الطقس ونقص الغاز يزيدان تقنين الكهرباء بمناطق سيطرة النظام
تراجعت كميات الكهرباء النظامية الواصلة إلى مناطق سيطرة النظام السوري خلال الشهر الحالي، بالتزامن مع اشتداد برودة فصل الشتاء، والحاجة إلى تشغيل المدافئ الكهربائية أو المكيفات، الأمر الذي تسبب بزيادة في مدة قطع التيار بمختلف المناطق.
وبحسب ما رصده مراسلو عنب بلدي في المدن السورية، فقد ارتفع التقنين بريف دمشق كالكسوة وجرمانا من عشر ساعات إلى 12 ساعة قطع مقابل ساعة وصل.
وفي قدسيا بريف دمشق أيضًا، وصلت مدة قطع الكهرباء إلى ثماني ساعات مقابل ساعه وصل.
قطع متفاوت في أحياء دمشق
أما في العاصمة دمشق فقد وصلت مدة الانقطاع إلى ثماني أو تسع ساعات مقابل ساعة وصل، في أحياء ركن الدين وبعض مناطق حي المهاجرين وبرزة العدوي.
وفي أحياء البرامكة والشعلان والحمرا وأبو رمانة، تراوح الانقطاع بين أربع وخمس ساعات مقابل ساعتي وصل.
المحافظات الأخرى
في مدينة حمص تصل الكهرباء النظامية مدة 45 دقيقة مقابل كل خمس ساعات قطع، بينما كانت تصل ساعة ونصفًا كل خمس ساعات سابقًا.
أما في المناطق الساحلية، فرصدت مراسلة عنب بلدي وصل الكهرباء ساعة واحدة مقابل كل خمس ساعات قطع.
وفي حلب وصلت فترة انقطاع الكهرباء إلى ثماني ساعات مقابل ساعة وصل، بالرغم من إعادة تأهيل المجموعة الأولى في المحطة الحرارية وإعادتها للخدمة مطلع الشهر الماضي بطاقة إنتاجية تصل إلى 200 ميغاواط.
ومع قدوم الشتاء تزداد معاناة الناس في سوريا عمومًا وفي مناطق سيطرة النظام خاصة، وسط واقع اقتصادي ومعيشي متردٍ وضعف في الرواتب، إذ يبلغ الحد الأدنى للرواتب الحكومية 186 ألف ليرة (الدولار الواحد 13950 ليرة).
ما الأسباب؟
تمثلت الأسباب الرسمية للأزمة الكهربائية بزيادة الاستهلاك بسبب انخفاض درجة الحرارة، ولجوء الأهالي إلى استخدام الطاقة الكهربائية للتدفئة بشكل أساسي، إضافة إلى تراجع إنتاجية مجموعات التوليد في المحافظات، جراء انخفاض كميات الغاز والفيول اللازمة للتشغيل.
وزير الكهرباء في حكومة النظام السوري، غسان الزامل، تحدث لصحيفة “الوطن” المحلية، في 27 من تشرين الثاني الحالي، عن تزامن حالة النقص في توريدات مادة الغاز لحدود 1.5 مليون متر مكعب يوميًا مع ارتفاع الطلب والاستهلاك للكهرباء مع ميل الطقس نحو البرودة، الأمر الذي فرض ارتفاعًا في ساعات التقنين بمختلف المناطق السورية.
وتوقع الوزير عودة كميات الغاز لوضعها الطبيعي في النصف الثاني من الشهر المقبل، مع بقاء عامل برودة الطقس وارتفاع معدلات الاستهلاك قائمًا خلال الأشهر المقبلة، دون أن يشير إلى إمكانية تحسن وضع الكهرباء.
وحول أسباب انقطاع الكهرباء المتكرر خلال ساعة الوصل، أوضح بعض العاملين في قطاع الكهرباء للصحيفة، أن كثرة الانقطاعات المفاجئة سببها ارتفاع الحمولات الذي كان يدفع لفصل القواطع آليًا، بهدف حماية مراكز التحويل وبقية مكونات الشبكة، خاصة في المناطق التي يرتفع فيها معدل الاستجرار غير المشروع، لأن معظم هؤلاء المستجرين يستهلكون الكهرباء بطرق “مبالغ بها”.
وكان الوزير قد صرح، في 14 من تشرين الثاني الحالي، أن تشغيل معمل السماد يخفض إنتاج الكهرباء، لأن المعمل يحتاج إلى 1.2 مليون متر مكعب من الغاز لتصنيع السماد، وهي كمية تكفي الوزارة لإنتاج 300 ميغاواط من الكهرباء.
ومنذ عام 2019، تستثمر شركة “إس تي جي انجينيرينغ” الروسية معمل “الشركة العامة للأسمدة” في حمص، بعقد يمتد لـ40 عامًا قابلة للتمديد.
وتحتاج سوريا إلى خمسة آلاف ميغاواط على الأقل، وفق الزامل، لكن تحسن الكهرباء يرتبط “بتوفر حوامل الطاقة وجاهزية محطات التوليد معًا، إضافة إلى جاهزية شبكات النقل”.
ما الأضرار؟
انقطاع الكهرباء النظامية لفترات طويلة وبشكل متكرر، أو ضعفها خلال ساعات الوصل، يتسبب في مشكلات عديدة بمختلف القطاعات، بالإضافة إلى معاناة السكان في مواجهة برد الشتاء، منها حرمان فئات من المياه بسبب عدم قدرتهم على ضخها، لعدم وجود الكهرباء لتشغيل مضخات المياه المنزلية، وخصوصًا في الأبنية ذات الطوابق المرتفعة.
وفيما يخص انقطاع المياه أيضًا، صرح مدير عام المؤسسة العامة لمياه الشرب والصرف الصحي في دمشق وريفها، عصام الطباع، في 28 من تشرين الثاني الحالي، عن وجود 1350 بئرًا عاملة في دمشق وريفها، تعمل على 68 خطًا معفى من التقنين في ريف دمشق.
وكشف الطباع عن وجود أعطال في أكثر من 400 مضخة في هذه الآبار، سببها الرئيس هو ضعف جودة التيار الكهربائي، بالرغم من تركيب الحمايات التي أصابتها أعطال أيضًا.
في القطاع الصناعي، اشتكى عدد من أعضاء غرفة تجارة دمشق من أن ساعات التقنين أحدثت خللًا في الحركة التجارية لجهة الواردات والمبيعات، كما أثرت في حركة الأسواق لجهة ارتفاع كلف ومصاريف الباعة لتأمين الطاقة من مصادر بديلة على التوازي مع تفضيل بعض أصحاب المحال والورشات الإغلاق باكرًا.
وترتبط العديد من الخدمات بالكهرباء، مثل الاتصالات التي تغيب مع انقطاع الكهرباء خصوصًا ليلًا، إضافة إلى تعطيل عمل بعض المؤسسات الحكومية بوقت التقنين، مع الصعوبات التي يواجهها الطلاب في الدراسة مساء.
–
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :