الرشى تتحكم بخدمة الإنترنت في دير الزور

خلال عمليات إعادة تجهيز غرفة التجربة بعد الحريق الذي وقع في مبنى البريد بدير الزور- 24 من تشرين الثاني 2023 (تلفزيون الخبر)

camera iconخلال عمليات إعادة تجهيز غرفة التجربة بعد الحريق الذي وقع في مبنى البريد بدير الزور- 24 من تشرين الثاني 2023 (تلفزيون الخبر)

tag icon ع ع ع

اشتكى سكان من مدينة دير الزور حيث يسيطر النظام السوري من تكرار انقطاع الإنترنت وسوء الخدمة بشكل متكرر، خاصة بعد الحريق الذي ألحق أضرارًا بمركز الاتصالات في أيلول الماضي.

وبالرغم من مرور شهرين على الحادث، لا تزال خطوط الإنترنت خارج الخدمة، ما يزيد من معاناة السكان.

أميمة من سكان في حي الجورة بمدينة دير الزور، قالت لعنب بلدي، إن خدمات الإنترنت تتفاوت بين الحي والآخر، إذ يبدو أن بعض الأحياء تحظى بخدمة أكثر من غيرها، في حين تعاني بعض الأحياء من انقطاع مستمر في الخدمة.

أميمة أشارت إلى أنها دفعت الفواتير المستحقة للخدمة، لكن دون جدوى في الحصول على حل للمشكلة حتى الآن.

وأضافت أن خدمة الإنترنت توقفت عن العمل منذ أكثر من شهرين، علمًا أنها تقدمت بطلبات لإصلاحها ولكن دون جدوى.

رشى تتحكم بخدمة الإنترنت

أمير، طالب في كلية الهندسة، تحفظ على ذكر اسمه الكامل لمخاوفه الأمنية، قال لعنب بلدي، إن موظف البريد طلب منه دفع مبلغ قدره 250 ألف ليرة في 12 من تشرين الثاني الحالي، لإصلاح خدمة الإنترنت في منزله علمًا أن خدمات الصيانة تقدم مجانًا من قبل مؤسسة البريد بحكومة النظام.

وأضاف أنه رفض دفع المبلغ، لكن موظف الصيانة خفض المبلغ إلى 150 ألف ليرة، لكن مع استمراره برفض دفع المبلغ، تعرض للطرد من مكتب البريد بدير الزور.

الشاب قال إن الموظف أوضح له أن عودة خدمة الإنترنت إلى منزله مرتبطة بدفع المبلغ المطلوب منه، وهو ما لم يحصل حتى اليوم.

شذى الخالدي، وهي معلمة في إحدى مدارس دير الزور وتقيم في حي الجبيلة بالمدينة، قالت لعنب بلدي،  إن انتشار الفساد الوظيفي في المؤسسات الحكومية التابعة للنظام في مدينة دير الزور يثقل كاهل المواطنين.

وتواجه صعوبات كبيرة مع طلب بعض الموظفين رشى مالية كبيرة مقابل تقديم خدمات يفترض أنها مجانية.

وأفادت شذى بأنها دفعت مبلغًا قدره 175 ألف ليرة مقابل توصيل شبكة الإنترنت إلى منزلها، لكن الخدمة ما زالت غير مستقرة، حيث يتم تقديم وعود من قبل الجهات الحكومية دون تطبيق فعلي، بحسب ما قالته لعنب بلدي.

رشى متنوعة

بثينة، من سكان مدينة دير الزور، تحدثت لعنب بلدي شرط عدم ذكر اسمها الكامل لمخاوفها الأمنية، إذ أشارت إلى تجربتها الشخصية في امتلاك جهاز “راوتر” متنقل يعتمد على باقات الاتصال من شركات مثل “سيريتل” و”MTN”، ومع ذلك، تواجه تحديات في تقديم خدمة الإنترنت الثابتة لشقيقتها التي عادت إلى دير الزور، ورغم تقديم طلب لتركيب خط خدمة الإنترنت، يقوم العاملون بتأجيل تلبية الطلب.

يعتمد بعض السكان على حلول بديلة فيما يتعلق بخدمات الإنترنت بمدينة دير الزور، مثل الأجهزة المتنقلة، أو خطوط الإنترنت المعروفة محليًا باسم “سيرف”، بينما يواجه الآخرون صعوبات في الحصول على خدمة الإنترنت الثابتة بسبب التأخير في تلبية الطلبات.

تعتمد بثينة، وهي من سكان مدينة دير الزور، على خدمة الإنترنت الجوال التي تقدمها شركات الاتصالات، حالها حال العديد من أبناء المدينة، نظرًا إلى تردي الوضع الخدمي المتعلق بالإنترنت.

ويرى مدنيون آخرون ممن قابلتهم عنب بلدي أن خدمات المؤسسات الحكومية في مدينة دير الزور أصبحت غير مجانية، ولم تعد تقتصر على حادث الحريق الذي نشب في مركز البريد، إذ يتذرع عمال هذه المؤسسات بالأعطال الناجمة عن الحريق، لكن الغرض منها هو تحصيل مكاسب مادية.

وصفت “سعاد” (اسم وهمي لأسباب أمنية) وهي من سكان دير الزور، وتعمل في محل لبيع الألبسة بالمدينة، موظفي المؤسسات في دير الزور بأنهم لا يعملون دون رشى، لكن بنسب متفاوتة.

وأشارت إلى أن بعضهم يقبلون بما يقدم له من مبالغ مادية أو أشياء عينية دون طلبها بشكل مباشر.

ويميل آخرون إلى طلب مبالغ كرشوة للمسؤولين الأعلى رتبة منهم، إضافة إلى الموظف الذي يطلب رشى كبيرة تحت التهديد بتعطيل مصالح المراجع.

وسبق أن نشب حريق في غرفة داخل مبنى الاتصالات، في 24 من أيلول الماضي، ما أدى إلى انقطاع خدمة الانترنت وخط الهاتف عن أحياء القصور والجورة والضاحية والجبيلة والموظفين وجميع الدوائر الحكومية التابعة لحكومة النظام، والبنوك الواقعة في المناطق نفسها.

نجاح

شكرًا لك! تم إرسال توصيتك بنجاح.

خطأ

حدث خطأ أثناء تقديم توصيتك. يرجى المحاولة مرة أخرى.





×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة