بغياب رئيس النظام السوري، بشار الأسد، بدأت قمة المناخ الأممية “COP28” أعمالها، اليوم الجمعة 1 من كانون الأول، في مدينة إكسبو دبي، في دولة الإمارات العربية المتحدة.
ويشهد اليوم الأول من القمة العالمية للعمل المناخي اجتماع أكثر من 100 من قادة العالم لمناقشة اتخاذ إجراءات ملموسة وفعّالة للحفاظ على إمكانية تحقيق هدف تفادي تجاوز الارتفاع في درجة حرارة كوكب الأرض لمستوى 1.5 درجة مئوية.
وحث الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش زعماء العالم في قمة المناخ الأممية على التخطيط لمستقبل خال من الوقود الأحفوري، قائلًا إنه لا توجد طريقة أخرى لكبح ظاهرة “الاحتباس الحراري”.
وقال غوتيريش في كلمته، “لا يمكننا إنقاذ كوكب محترق بخرطوم حريق من الوقود الأحفوري”، مضيفًا أن “حد 1.5 درجة لن يكون ممكنًا إلا إذا توقفنا في نهاية المطاف عن حرق جميع أنواع الوقود الأحفوري، وليس تقليله أو تخفيفه”، في إشارة إلى التقنيات الناشئة لالتقاط وتخزين انبعاثات الكربون.
من جانبه، ناشد ملك بريطانيا تشارلز الثالث، زعماء العالم على إحراز تقدم في جدول أعمال المناخ العالمي، قائلًا، “لقد ظل العلماء يحذرون منذ فترة طويلة، ونحن نشهد الوصول إلى نقاط تحول مثيرة للقلق”، ومحذرًا من أن الفشل في كبح جماح الانبعاثات الكربونية سيؤدي إلى “كارثة”.
من المقرر أن تعمل الوفود المشاركة اليوم على تقييم التقدم الذي أحرزته في تحقيق أهداف المناخ العالمي، وتحديدًا هدف اتفاق “باريس” المتمثل في الحد من ظاهرة “الاحتباس الحراري” إلى ما لا يتجاوز درجتين مئويتين فوق درجات حرارة الأرض ما قبل الثورة الصناعية.
من جانبه، قال الملك الأردني عبدالله الثاني في كلمته، “بينما نعمل على تعويض الوقت الضائع والتقدم، لا يمكننا أن ننسى الفئات الأكثر ضعفًا، ويجب ألا نترك المجتمعات التي تعاني من الصراعات واللاجئين والبلدان النامية بمفردها لمواجهة مشكلة عالمية”.
وأشار الملك الأردني إلى خطورة التصعيد الإسرائيلي في غزة خلال كلمته قائلًا، “إن الحرب التي لا هوادة فيها في غزة تهدد المزيد من الناس وتعرقل التقدم نحو مستقبل عالمي أفضل، وستحملنا الأجيال الحالية والمستقبلية المسؤولية جميعًا”.
إقرار صندوق للتعهدات
أعلن رئيس الإمارات محمد بن زايد، الذي تستضيف بلاده قمة المناخ “COP28″، عن إنشاء “صندوق مناخي” بقيمة 30 مليار دولار لحلول المناخ العالمي يهدف إلى جذب 250 مليار دولار من المساعدات الإنسانية والاستثمار بنهاية 2030.
وسيخصص الصندوق، الذي يطلق عليه اسم “ألتيرا”، 25 مليار دولار لاستراتيجيات المناخ منهم خمسة مليارات دولار لتحفيز تدفقات الاستثمار إلى الجنوب العالمي، وفقًا لبيان صادر عن رئاسة مؤتمر المناخ.
أعلن خلال القمة العالمية للعمل المناخي، عن تعهد المجتمع العالمي بتمويل أكثر من 2.5 مليار دولار لدعم أجندة الغذاء والمناخ.
من جانبها أعلنت المملكة المتحدة عن مساهمة بقيمة ملياري دولار في “صندوق المناخ” لمعالجة تغير المناخ، في المقابل كانت قد خففت خطواتها للوصول إلى هدف خفض الانبعاثات الكربونية إلى الصفر.
وستقدم كندا 16 مليون دولار لمعالجة آثار أزمة المناخ، أما هولندا فتعهدت بتقديم 15 مليون دولار، ومن المحتمل أن تتوالى تعهدات الوفود المشاركة من الدول المتقدمة خلال اليوم وغدًا.
من جهته أعلن البنك الدولي اليوم الجمعة أنه سيزيد المبلغ الذي ينفقه سنويًا على المشروعات المتعلقة بالمناخ بنسبة 45% من تمويله خلال الفترة من 2024 إلى 2025، ارتفاعًا من نسبة 35% التي كانت مقررة، في إطار إصلاح سياساته للاستجابة بشكل أفضل لتغير المناخ.
وقال البنك التنموي الذي يتخذ من واشنطن مقرًا له، إنه سينفق 40 مليار دولار، أي أكثر بتسعة مليارات دولار مما كان مخططًا له في السابق.
الأسد غائب دون تبرير
يشارك وفد من حكومة النظام السوري برئاسة رئيس وزراء الحكومة حسين عرنوس، في قمة المناخ، حيث وصل في 30 من تشرين الثاني الماضي إلى الإمارات، برفقة كل من وزير الإدارة المحلية والبيئة حسين مخلوف، ونائب وزير الخارجية بسام صباغ، ومعاون وزير الموارد المائية لشؤون الاستراتيجية المائية جهاد كنعان.
وكان رئيس النظام السوري بشار الأسد قد تلقى من الإمارات دعوة للمشاركة في “COP28” في أيار الماضي، لكن لم يعلن بشكل رسمي عن سبب عدم مشاركته بالقمة، التي يحضرها أكثر من 100 زعيم دولي.
غياب الأسد عن القمة، رغم تلقيه دعوة إماراتية، عزته صحيفة “نيزافيسيمايا” الروسية إلى خوف الأسد من السفر إلى الإمارات.
واعتبرت الصحيفة خلال تقرير لها، في 28 من تشرين الثاني الحالي، أن غياب الأسد يرتبط بحقيقة أن السلطات الفرنسية أصدرت مذكرة بحق الأسد، وهناك اتفاق ساري المفعول بين باريس وأبو ظبي لتسليم المجرمين، ومن شأن مشاركة الأسد أن تشكل تحديًا لالتزام أبو ظبي بمثل هذه الترتيبات.
ودعا “التحالف الأمريكي لأجل سوريا” (ACS)، في 28 من تشرين الثاني، فرنسا لتقديم طلب تسليم الأسد في حال حضوره القمة، وطالبها بتوجيه طلب الاعتقال لدولة الإمارات مؤقتًا والتعاون مع طلب فرنسا.
وكان القضاء الفرنسي قد أصدر في 15 من تشرين الثاني الماضي، مذكرات توقيف بحق الأسد، وشقيقه ماهر، واثنين من معاونيه، بتهمة استخدام الأسلحة الكيماوية المحظورة ضد المدنيين في مدينة دوما والغوطة الشرقية في دمشق عام 2013، والتي أسفرت عن مقتل أكثر من 1000 شخص.