طلبت “الإدارة الذاتية” لشمال شرقي سوريا (المظلة السياسية لـ”قوات سوريا الديمقراطية” قسد) إجراء دراسات أمنية لإعلاميين في مناطق سيطرتها بدير الزور.
وقال مصدر في المجلس المدني بدير الزور (رفض ذكر اسمه لكونه غير مخول بالحديث لوسائل الإعلام)، إن مكتب الإعلام التابع لـ”الإدارة الذاتية” طلب منهم إجراء دراسة أمنية لكل من يعمل بالمجال الإعلامي أو التصوير وكل من يملك كاميرا.
وذكر المصدر لعنب بلدي أن هناك أسماء مطلوبة لإجراء دراسة أمنية عددها 65 شخصًا، لافتًا إلى أن الطلب صادر من الناطق الإعلامي باسم “قسد”، فرهاد شامي، دون كتاب رسمي.
وأوضح المصدر أن طلب الدراسات الأمنية يأتي عقب قرار صدر مطلع تشرين الثاني الحالي، نص على معاقبة كل من يعمل لجهة “غير مرخصة”.
وعقب القرار، أبلغ ناشطون وإعلاميون (يعملون مع وسائل إعلام “غير مرخصة”) بعضهم بعضًا بضرورة أخذ الحيطة والحذر.
وفي 5 من تشرين الثاني الحالي، توعدت “الإدارة الذاتية” الصحفيين العاملين بوسائل إعلام “غير مرخصة” في مناطق سيطرتها بالمحاسبة في حال إعداد تقارير صحفية من المنطقة.
وقالت إن أي صحفي يعد مادة إعلامية بطريقة غير المنصوص عليها في قانون الإعلام يعرض نفسه للمساءلة القانونية.
وأضافت أن بعض الصحفيين يعملون لدى وسائل إعلام غير المسجلين بها، وأخرى غير مرخصة لدى “الإدارة الذاتية”، ولم يبلغ الصحفي أو المؤسسة الصحفية دائرة الإعلام بالمواد التي يجري العمل عليها، وهو “عمل مخالف للقانون”.
وتكررت حالات اعتقال إعلاميين وصحفيين من قبل “قسد” شمال شرقي سوريا، وكان منها اعتقال “قوى الأمن الداخلي” (أسايش) كادر “وكالة باز” الإخبارية من محافظة الحسكة، وإغلاق مكتبها هناك.
وفي حديث سابق لعنب بلدي، قال مدير “وكالة باز” في ألمانيا، سليمان الناصر، إن “قسد” اعتقلت مدير “الوكالة” في سوريا، أحمد عجور، والصحفي والمعد ملحم معيشي، إضافة إلى متدرب جديد أُبلغ فقط باسمه الأول (نضال)، تبع ذلك، في 2 من أيلول الماضي، اعتقال المدير القانوني للوكالة، مروان الشيخ عيسى.
وفي تموز 2021، أصدرت “الإدارة الذاتية” بيانًا استنكرت فيه اتهامات منظمات حقوق الإنسان ومنظمات صحفية عالمية لـ”قسد” بانتهاك حقوق الصحفيين في مناطق نفوذها، ووصفتها بأنها “حملات تحاول استهداف (الإدارة الذاتية) وتشويه الحقائق”.
وأشار البيان حينها إلى أن حرية العمل الإعلامي وبمختلف أشكاله، “مصونة وفق قانون عصري صدر عن دائرة الإعلام في (الإدارة الذاتية) لشمال شرقي سوريا”.
اقرأ أيضًا: “قسد” تضيّق على الصحفيين شمال شرقي سوريا
–