عنب بلدي – رأس العين
قرر مالك الريس، وهو مزارع في مدينة رأس العين شمال غربي الحسكة، زراعة 30 دونمًا من الفول هذا العام، لكنه واجه صعوبات في تأمين البذار، إضافة إلى ارتفاع أسعار الحراثة.
وأوضح المزارع لعنب بلدي أن سعر الطن من بذور الفول وصل إلى 900 دولار أمريكي هذا العام، وارتفعت تكلفة الحراثة إلى 15 دولارًا للدونم الواحد (كل دولار يعادل 14400 ليرة سورية).
وأضاف أن ارتفاع أسعار البذور والحراثة دفع عددًا من مزارعين يعرفهم إلى التخلي عن زراعة الفول هذا العام، معربًا عن استيائه من عدم تقديم “الحكومة السورية المؤقتة” أي دعم للمزارعين، بالإضافة إلى نقص في العمالة بداية الزراعة.
من جانبه، قال المزارع صدام النايف، إنه عانى مع مزارعين كثر في تأمين بذور الفول، إذ لم تكن متوفرة في كثير من الأحيان بداية زراعته التي تبدأ منذ منتصف تشرين الثاني وحتى الأسبوع الأول من كانون الأول، لافتًا إلى أن الفترة الزمنية “حساسة” وتنعكس على إنتاج المحصول.
وأضاف لعنب بلدي أنه لم يجد أي عمال لزراعة أرضه التي تبلغ مساحتها 70 دونمًا من الفول هذا العام، بسبب قلة العمال في بداية المواسم الزراعية، وهجرة قسم كبير منهم إلى تركيا.
ولا تتجاوز أجرة العامل بالزراعة دولارين لليوم الواحد (ما يعادل 30 ألف ليرة سورية، أو 57 ليرة تركية).
محصول غير مجهد للتربة
قال المهندس الزراعي بشار يحيى، إن زراعة الفول في منطقة رأس العين تواجه عدة تحديات، أبرزها قلة اليد العاملة، وارتفاع تكاليف المحروقات لإعداد الأرض وحراثتها.
وأوضح أن الدونم الواحد من الفول يحتاج من ثمانية إلى عشرة كيلوغرامات من البذور، وحراثة الأرض وإضافة الأسمدة العضوية، وتخطيطها وريّها.
وأشار يحيى إلى أن الفول من المحاصيل غير المجهدة للتربة، ومهم للأرض الزراعية، نظرًا إلى احتوائه على كميات كبيرة من الأسمدة الآزوتية.
ويبلغ سعر ليتر المازوت (مستورد من تركيا) 40 ليرة تركية، في حين يباع طن السماد العضوي بـ550 دولارًا أمريكيًا.
زيادة الطلب ترفع الأسعار
رئيس مكتب الزراعة في رأس العين، عمر حمود، قال لعنب بلدي، إن مساحة الأراضي المزروعة بالفول هذا العام بلغت 30 ألف دونم، وهي أقل مقارنة بالعام الماضي، إذ بلغت 40 ألف دونم.
وأوضح حمود أن ارتفاع سعر بذور الفول يعود إلى زيادة الطلب عليها من قبل المزارعين، واستغلال بعض التجار لهذه الزيادة برفع السعر بشكل كبير، مشيرًا إلى أن ارتفاع أسعار المحروقات تسبب أيضًا زيادة التكاليف على المزارعين.
ولفت إلى أن مديرية الزراعة في رأس العين خصصت آليات زراعية لحراثة الأراضي بسعر التكلفة، بالإضافة إلى تقديم المشورة الزراعية والكشف على المحاصيل بشكل دوري.
زراعات تقليدية متعثرة أيضًا
نشطت زراعة البقوليات والنباتات العطرية في السنوات الماضية بمنطقة رأس العين، نظرًا إلى ارتفاع أسعار هذه المحاصيل وسهولة تسويقها، والصعوبات التي واجهها المزارعون في محاصيل تقليدية كالقمح والقطن، ما دفعهم نحو البحث عن خيارات أخرى، ومنها الكمون.
قبل أربعة أشهر، وبعد موسم حصاد القمح في رأس العين، اشتكى مزارعون من تكدّس المحصول لديهم، لعدم تسلم “الحكومة السورية المؤقتة” إلا كميات قليلة منه، ما جعلهم عرضة لاحتكار وتحكم التجار، نظرًا إلى غياب أماكن مناسبة للتخزين وصعوبات في الحفاظ على جودة المحصول، ما يؤدي إلى تلفه.
وحددت “المؤقتة” سعر شراء طن القمح القاسي الصافي من الدرجة الأولى بـ330 دولارًا أمريكيًا، بعد أن كان العام الماضي بـ480 دولارًا.
ولم تعلن “الحكومة المؤقتة” عن رغبتها بشراء محصول القطن، وبات المحصول عرضة لاحتكار التجار، وتراوح سعر الطن بين 500 و550 دولارًا أمريكيًا، في حين كان سعره في العام الماضي يتراوح بين 750 و800 دولار.
وتقع رأس العين وتل أبيض بمحاذاة الحدود التركية، ويسيطر عليهما “الجيش الوطني السوري” المدعوم تركيًا، بينما تحيط بهما جبهات القتال مع “قسد”، وتعتبر الحدود التركية منفذها الوحيد نحو الخارج.