تقرير أممي: معاناة الأطفال في سوريا لا تزال مستمرة
قال ممثل الأمين العام للأمم المتحدة عن الأطفال والنزاع المسلح أريان ليجنيير، عبر تقرير، إن معاناة الأطفال المستمرة في سوريا اتسمت بزيادة في الانتهاكات “الجسيمة”.
وجاء في تقرير ممثل الأمين العام، مساء الاثنين 27 من تشرين الثاني، أنه في سياق الأزمات الاقتصادية والإنسانية، والدمار الواسع النطاق للبنية التحتية المدنية، والتلوث بالذخائر المتفجرة، والتشريد الداخلي لأكثر من ثلاثة ملايين طفل، ارتفع إجمالي عدد الانتهاكات الجسيمة ضد الأطفال بنسبة 10%، مقارنة بتقرير سابق شمل الفترة بين 1 من تموز 2018 و30 من حزيران 2020.
وأضاف أنه تم التحقق مما مجموعه 5219 انتهاكًا جسيمًا ضد 5073 طفلًا، معظمها ارتكب في شمال شرقي وشمال غربي سوريا، في الفترة الممتدة ما بين 1 من تموز 2020 و30 من أيلول 2022.
والممثل الخاص للأمين العام المعني بالأطفال والصراعات المسلحة هو المدافع الرئيس للأمم المتحدة عن حماية ورفاهية الأطفال المتأثرين بالصراعات المسلحة.
ونوّه التقرير إلى أنه من المرجح أن يكون العدد الفعلي لهذه الانتهاكات أعلى، لأن قدرة الأمم المتحدة على مراقبة المعلومات والتحقق منها كانت محدودة “بسبب القيود المفروضة على الوصول وانعدام الأمن”.
وأشار إلى أن “الجماعات المسلحة” مسؤولة عن 65% من الانتهاكات الجسيمة، بما في ذلك الفصائل التي تعمل تحت مظلة “الجيش الوطني السوري”، و”هيئة تحرير الشام”، و”قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، وتنظيم “الدولة الإسلامية”.
واعتبر التقرير أن قوات النظام والميليشيات والموالية لها مسؤولة عن 13% من هذه الانتهاكات.
وبحسب ممثل الأمين العام، تضاعفت حالات تجنيد الأطفال واستخدامهم لأدوار قتالية، ما زاد من أعداد الضحايا من الأطفال بنسبة 30%، وكانت الذخائر غير المنفجرة سببًا رئيسًا لمقتل الأطفال وتشويههم.
وخلال الفترة المشمولة بالتقرير، واصلت الأمم المتحدة عملها مع أطراف النزاع، بما فيها حكومة النظام السوري، لوضع خطة عمل بشأن إنهاء ومنع الانتهاكات، إذ عقدت حلقات عمل مع كبار المسؤولين الحكوميين لدى النظام.
التقرير قال إن “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) صاحبة السيطرة على شمال شرقي سوريا، تقدمت بخطة عام 2019 بشأن تجنيد واستخدام الأطفال من خلال اعتماد عدد من الإجراءات، واتفقت مع الأمم المتحدة على مراجعة مشتركة لخطة العمل ووضع خارطة طريق لتنفيذها بالكامل.
ممثل الأمين العام ذكر في تقريره أن الأمم المتحدة تمكنت من إحراز تقدم في التعامل مع الفصائل العاملة تحت مظلة “الجيش الوطني السوري” المعارض، وأجرت مفاوضات بشأن مسودة لخطة عمل في هذا الصدد، وتحقق تقدمًا “بشكل جيد”.
أكثر من 30 ألف طفل قتلوا
في 20 من تشرين الثاني الحالي، أصدرت “الشبكة السورية لحقوق الإنسان” تقريرًا بمناسبة اليوم العالمي للطفل، ذكرت فيه أن ما لا يقل عن 30127 طفلًا قُتلوا في سوريا منذ آذار 2011، بينهم 198 بسبب التعذيب، إضافة إلى 5229 طفلًا ما زالوا معتقلين أو مختفين قسرًا حتى اليوم.
وأضافت الشبكة في التقرير المكون من 68 صفحة، أن جميع أطراف النزاع انتهكت حقوق الطفل، لكن النظام السوري تفوق على جميع الأطراف من حيث كم الجرائم التي مارسها “على نحو نمطي ومنهجي”.
وحمّل التقرير اللجنة المعنية بحقوق الطفل والمنبثقة عن اتفاقية “حقوق الطفل” التي وقعت عليها سوريا عام 1993، المسؤوليات القانونية والأخلاقية عن متابعة أوضاع حقوق الأطفال في سوريا ووضع حد للانتهاكات التي يمارسها النظام السوري بحقهم.
وفي 19 من حزيران 2021، أدرج الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، قوات النظام السوري على “القائمة السوداء لمنتهكي حقوق الأطفال”.
–
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :