أسعار البيض مضاعفة في إدلب.. لا إنتاج ولا استيراد
شهدت أسعار مادة البيض ارتفاعًا تدريجيًا في أسواق مدينة إدلب، حتى وصلت للضعف، إذ قفز سعر الطبق (30 بيضة) بوزن كيلوغرامين من 43 ليرة تركية في تموز الماضي، إلى 87 ليرة في تشرين الثاني الحالي.
وأسهم الغلاء بعزوف كثير من الأهالي عن شراء المادة لضعف قدرتهم الشرائية، بينما أوضح أصحاب مداجن أن تراجع الإنتاج نتيجة الخسائر المتتالية أدى لغلاء الأسعار، معتبرين أنها معقولة مقارنة بالتكاليف.
وأوضح تجار أن سبب الارتفاع يعود لتراجع الكميات المطروحة بالسوق وعدم توفر البيض المستورد.
وبلغ سعر صرف الليرة التركية مقابل كل دولار واحد 29.2 للمبيع، و28.8 للشراء، وفق تسعيرة “اتحاد الصرافين” في إدلب المعتمدة في المنطقة.
مقاطعة وقلة شراء
قرر أحمد الحسن (32 عامًا) وهو مواطن يقيم في إدلب، مقاطعة شراء البيض منذ أكثر من أسبوعين رغم اعتياده على استخدام المادة كغذاء أساس لطفله، الذي يعاني من نقص المناعة والكالسيوم.
وقال أحمد لعنب بلدي، إنه استبدل البيض بدواء الكالسيوم من الصيدلية، معللًا بأن ثمن العبوة لا يتجاوز 50 ليرة، وتمتد لشهر تقريبًا، بينما ثمن كل بيضة ثلاث ليرات وهي لا تشبع.
وذكر أن ارتفاع سعر البيض تدرّج بشكل شبه أسبوعي، وارتفع ثمن البيضة خلال خمسة أسابيع فقط من 1.5 ليرة إلى ثلاث ليرات، مضيفًا أن “البيض منتج محلي لماذا يتأثر بغلاء الدولار وكأنه نفط”.
من جانبها، قالت السيدة نور المحمد (26عامًا) مهجرة من حلب وتقيم في الفوعة قرب إدلب، إنها خفضت استهلاكها لمادة البيض بعد ارتفاع السعر، لافتة إلى أن سعر الطبق أصبح يعادل أجرة عمل زوجها طيلة النهار.
وأوضحت السيدة أن التجار دائمًا يبررون الأمر بارتفاع التكاليف وتراجع قيمة الليرة التركية أمام الدولار.
تراجع الإنتاج
عبد الجليل محلول مربي دواجن من مدينة سرمين شرقي إدلب قال لعنب بلدي، إن ارتفاع أسعار الأعلاف خلال الفترة الماضية وعدم توافر أسواق جيدة لتصريف البيض مع كثرة الإنتاج، أدى لانخفاض أسعار البيض حيث كان يباع الصحن للمستهلك بحوالي 40 ليرة، وهو سعر لم يكن يناسب مقدار التكلفة، ما دفع بالكثيرين للاستغناء عن إنتاج البيض أو تقليله لتجنب خسائر كبيرة.
وأوضح محلول أنه خفض إنتاج مدجنته من حوالي 20 ألف فرخ إلى خمسة آلاف فقط.
وأدى انخفاض الإنتاج لتحسن أسعار البيض، والذي تزامن مع انخفاض في أسعار الأعلاف، وهو ما أسهم في هامش ربح معقول لأصحاب المداجن عوضت جزءًا من الخسائر السابقة.
ويرى أن الأسعار ستعود للانخفاض مجددًا، خاصة وأن انخفاض وتوفر الأعلاف حفز منتجي البيض لعودتهم لتربية الفراخ (البياضة)، ما سيؤمن كميات كافية للسوق خلال الفترة المقبلة.
وتحتاج الفراخ التي تجهز لإنتاج البيض لستة أشهر على الأقل من الرعاية والتغذية المناسبة، لتبدأ بإنتاج البيض بفترة إنتاجية تمتد لعامين، وتكون في ذروتها في الفترة الأولى، كما تتأثر بشكل نسبي بالظروف المناخية من برد قارس أو حر شديد.
لا استيراد من تركيا
محمد جمعة يعمل بتجارة البيض منذ خمس سنوات في إدلب، أوضح لعنب بلدي أن كميات البيض في السوق انخفضت منذ قرابة شهر، موضحًا أن الطلب جيد وهو ما يتأثر به سعر البيض “العرض والطلب”، حيث لا تشرف أي جهة رسمية على هذه الأسعار.
وأوضح جمعة أن الشركات الكبيرة التي تسيطر على قطاع البيض والدواجن يمكنها التحكم بالتسعيرة صعودًا أو هبوطًا كشركة “اليمامة” و”العواد” و”المراعي” عبر قدرتها الإنتاجية الكبيرة، وتصدر هذه الشركات لوائح يومية بأسعار الدجاج والبيض، وربما يتغير السعر في اليوم على مبدأ المضاربات والتنافس.
ولفت جمعة إلى أن ارتفاع أسعار البيض في تركيا أيضًا انعكس على السوق، حيث كان الاستيراد يغطي فترة تراجع الإنتاج المحلي، ولكن ارتفاع أسعار البيض التركي لا يحفز التجار على استيراده.
من جهته، قال مدير المكتب الإعلامي لمعبر “باب الهوى” الحدودي مع تركيا مازن علوش، إن مادة البيض غير مدرجة على قوائم الاستيراد أو التصدير عبر المعبر وذلك لتوفر الإنتاج المحلي.
اقرأ أيضًا: “المداجن”.. هدف رئيسي لضربات روسيا شمال غربي سوريا
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :