لم تعلن الميليشيات المرتبطة بإيران عن قصف قواعد أمريكية في سوريا والعراق، منذ بدء تنفيذ اتفاق الهدنة في قطاع غزة المحاصر في فلسطين.
كما غابت الإعلانات الأمريكية عن تعرض قواعدها لهجمات تكررت بشكل مكثف على مدار أكثر من شهر.
ومنذ منتصف تشرين الأول الماضي، لازمت الصواريخ والطائرات المسيرة التي يطلقها وكلاء إيران من سوريا والعراق، القواعد الأمريكية في البلدين، وصارت استهدافات يومية.
أحدث هذه الاستهدافات نفذت قبيل ساعات من الهدنة في فلسطين، الخميس 23 من تشرين الثاني، عندما أعلنت “المقاومة الإسلامية العراق” التي تتهمها واشنطن بالتبعية لطهران، عن استهداف قاعدة “حقل العمر” الأمريكية شرقي محافظة دير الزور السورية.
وتعرضت القواعد الأمريكية في سوريا والعراق إلى أربع هجمات، خلال الساعات الـ 48 التي سبقت إعلان الهدنة، بحسب ما نقلته وكالة “فرانس برس” عن مسؤول أمريكي.
وبحسب ما نقلته قناة “فوكس نيوز” الأمريكية عن مسؤول في وزارة الدفاع (البنتاجون)، تعرضت القواعد الأمريكية في العراق وسوريا تعرضت للهجوم من قبل القوات التابعة لإيران 73 مرة منذ 17 من تشرين الأول، أي بعد 10 أيام على التصعيد في قطاع غزة.
وأضافت القناة أنه لم يتم الإبلاغ عن وقوع إصابات أو أضرار في البنية التحتية نتيجة لأي من هذه الهجمات.
وكانت إذاعة “صوت أمريكا” نقلت عن مسؤولين دفاعيين أمريكيين قولهما إن الميليشات المرتبطة بإيران هاجمت القواعد الأمريكية في سوريا والعراق أكثر من 150 مرة منذ تسلم جو بايدن الرئاسة.
أكثر من ثلث الهجمات وقعت بعد الهجوم الذي شنته حركة “حماس” على مستوطنات غلاف غزة، في حين بلغ عدد الهجمات بين 29 من آذار و17 من تشرين الأول سبع هجمات فقط.
وبالرغم من تأكيد الجيش الأمريكي أن معظم الهجمات منذ 17 تشرين الأول أحبطت أو فشلت في الوصول إلى أهدافها ولم تتسبب في وقوع إصابات أو أضرار في البنية التحتية، تسببت الهجمات في إصابة أكثر من 60 شخصًا من الجيش، بإصابات تتراوح بين جروح الشظايا وثقب طبلة الأذن وإصابات الدماغ المؤلمة.
وأدت سلسلة الهجمات التي شنتها ميليشيات تدعمها إيران، في آذار الماضي، إلى مقتل مقاول أمريكي في سوريا، وتسببت في إصابات دماغية لدى 23 عسكريًا، وإصابة 25 عسكريًا أميركيًا، وفقًا “للبنتاجون”.
ونقلت إذاعة “صوت أمريكا” عن الرئيس السابق للقيادة المركزية الأمريكية، الجنرال المتقاعد كينيث ماكنزي، قوله إن “الهدف الأساسي لإيران هو إخراج الولايات المتحدة من المنطقة، وهذا هو سبب تصاعد هذه الهجمات”.
ردود أمريكية
في 21 من تشرين الثاني، قالت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون)، إن طائرة عسكرية أمريكية هاجمت جماعة مسلحة مدعومة سبق وقصفت قاعدة أمريكية بصاروخ “باليستي” بالعراق.
وقالت نائبة السكرتير الصحفي سابرينا سينغ خلال مؤتمر صحفي، إن الهجوم الصاروخي “الباليستي” الذي أطلقته المجموعة نحو قاعدة “عين الأسد”، أدى إلى إصابات غير خطيرة في صفوف القوات الأمريكية وقوات التحالف.
وفي 8 من تشرين الثاني الحالي، أغارت طائرات الأمريكية على منشأة لتخزين الأسلحة يستخدمها “الحرس الثوري” والمجموعات المرتبطة به شرقي سوريا.
سبق ذلك في 27 من تشرين الأول الماضي، إعلان وزارة الدفاع الأمريكية، عن أن طائرتين مقاتلتين أمريكيتين قصفتا منشآت للأسلحة والذخيرة تابعة لإيران في شمال شرقي سوريا.
وبحسب ما نقلت وكالة “رويترز” جاء الاستهداف ردًا على هجمات شنتها فصائل مدعومة من إيران على القوات الأمريكية، مع تزايد المخاوف من احتمال انتشار الصراع بين إسرائيل و “حماس” في الشرق الأوسط.
وفي 12 من الشهر نفسه، قال “البنتاجون” إن القوات العسكرية الأمريكية نفذت ضربات على منشآت شرقي سوريا يستخدمها “الحرس الثوري الإيراني” والجماعات المرتبطة بإيران ردًا على الهجمات المستمرة ضد الأفراد الأمريكيين في العراق وسوريا.
وزادت الولايات المتحدة من وجودها في المنطقة، لحماية ما يقرب من 2500 جندي أمريكي في العراق و900 جندي في سوريا، ولمنع الجهات الفاعلة بما في ذلك إيران والميليشيات التابعة لها وجماعة الحوثي في اليمن و”حزب الله” في لبنان وآخرين، مما وصفته بـ”توسيع الصراع” بين “حماس” وإسرائيل.