عقد المجلس العسكري لـ”قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) اجتماعه الدوري بكامل مكوناته، بحضور القائد العام لـ”قسد”، مظلوم عبدي، وتطرق الاجتماع بشكل موسع لجهوزية الفصيل لـ”حرب محتملة”، ورفض تحويل المنطقة إلى ساحة حرب بين جهات دولية.
وقالت “قسد” عبر موقعها الرسمي، مساء الأربعاء 29 من تشرين الثاني، إن المجتمعين شددوا على عدم السماح بتحويل مناطق شمال شرقي سوريا إلى “ساحة صراع وتصفية حسابات بين القوى الإقليمية والدولية”.
وتناول الاجتماع جهوزية واستعدادات “قسد” لأي “حرب محتملة”، وتقييم قدراتها العسكرية وأداء مقاتليها، بحسب ما ذكرته “قسد”.
وكان مظلوم عبدي تحدث، الثلاثاء، عن أنه لا يريد أن تصبح مناطق سيطرة قواته شمال شرقي سوريا “ساحة معركة” بين الولايات المتحدة وإيران.
وجاء في حديث عبدي لموقع “المونيتور”، المتخصص بتغطية أخبار الشرق الأوسط، أن المجموعات المدعومة من إيران بدأت أيضًا باستهداف المواقع العسكرية لـ”قسد”.
السكرتير الصحفي لوزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون)، العميد بات رايدر، قال في مؤتمر صحفي مسجل، في 27 من تشرين الثاني الحالي، إن وكلاء إيران يحاولون الاستفادة من الحرب في غزة لتحقيق أهدافهم الخاصة.
وفي حالة العراق وسوريا، تطمح هذه الجماعات منذ فترة طويلة لرؤية القوات الأمريكية تغادر، بحسب رايدر، مشيرًا إلى أن وجود قوات بلاده في العراق جاء بدعوة من الحكومة العراقية، ويركز فقط على هزيمة تنظيم “الدولة”، دون الإشارة إلى مبررات انتشارها في سوريا.
اقرأ أيضًا: أين “قسد” من التوتر الأمريكي- الإيراني في سوريا
توتر معلّق
في 25 من تشرين الثاني الحالي، نشرت مجموعات مسلحة تطلق على نفسها اسم “المقاومة الإسلامية في العراق” إحصائية لهجماتها التي طالت قواعد أمريكية في سوريا والعراق، وأخرى استهدفت الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وقالت المجموعات، إنها نفذت 39 هجومًا على قواعد أمريكية في العراق.
وحول تفاصيل الهجمات، ذكرت أن 22 منها استهدفت قاعدة “عين الأسد” الجوية في العراق، و10 هجمات على القاعدة الأمريكية بـ”مطار أربيل”، وتسع هجمات على قاعدة “حرير” شمالي العراق.
وأضافت أنها نفذت في سوريا 36 هجومًا توزعت على قاعدة “رميلان”، وقاعدة “المالكية”، وقاعدة “خراب الجير”، وقاعدة “تل بيدر” وقاعدة “الشدادي” شرقي الحسكة.
وفي دير الزور قالت إنها هاجمت قاعدة “القرية الخضراء” وقاعدة “حقل كونيكو” وقاعدة “حقل العمر” شرقي المحافظة، إضافة إلى هجمات على قاعدة “التنف” وقاعدة “الركبان” شرقي حمص.
و”المقاومة الإسلامية في العراق” هي مجموعة من الفصائل تتبع لـ”الحرس الثوري الإيراني” بحسب ما قاله خبراء في تحليل صدر عن معهد “واشنطن” للأبحاث، في تشرين الأول الماضي.
من جانبها، ردت أمريكا بأربع هجمات على إجمالي 75 هجومًا طال قواعدها العسكرية في سوريا والعراق، عبر استهداف مستودعات أسلحة تديرها مجموعات تتبع لـ”الحرس الثوري الإيراني”.
ومنذ توقيع هدنة بين “حركة المقاومة الإسلامية” (حماس) والاحتلال الإسرائيلي توقفت عمليات الاستهداف المتبادلة، إذ تربط “المقاومة الإسلامية” قصفها لقواعد أمريكية في سوريا والعراق بالتصعيد الحاصل في فلسطين.
ومنذ صباح الجمعة 24 من تشرين الثاني، دخلت الهدنة بين “حماس” وإسرائيل، حيز التطبيق، ولا تزال مستمرة، ما علّق الهجمات على القواعد الأمريكية في سوريا والعراق.
ولم تعلن الميليشيات المرتبطة بإيران عن قصف قواعد أمريكية في سوريا والعراق منذ بدء تنفيذ اتفاق الهدنة، كما غابت الإعلانات الأمريكية عن تعرض قواعدها لهجمات تكررت بشكل مكثف على مدار أكثر من شهر.
“مجلس دير الزور العسكري”
خلال الاجتماع الذي عقدته “قسد” على مستوى القيادة العامة، توقف المجتمعون عند قضية “مجلس دير الزور العسكري” والأوضاع التي يمر بها، وصدق مجلس “قسد” العسكري على جميع القرارات التي اتخذتها القيادة العامة حيال “مجلس دير الزور”، ومن بينها قرار إعادة هيكلته.
ولا يزال المجلس حتى اليوم بانتظار إعادة هيكلته، بعد المواجهات المسلحة التي شهدتها محافظة دير الزور بين “مجلس دير الزور” وفصيله الأم “قسد”، وتحولت الأحداث لاحقًا إلى مواجهات بين عشائر المنطقة و”قسد”.
واستغل النظام الاشتباكات الحاصلة في المنطقة، وقصف بشكل متكرر مواقع لـ”قسد” دعمًا لمجموعات مسلحة هاجمت مواقع المواقع نفسها.
في 28 من آب الماضي، نشبت مواجهات مسلحة في أرياف دير الزور على خلفية اعتقال “قسد” قائد “المجلس العسكري”، أحمد الخبيل (الملقب بـ”أبو خولة”) وهو من وجوه العشائر في المنطقة، ما أسفر عن تحالف عشائر مع مقاتلي “المجلس”، وبدأت اشتباكات عسكرية في بعض قرى وبلدات دير الزور خرجت عن سيطرة “قسد” بالكامل، ثم عاودت “قسد” احتواء التوتر فيها.
وانتهت العمليات العسكرية في قرى من ريف دير الزور الشمالي والشرقي، في 9 من أيلول الماضي، بعد نحو أسبوعين من المواجهات المسلحة، بحسب ما أعلنت الأخيرة عبر موقعها الرسمي، لكن تبعاتها لا تزال مستمرة، إذ يستهدف أشخاص يطلقون على أنفسهم اسم “مقاتلي العشائر” مواقع لـ”قسد” بشكل شبه يومي.
ويقود هؤلاء المقاتلين أحد وجوه العشائر المعروفين بالمنطقة، وهو الشيخ إبراهيم الهفل، الذي تتهمه “قسد” بالتبعية للنظام السوري، وهو ما لم ينفِه حتى الآن، رغم تكرار الاتهامات بحقه من قبل جهات عديدة.
وسبق أن تعهد قائد “قسد”، مظلوم عبدي، عقب انتهاء المواجهات، بتلبية مطالب العشائر العربية شرقي سوريا وإصلاح “الأخطاء” التي قال إنها ارتكبت في إدارة المنطقة سعيًا لنزع فتيل التوترات بعد أيام من القتال.
وعن كيفية إصلاح “العيوب”، تعهد عبدي بإعادة هيكلة كل من “المجلس المدني” التابع لـ”الإدارة الذاتية” والذي يحكم المحافظة، إلى جانب “مجلس دير الزور العسكري”، التابع لـ”قسد”، لجعلهما أكثر “تمثيلًا لجميع العشائر والمكونات في دير الزور”.
اقرأ أيضًا: هل تمنح واشنطن العشائر دورًا أكبر بعد مواجهات دير الزور
–