على امتداد شوارع القامشلي تنتشر عربات قديمة، أُحيطت بنوافذ زجاجية، تحمل عليها أصنافًا مختلفة من البضائع، يتجول بها مالكها في الأحياء كمصدر رزق له.
تنتشر عربات البيع المتنقلة في شوارع مدينة القامشلي، حاملة معها ملابس مختلفة وأصنافًا متنوعة من الفواكه، وتقف على طول الشوارع الرئيسة ويقوم البائعون بعرض وبيع منتجاتهم بطريقة تجذب انتباه الزبائن.
يقف آراس حسن (38 عاما) بفخر أمام عربته لبيع الملابس النسائية في سوق شعبية بمدينة القامشلي، يتحدث بصوت مرتفع لجذب انتباه النساء اللواتي يمررن في الشارع الرئيس، ويعرض مجموعة متنوعة من الملابس بطريقة إبداعية تجذب انتباه الزبائن.
آراس يثني على مهنته، ويعتبرها الأفضل بالنسبة له، ويرى أن النساء يشترين الملابس بصرف النظر عن الظروف المالية الصعبة التي قد يمررن بها، لوجود العديد من المناسبات التي تتطلب ملابس جديدة، مثل الأعياد والعودة إلى المدارس والمناسبات الاجتماعية، ما يجلب له أرباحًا جيدة.
وأضاف أن زوجته تلعب دورًا مهمًا في مساعدته على تحقيق الربح، إذ يتعاونان في شراء الملابس بالجملة، وتساعده زوجته في اختيار الأصناف التي تعتقد أنها ستحقق مبيعات جيدة.
آراس درس علم الاجتماع في جامعة “دمشق” قبل سنوات، وبسبب صعوبة العثور على وظيفة مناسبة، وجد خيار العربة مناسبًا له.
مبيعات أفضل في المناسبات
شبلي الجنيد، المنحدر من ريف حلب، يقطن في مدينة القامشلي، ويعمل على بيع “الإكسسوارات” وألعاب الأطفال، والمستلزمات المدرسية على عربة يتجول بها في أرجاء السوق التركية بالقامشلي.
ينقل شبلي عربته بين الأحياء بحثًا عن مناطق تجذب انتباه الناس، وقال إن ما يحققه من مبيعات على العربة يكفي لتلبية احتياجات أسرته التي تتألف من ثلاثة أطفال.
ويرى تجربته في مجال بيع “الإكسسوارات” وألعاب الأطفال بأنها جيدة، بالمقارنة مع عمله السابق في مجال البناء الذي تركه منذ عامين.
شبلي قال لعنب بلدي، إنه يعمل في المناسبات السنوية مثل الأعياد وشهر رمضان وغيرها لساعات أطول، بالمقارنة مع الأيام العادية التي يعمل فيها حتى الواحدة بعد الظهر.
ويحقق شبلي في الأيام التي يصادف فيها مناسبات مبيعات أفضل، ويستمر في العمل حتى ساعات متأخرة من الليل، محاولًا توفير لقمة العيش لأسرته في ظل الظروف الصعبة.
قرر باسل العمل على عربة صغيرة لبيع العطور، بسبب ارتفاع أسعار الإيجارات للمحال التجارية التي ترتبط بالدولار، وتصل إلى 300 دولار شهريًا حسب موقع ومساحة المحل.
وليتجنب هذه التكاليف الباهظة قرر باسل الشيخ أن يستخدم عربة صغيرة بتكلفة تبلغ 400 دولار أي ما يقارب خمسة ملايين ونصف مليون ليرة سورية، لبيع العطور داخلها متجولًا أرجاء المدينة.
عمل باسل سابقًا في بيع العطور داخل صالون حلاقة صغير، ومن هنا بدأت فكرة تطوير عمله بجعله متنقلًا في الأسواق، مضيفًا أنه انتقى أفضل أنواع العطور وأعلاها جودة لجذب الزبائن.
ما رأي الأهالي
مراسل عنب بلدي قام بجولة في أحد أسواق القامشلي، ورصد آراء الأهالي بوجود العربات و”البسطات” في السوق.
علا إلياس قالت لعنب بلدي، إن العربات المنتشرة في الأحياء والأسواق شكلها غير حضاري، وتؤثر سلبًا على المارة، إذ تشغل مساحات من الأرصفة والشوارع.
من جانبه يرى خليل أحمد أن “البسطات” تشكل مصدر رزق أساسي للعديد من الناس في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة.
وأضاف أن الناس ترغب في الشراء منها باعتبارها أرخص مقارنة بالمحال التجارية، ما يجعلها خيارًا ملائمًا خاصة في ظل التحديات الاقتصادية الحالية.
وبلغ سعر صرف الدولار أمام الليرة السورية 14200 ليرة للدولار الواحد بحسب موقع “الليرة اليوم” المختصص بأسعار صرف العملات.
–