بدأت إدارة الهجرة والجوازات التابعة لوزارة الداخلية في حكومة النظام السوري، في منتصف عام 2023، العمل على إصدار جوازات سفر إلكترونية عوضًا عن الجوازات القديمة ذات التوقيع الخطي.
واقتصرت التصريحات الرسمية بما يخص الاعتراف الدولي بالجوازات الإلكترونية على مقابلة مصورة أجراها الممثل باسم ياخور مع معاون المدير في إدارة الجوازات، إبراهيم عرنوس، تحدث فيها أن الدول باتت على اطلاع ببدء العمل وفق جوازات السفر الإلكترونية، وبتواريخ انتهاء العمل بالجوازات القديمة.
أزمة اعتراف
لكن لا يزال عدد من السوريين حاملي الجوازات الإلكترونية يواجهون مشاكل تتعلق بعدم اعتراف دول أوروبية وأجنبية بجوازاتهم.
وأصدرت الشرطة الاتحادية في ألمانيا، تعميمًا، حصلت عنب بلدي على نسخة منه، يوضح أن جواز السفر السوري الجديد (الصادر في 2023) لا يتوافق مع توصيات منظمة الطيران المدني الدولي، لعدم وجود خانة توقيع حامل الجواز على ورقة البيانات الشخصية.
وبحسب التعميم، تعترف وزارة الخارجية الألمانية اعترافًا مؤقتًا بجوازات السفر الجديدة حتى 15 من كانون الثاني 2024، على أن تتم مناقشة الاعتراف النهائي على مستوى الاتحاد الأوروبي.
معاملات حكومية عالقة
أثّر عدم اعتراف بعض الدول بجواز السفر السوري الجديد (الإلكتروني) على معاملات اللاجئيين السوريين المقيمين فيها.
محمد حسن، لاجئ سوري في ألمانيا، قال لعنب بلدي إن إجراءات سفره خارج ألمانيا توقفت لرفض دائرة الأجانب إضافة رقم الجواز الإلكتروني على الإقامة، وعلل له الموظف الأمر بأن فترة الاعتراف المؤقت للجواز (15 من كانون الثاني 2024) شارفت على الانتهاء.
وجاء الرفض بعد أن أضاف محمد توقيعه الخطي على الجواز لدى السفارة السورية في ألمانيا، الأمر الذي فرضته الدولة على حملة الجوازات الإلكترونية للاعتراف المؤقت بها.
يختلف تعاطي الدوائر الحكومية مع الجوازات الجديدة، إذ رصدت عنب بلدي حالات لأشخاص تم قبول جوازاتهم الإلكترونية في ألمانيا ودول عربية وأوروبية أخرى، إلى جانب حالات قوبلت جوازات سفرهم بالرفض.
وتعطلت معاملات مغتربين سوريين يعتمد تجديد إقاماتهم أو استكمال ملفات تجنيسهم على جواز السفر، بحسب حالات متقاطعة تحققت منها عنب بلدي.
تكاليف مضاعفة
أصدرت وزارة الداخلية تعميمًا إلى رؤساء فروع وأقسام الهجرة والجوازات، بعدم قبول طلبات الحصول على جواز السفر للمواطنين داخل القطر إلا عن طريق موقع “المنصة” حصرًا.
ويواجه المواطنون صعوبة بالدخول إلى الموقع والتسجيل مجانًا من خلاله، فيلجأ الغالبية إلى وسطاء للمساعدة بحجز المواعيد مقابل مبلغ مالي غير ثابت.
ورصدت عنب بلدي مجموعات وإعلانات على مواقع التواصل الاجتماعي، غير رسمية وعلنية، تقدم خدمة التسجيل على موقع “المنصة” مع تحديد التكلفة مسبقًا.
يُضاف إلى تكاليف إصدار جوازات السفر، الأجرة التي يحصّلها “الوسيط” من زبائنه للتسجيل على الموقع الإلكتروني المجاني.
وضاعفت وزارة الداخلية، في 21 من كانون الأول الحالي، رسوم جواز السفر “الفوري” للسوريين داخل سوريا لتصل إلى مليوني ليرة سورية، بعد أن كانت مليون وخمسة آلاف ليرة.
ويعتمد غالبية السوريين المغتربين لتجديد أو استخراج جوازات السفر إما على إرسالها إلى سوريا، وإتمام المعاملة عن طريق أحد الأقارب، أو عن طريق تقديم الطلب للمكتب القنصلي الإلكتروني، ثم إرسال الأوراق للسفارة السورية في سلطنة عمان لاستكمال المعاملة.
وبحسب ما رصدته عنب بلدي، يستغرق إصدار جواز السفر العادي من السفارة السورية في السلطنة حوالي 40 يومًا، مع العلم أن المدة المحددة ضمن موقع المكتب القنصلي 15 يومًا، وبتكلفة 300 دولار أمريكي.
أما عن جواز السفر المستعجل، فبحسب ماجاء في الموقع يستغرق يومي عمل فعلي من تاريخ استلام الأوراق، وبتكلفة 800 دولار.
يضاف إلى المعاملتين تكلفة الشحن، وحددت وزارة الخارجية والمغتربين ضمن موقع المكتب القنصلي الإلكتروني شحن الأوراق عن طريق شركة (DHL)، وتقارب تكلفة الإرسال حاليًا 100 دولار أمريكي، بينما ذكر ذات الموقع إمكانية إرسال الأوراق المطلوبة إلى السفارة عبر أي شركة.
ميزات أم مساوئ
يتيح جواز السفر السوري لحامليه بالدخول دون تأشيرة إلى ستة بلدان فقط، وهي فلسطين، وإيران، وماليزيا، ودومينيكا وهايتي في الكاريبي، وميكرونيسيا في أوقيانوسيا، بحسب موقع “Passport Index“، المختص بمقارنة جوازات السفر بناء على عدد من الدول التي يتيح لأصحابها السفر إليها بدون تأشيرة.
بينما يحتاج حاملوه إلى تأشيرة دخول لـ 158 دولة، وبحسب الموقع فإن إمكانية الوصول لمختلف أطراف العالم التي يؤمنها الجواز السوري لا تتجاوز 20%، بحسب الموقع.