رفض المقاتل في ميليشيا “لواء القدس” مصطفى أ. الرد على أسئلة قضاة التحقيق الهولندي، بشأن ضلوعه في اعتقال وتعذيب شخصين على الأقل في سوريا عام 2012 في أولى جلسات محاكمته، الخميس 30 من تشرين الثاني، بحسب ما نقلته وكالة “رويترز“.
ويواجه مصطفى أ. (35 عامًا)، تهمًا بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية أخرى لاعتقاله شخصين على الأقل وتسليمهما إلى “المخابرات الجوية” في النظام السوري.
وهذه هي أول محاكمة هولندية بجرائم حرب لمشتبه به متهم بالقتال إلى جانب النظام السوري.
ووفقا للادعاء، كان مصطفى عنصرًا قياديًا في “لواء القدس” (ميليشيا مكونة في معظمها من اللاجئين الفلسطينيين الذين يعيشون في سوريا، وتأسست خلال السنوات الأولى من الحرب السورية التي استمرت 12 عامًا).
وتمسك المتهم بحقه في التزام الصمت بالرغم من سؤاله عدة مرات عن رده على التهم والتحقيقات التي أجرتها مع الشرطة والمكالمات الهاتفية التي جرى اعتراضها.
وبحسب “المركز السوري للإعلام وحرية التعبير“، فإن المشتبه به كان قائد ميليشيا في “لواء القدس”، وشارك باقتحام منازل المدنيين واعتقالهم برفقة دوريات مشتركة من “الأمن العسكري” و”المخابرات الجوية”، واقتيادهم إلى سجن مطار “النيرب” والأكاديمية العسكرية، حيث كانوا يتعرضون للتعذيب الشديد هناك، بالإضافة إلى تورطه في عمليتي اعتقال عنيفتين على الأقل لمدنيين.
وشكلت ميليشيا “لواء القدس” كقوة موالية للحكومة السورية في منطقة حلب، قوامها من اللاجئين الفلسطينيين، وكانت مدعومة ومسلحة من قبل الأجهزة الأمنية السورية في بداية 2013، وكجزء من هذه القضية تعتبر النيابة العامة الهولندية أن “لواء القدس” شكل جزءًا رئيسًا في الهجوم المنهجي واسع النطاق الذي شنته قوات النظام السوري على السكان المدنيين، في سياق رد النظام على الثورة السورية عام 2011، بحسب “المركز السوري”.
وسبق أن قبض على عديد من المشتبه بهم بارتكاب جرائم حرب في سوريا بهولندا أو أوروبا بشكل عام، إذ اعتقل ما لا يقل عن عشرة أشخاص من طالبي اللجوء السوريين في هولندا خلال السنوات الأخيرة.
وفي عام 2021، حكم على طالب لجوء سوري في هولندا بالسجن لمدة 20 عامًا، لأنه شارك في إعدام عنصر أسير من قوات النظام عام 2012 في دير الزور بالقرب من نهر “الفرات”.
كما حُكم على شقيقين سوريين في ذات العام، أحدهما يعرف باسم “بالي الجهادي”، بالسجن 15 و11 عامًا بتهمة لعبهما “دورًا رائدًا” في “جبهة النصرة” (“هيئة تحرير الشام” حاليًا).
–