أمام “بسطة” لبيع “العوامة” و”المشبك” في بلدة المزيريب fريف درعا الغربي، وبعد إلحاح من ابنتها، أخرجت سلام المحمد من حقيبتها خمسة آلاف ليرة سورية طالبة نصف كيلو من “العوامة”، ليعطيها البائع كمية قليلة لا تكفي أسرتها في المنزل.
اكتفت سلام المحمد (30 عامًا) بشراء أوقية (250 غرامًا) من “العوامة” بعد أن تفاجأت بسعرها المرتفع، وقالت “المشبك والعوامة حلويات الفقير كانت دائمًا أرخص أنواع الحلويات، لحقت اليوم بركب غلاء الحلويات التي تحولت للكماليات لدى معظم السكان”.
ارتفعت أسعار “العوامة” و”المشبك” في أسواق محافظة درعا جنوبي سوريا بعد غلاء مكوناتها، وأصبحت خارج القدرة الشرائية لكثير من السكان ذوي الدخل المحدود.
ووصل سعر الكيلوغرام منها إلى 25 ألف ليرة سورية بعد أن كان لا يتجاوز سعره عشرة آلاف ليرة الشتاء الماضي.
وتعد “العوامة” و”المشبك” من الحلويات الشعبية، ويكثر الطلب عليها خلال فصل الشتاء، وامتازت برخص سعرها وتباع عبر “بسطات” على أرصفة الطرق.
مكونات غالية الثمن
أسهمت عدة عوامل في رفع سعر هذه الحلويات، منها ارتفاع سعر الزيت النباتي، والسكر، والغاز.
أحمد الفندي (25 عامًا) بائع في محل لـ”العوامة” و”المشبك” بريف درعا الغربي، قال لعنب بلدي، إن ارتفاع أسعار “العوامة” مرتبط بارتفاع المكونات وأهمها السكر وزيت القلي والغاز، وهذه المكونات تحتاج إليها الحلويات بشكل عام، إلا أن “العوامة” تستهلك كميات كبيرة منها.
ووصل سعر كيلو السكر إلى 14 ألف ليرة سورية، إذ شهد ارتفاعًا تزامن مع تقلبات سعر صرف الليرة السورية مقابل الدولار الأمريكي، لأن السكر مستورد بمعظمه ويرتبط بتقلبات سعر الصرف.
ووصل سعر تصريف الدولار الواحد إلى 13950 ليرة سورية بحسب موقع “الليرة اليوم” المتخصص بأسعار العملات.
وفي 30 من تموز الماضي، قال أمين سر جمعية حماية المستهلك، عبد الرزاق حبزة، لصحيفة “الوطن” المحلية، إن تسعير السكر يكون عبر لجنة الأسعار المركزية التابعة لوزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك بعد تقديم المستوردين بيانات تكاليفهم.
وأضاف حبزة أنه من الممكن تقديم تكاليف مبالغ بها أو أقل من واقعها للتهرب الضريبي، مشيرًا إلى عدم وجود ضوابط تحدد السعر.
وأوضح البائع أن “العوامة” تحتاج إلى قَطر مكثف، ويحتاج كل كيلو قَطر إلى كيلوغرامين ونصف من السكر.
ومن العوامل المختلفة عن بقية الحلويات، استخدام زيت القلي بكثرة في صناعة “العوامة”، إذ يقلى العجين بالزيت، ووصل سعر الليتر منه إلى 25 ألف ليرة.
وبحسب البائع، لا بد من تبديل زيت القلي باستمرار لأن استعماله الطويل يؤدي إلى ظهور طعم الزيت المحترق بـ”العوامة” و”المشبك”.
ولا تقتصر التكلفة على السكر وزيت القلي، إنما شهدت أسعار الطحين ارتفاعًا ووصل سعر الكيلو منه إلى ثلاثة آلاف ليرة، وكذلك ارتفع سعر أسطوانة الغاز في السوق المحلية إلى 175 ألف ليرة، بعد أن كان لا يتجاوز 60 ألف ليرة في أيلول الماضي.
وأضاف البائع أن مبيعاته خفت مقارنة بالأعوام السابقة، إذ بات زبائنه يختصرون شراء الكميات، وذكر أن مبيعاته خلال ثلاثة أيام كان يبيعها بيوم واحد خلال السنوات الماضية.
في حين قال بائع آخر، إن جميع أنواع الحلويات تشهد ركودًا في بيعها لأسباب تتعلق بسعي العائلات لتأمين الأساسيات من المواد الغذائية، التي أصبحت خارج القدرة الشرائية للسكان.
اقرأ أيضًا: الخبز والغاز يرفعان سعر سندويشة الفلافل بدرعا
–