تتزايد حالات استهداف النظام السوري لمدنيين على خطوط التماس مع مناطق سيطرة المعارضة، شمال غربي سوريا.
وقال “الدفاع المدني السوري” إن قوات النظام استهدفت، الأحد 26 من تشرين الثاني، بصاروخ موجه، سيارة مدنية مركونة بجانب منزل في لبدة كتيان شرقي إدلب، ما أسفر عن إصابة مدنيين هما امرأة وطفل، كانوا داخل المنزل نفسه.
الهجوم جاء عقب يوم واحد من هجوم مدفعي قُتل إثره عشرة مدنيين بينهم ستة أطفال وامرأة، وأصيبت امرأة، من عائلة واحدة، في أثناء عملهم بجني محصول الزيتون في مزارع قرية قوقفين جنوبي إدلب.
“الدفاع المدني” اعتبر أن هناك “حربًا من نوع آخر” تشنها قوات النظام على المدنيين، وتلاحقهم لمنعهم من جني محاصيلهم الزراعية وتأمين قوت يومهم، بهجمات ممنهجة تستهدف المزارعين بالصواريخ والقذائف، وبصواريخ موجهة، في استمرار لسياسة قتل الحياة، وكل ما يساعد عليها.
استهدافات تصاعدت منذ نحو شهر
الاستهدافات المتكررة لسيارات مدنية أو سيارات إسعاف بمحيط محافظة إدلب من قبل قوات النظام متكررة، لكنها تصاعدت منذ نحو شهر، في مناطق تتمركز فيها ميليشيات موالية لإيران بريف المحافظة الشرقي.
تواصلت عنب بلدي مع “المرصد العسكري 80” العامل بريف محافظة إدلب، ومتخصص برصد التحركات العسكرية بالمنطقة، إذ قال إن الاستهدافات تصاعدت على المحاور التي تتمركز فيها ميليشيات موالية لإيران.
وأضاف أن الاستهدافات تركزت على الخط الممتد بين بلدة آفس شمالي مدينة سراقب شرقي إدلب، وصولًا إلى “الفوج 46” بريف حلب الغربي، وتتمركز ميليشيات إيرانية على طول هذا الخط.
وبحسب المرصد، فإن مؤشر الاستهدافات ارتفع صعودًا منذ منتصف تشرين الأول الماضي.
ولم توثق المراصد العسكرية في المنطقة أي حشود عسكرية على الجبهات، لكن الاستهدافات بالصواريخ الموجهة تكررت خلال الأيام الماضية بشكل أكثف مما كانت عليه سابقًا، بحسب “المرصد 80”.
ولم تطل الاستهدافات المتكررة بالصواريخ الحرارية الموجهة بحسب “المرصد” أي سيارة عسكرية، إذ طالت سيارات مدنية على نحو متكرر.
ومنذ بداية العام الحالي حتى 19 من تشرين الثاني، استجاب “الدفاع المدني” لـ 1129 هجومًا على مناطق شمال غربي سوريا، من قبل قوات النظام وروسيا وقوات موالية لها، وانتشلت الفرق خلال هذه الهجمات جثامين 134 مدنيًا بينهم 35 طفلًا و 20 امرأة، وأنقذت وأسعفت الفرق 595 مدنيًا بينهم 188 طفلًا و90 امرأة، بحسب تقرير “الدفاع المدني”.
وانخفضت وتيرة التصعيد العسكري من قبل قوات النظام وروسيا على الشمال السوري، مقارنة بتشرين الأول الماضي، إذ شهدت المنطقة خلاله تصعيدًا أسفر عن مقتل أكثر من 70 شخصًا وإصابة 349 آخرين، وتضررت أكثر من 40 منشأة صحية و27 مدرسة و20 شبكة للمياه.
وأثّر التصعيد على أكثر من 2300 موقع، وأدى إلى نزوح أكثر من 120 ألف شخص، وهو أكبر تصعيد في شمال غربي سوريا منذ عام 2019، وفق مكتب تنسيق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية (OCHA).
وتخضع منطقة شمال غربي سوريا لاتفاقية “موسكو” الموقعة بين روسيا وتركيا، وتوقفت العمليات العسكرية من معارك وفتح جبهات منذ توقيعها في 5 من آذار 2020.
رغم الاتفاق، تتعرض مناطق الشمال السوري لقصف شبه يومي وغارات للطيران الروسي بوتيرة غير ثابتة، بالتزامن مع طيران مسيّر روسي في سماء المنطقة يوميًا.