أثارت إقالة المدير التنفيذي لشركة “OpenAI”، سام ألتمان، وانضمامه لشركة “مايكروسوفت”، ثم عودته لمنصبه بشروط أطاحت بمجلس الإدارة السابق الذي أقاله، أهمية الموارد البشرية المرتبطة بتقنية الذكاء الاصطناعي.
وتعد شركة “OpenAI” الأمريكية، مالكة منصة “ChatGPT” للذكاء الاصطناعي التوليدي، الذي أبهر المستخدمين بقدرته على إنتاج استجابات نصية مقنعة للغاية للمطالبات البشرية، بدءًا من كتابة المقالات الأكاديمية إلى إنشاء الوصفات وتلخيص المستندات المطولة.
كما طورت لاحقًا أداة “Dall-E”، التي تنتج صورًا من المطالبات النصية، وكان ألتمان، رئيس الشركة، مرادفًا لنجاح “ChatGPT”، الذي اجتذب 100 مليون مستخدم في شهرين بعد إطلاقه في 30 من تشرين الثاني 2022.
وأرجع مجلس إدارة الشركة السابق سبب طرد ألتمان لأنه “لم يكن صريحًا باستمرار في اتصالاته مع مجلس الإدارة”، بينما عيّن إيميت شير خليفة له كرئيس تنفيذي مؤقت، وهو أحد مؤسسي منصة البث “Twitch”.
واستغلت شركة “مايكروسوفت” هذه الخطوة ليعلن رئيسها التنفيذي ساتيا ناديلا عن تعيين ألتمان، وزميله المقرب رئيس “OpenAI” السابق جريج بروكمان، الذي استقال بعد إقالة ألتمان، لرئاسة وحدة أبحاث متقدمة جديدة للذكاء الاصطناعي.
وشجعت “مايكروسوفت” على استقطاب موظفي الذكاء الاصطناعي، مشيرة إلى أنها “موطن جاهز للمواهب” في شركة “OpenAI”، قائلة إن موظفين آخرين في “OpenAI” قد انضموا بالفعل إلى الثنائي الرئيس، وسط تهديد العديد من الموظفين بالاستقالة في حال لم يعد ألتمان إلى “OpenAI”.
وتوقعت تقارير تقنية استحواذ شركة “مايكروسوفت” على “OpenAI” حتى مع السعر الذي طرحته البالغ 80 مليار دولار، وهي التي تمتلك فيها حصة قدرها 49%.
واختتمت التحولات بإعلان ألتمان عودته لمنصبه مع مجلس إدارة أولي جديد يضم الرئيس التنفيذي المشارك السابق لشركة “Salesforce” بريت تايلور، كرئيس للمجلس، ووزير الخزانة الأمريكي السابق لاري سمرز، وآدم دانجيلو، الذي كان جزءًا من مجلس الإدارة الأصلي الذي طرد ألتمان سابقًا.
شركات أخرى تستثمر في الموارد البشرية
تطلق شركة “أمازون” الأمريكية برنامج “AI Ready” لتدريب ما لا يقل عن مليوني شخص بحلول عام 2025 على مهارات الذكاء الاصطناعي الأساسية والمتقدمة، حيث تسعى شركة التكنولوجيا العملاقة إلى اكتساب ميزة متقدمة في معركة لاستقطاب المواهب مع “مايكروسوفت” و”جوجل” وشركات أخرى.
وقال نائب رئيس البيانات والذكاء الاصطناعي في الشركة، سوامي سيفاسوبرامانيان، “سيكون الذكاء الاصطناعي أكثر التكنولوجيا التحويلية التي نواجهها في جيلنا، لكنه لن يصل إلى إمكاناته الكاملة ما لم تكن لدينا قوة عاملة جاهزة لتبنيها وتعزيزها بطريقة كبيرة”.
تعكس جهود أمازون الوعي المتزايد عبر مجال الشركات بأن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يغير الطريقة التي يؤدي بها ملايين الأشخاص وظائفهم، وبدأت الشركات في مختلف الصناعات من العقارات إلى البيع بالتجزئة بتجربة استخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي للمساعدة في عملها، بدءًا من صياغة المواد التسويقية، إلى كتابة التعليمات البرمجية والإجابة عن أسئلة الموارد البشرية.
وجدت دراسة استقصائية أجرتها شركة “أمازون” وشركة استشارية “Access Partnership” على آلاف الموظفين والمنظمات، أن ما يقرب من ثلاثة أرباع أصحاب العمل الذين شملهم الاستطلاع قالوا إنهم لا يستطيعون العثور على مواهب الذكاء الاصطناعي التي يحتاجون إليها، على الرغم من أن معظمهم يقولون إنهم يخططون لنشر الذكاء الاصطناعي في السنوات الخمس المقبلة.
ويمكن للذكاء الاصطناعي أن يمكّن ملايين العمال من الانتقال إلى نظام عمل مكون من أربعة أيام في الأسبوع بحلول عام 2033، وفق دراسة جديدة تركز على القوى العاملة البريطانية والأمريكية.