مع استمرار عجز “الإدارة الذاتية” عن تأمين تيار كهربائي منتظم في المدن التي تسيطر عليها شمال شرقي سوريا، يبحث السكان عن حلول بديلة لتلبية احتياجاتهم الأساسية من الطاقة.
ويعتبر استخدام منظومات الطاقة الشمسية في سوريا حلًا لمشكلة نقص تزويد الطاقة، لكن أسعارها تحول بين الفكرة والتطبيق بالنسبة لسوريين بمختلف مناطق السيطرة على الجغرافيا السورية.
وفي مناطق من شمال شرقي سوريا حيث تسيطر “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، شهدت أسعار ألواح الطاقة انخفاضًا مفاجئًا ما سهل من شرائها بالنسبة لسكان يعتمدون بشكل رئيس على اشتراكات الأمبيرات لتزويد منازلهم بالكهرباء.
انخفاض مفاجئ بالأسعار
خلال الساعات الثلاث التي تصل فيها الكهرباء إلى منزل زياد الحسين عن طريق اشتراك الامبيرات، يسعى لشحن الأجهزة الكهربائية والبطاريات، لتأمين وسيلة طاقة صغيرة خلال فترة الانقطاع.
زياد قال لعنب بلدي إنه اشترى مؤخرًا منظومة صغيرة للطاقة شمسية بعد انخفاض سعرها مقارنة بالعام الماضي، حين كانت تبلغ تكلفتها 1700 دولار أمريكي للمنظومة نفسها، لكنها كلّفته 1100 دولار خلال الشهر الحالي.
ويبلغ سعر صرف الليرة السورية أمام الدولار لحظة تحرير هذا التقرير 13750 ليرة مقابل كل دولار أمريكي، بحسب موقع “الليرة اليوم” المتخصص بمتابعة حركة العملات.
لا تلبي المنظومة نفسها حاجة المنزل من التيار الكهربائي، إذ تضطر العائلة لفصل التيار عن بعض القطع الكهربائية في حال الرغبة بتشغيل المكواة مثلًا، أو أجهزة غسيل الملابس.
خالد الجدوع وهو من سكان ريف دير الزور الشمالي، قال لعنب بلدي إنه منذ شهر تقريبًا سارع إلى تركيب جهاز طاقة شمسية، رغم أنه لا يوفر سوى 60% من حاجة المنزل من الطاقة، بسبب الانخفاض المفاجئ في سعره.
يعمل محمود الحمصي، في تجارة مستلزمات الطاقة الشمسية، قال لعنب بلدي إن المستوردين يحققون “أرباحًا كبيرة جدًا” من تلك المستلزمات في سوريا مقارنة بالأسعار في الدول المجاورة ومنشأ الاستيراد.
وتباع معدات الطاقة الشمسية بأسعار أعلى من ضعف سعرها الطبيعي في دول الجوار وفي الدول المستوردة منها، مثل الصين وإيران وتركيا.
ويصل سعر لوح الطاقة المستورد من تركيا إلى 75 دولارًا أمريكيًا ويُباع في سوريا بما يعادل 110 دولارًا بعد انخفاض سعره اليوم.
وأشار التاجر إلى أن نسبة الأرباح لبعض المستوردين تتجاوز 50%، ما يترك هامشًا لخفض الأسعار في حالة التنافس بين المستوردين.
ويرى محمود أن سلطات المنطقة المتمثلة بـ”الإدارة الذاتية” يُمكنها تخفيض أسعار هذه المعدات عبر منع احتكار الاستيراد لأشخاص محددين، وتخفيض الرسوم الجمركية، خاصة على البطاريات.
ورصد مراسل عنب بلدي في دير الزور تغير أسعار ألواح الطاقة مقارنة بشتاء العام الماضي على الشكل التالي:
- لوح باستطاعة 620 واط بسعر 140 دولار أمريكي سابقًا، يباع اليوم بسعر 110 دولارات.
- لوح باستطاعة 550 واط بسعر 130 دولا سابقًا، يباع اليوم بسعر 105 دولارات.
- لوح باستطاعة 450 واط بسعر 85 دولا سابقًا، يباع اليوم بسعر 105 دولارات.
التنافس يخفض الأسعار
دحام الريحاوي تاجر ألواح طاقة شمسية شمال شرقي سوريا، قال لعنب بلدي إن وجود كميات كبيرة من الألواح التي تحمل شعارات مزورة لشركات أخرى في السوق المحلية يشير لوجود فساد خلال عمليات التخليص الجمركي.
ويرى التاجر أن هذا الوضع “مثير للقلق”، ويمكن أن يؤدي لهدر الموارد الاقتصادية. معتبرًا أن معظم هذه المنتجات المزورة تأتي من الصين، ونادرًا ما تستورد من دول أخرى.
وأضاف أن وجود بضائع قادمة عن طريق تركيا تسببت في انخفاض أسعار الألواح في السوق المحلية نتيجة لحالة التنافس بين الشركات، الذي ينعكس بشكل إيجابي على وضع المستهلك.
وفي الوقت نفسه قد يتسبب هذا التنافس بخسائر فادحة لتجار المفرق الذين يعانون من الانخفاض الحاد في الأسعار، وتقلبات أسعار الصرف.
التاجر دحام، يرى أنه من الضروري اتخاذ إجراءات لمكافحة الفساد خلال عمليات التخليص الجمركي، وتشديد الرقابة على جودة المنتجات المستوردة لضمان سلامة المستهلك وحماية السوق المحلي.
يُظهر انتشار نظم الطاقة الشمسية في بلدات دير الزور تبنيًا للحلول البديلة لتعويض انقطاع التيار الكهربائي في بعض المناطق، خصوصًا أن التيار الكهربائي الذي يأتي من مناطق سيطرة النظام بات شبه معدوم.
ويُعتبر استخدام الطاقة الشمسية حلاً فعّالًا لتلبية الاحتياجات الطاقة خاصةً في ساعات النهار عندما يكون استخدام الطاقة الشمسية الأمثل.
اقرأ أيضًا: الطاقة الشمسية تنقذ مشاريع الزراعة شرقي الحسكة