم الجمعة، لتلبية الطلبات على هذا النوع من المجالس، علمًا أن خمس آلات تعمل باستمرار في الورشة التي يعمل بها دون توقف، في محاولة منه لوصف كثافة الطلب على المنتجات.

عمر قال لعنب بلدي، إن الورشة التي يعمل بها تقتصر مهمتها على صناعة الأغطية الخاصة بهذه المجالس التي تصنع بأشكال معينة من قوالب الإسفنج على حسب رغبة الزبون، علمًا أن هناك ورشات أخرى أكبر، وأكثر قدرة على الإنتاج انتشرت في المدينة مؤخرًا.

أسعار متفاوتة

تختلف أسعار المد العربي بحسب نوع وجودة الإسفنج المستخدم، وكذلك نوعية الأقمشة المصنوعة خصيصًا لها.

وبحسب عمر، فإن عدة أصناف من المواد الأولية تنتشر في السوق، منها التجاري والمتوسط، ويضاف إليها ما يسمى محليًا بالمجالس “الملكية” التي ينظر إليها على أنها الأفضل من حيث الجودة.

وتبدأ الأسعار التي تحسب بالدولار الأمريكي من 150 دولارًا بالنسبة للمجلس ذي الجودة المنخفضة.

ومن أجل صناعة مجلس من الفرش العربي لغرفة عرضها ثلاثة أمتار، وطولها خمسة أمتار، يدفع الزبون 150 دولارًا للأنواع التجارية، و250 دولارًا للمفروشات ذات الجودة المتوسطة.

وقد تصل تكلفة المجلس ذي الجودة المرتفعة في بعض الأحيان إلى 800 دولار إذا كان الإسفنج المستخدم والأقمشة من النخب الأول الممتاز، بحسب عمر.

وقارب سعر صرف الليرة السورية 14 ألف ليرة لكل دولار واحد لحظة تحرير هذا التقرير، بحسب موقع “الليرة اليوم” المتخصص برصد حركة العملات الأجنبية.

تراث في المنطقة

ينحدر عبد الرحمن سليمان من بلدة القحطانية شرقي الحسكة، وهو من هواة هذا النوع من المفروشات، إذ قال لعنب بلدي، إنه يفضل أن تكون المضافة في منزله مجهزة بمد عربي، على اعتبار أن المفروشات العربية تمتاز بكونها إرثًا من ثقافة المنطقة.

وأضاف أن رغبته باقتناء المجلس العربي جاءت تمسكًا بالموروث، إلى جانب أنه يراه أكثر راحة وجمالًا، بحسب تعبيره، ويعتبر تنظيفه أو نقله إلى مكان آخر أسهل من الأنواع الأخرى من المفروشات.

محمد السعدون، صاحب محل لبيع الأدوات والمفروشات المنزلية في القامشلي، قال لعنب بلدي، إن المد العربي أصبح جزءًا أساسيًا من أثاث المنزل عند معظم المقبلين على الزواج، ومنهم من يشتري المد العربي جاهزًا، ويفضل الابتعاد عن ورشات الصناعة، وآخرون يفضلون صناعة مجالسهم وفق مواصفات وجودة معينة.

وأضاف محمد أن الورشات التي تعمل في هذا المجال زادت خلال السنوات الماضية، ووفرت فرص عمل لمئات الأشخاص من الرجال والنساء.

وأشار إلى أن مدينة القامشلي وحدها صارت تضم على الأقل خمسة معامل لقص وتشكيل قوالب الإسفنج التي تستورد من شمالي العراق، تمهيدًا لتحويلها إلى مجموعة من المد العربي.

مقالات متعلقة

  1. "المد العربي".. ثقافة يفرضها التراث والنزوح في إدلب
  2. هل تعود “مدينة المفروشات” إلى الغوطة الشرقية؟
  3. نجارو داريا يعودون لورشات الموبيليا من إدلب
  4. مع اقتراب العيد.. ارتفاع الطلب على الزي العربي النسائي بالحسكة

مجتمع

المزيد من مجتمع