إنتاج وفير وأسعار منخفضة للرمان في إدلب
كان غزوان يأمل أن يتمكن من حل مشكلاته المالية بعد جني محصوله من الرمان وبيعه في السوق، لكن الأسعار كانت دون التوقعات، ما أجبره على تأجيل تنفيذ بعض الأعمال المخطط لها إلى الموسم المقبل.
غزوان جسري (43 عامًا) مزارع من منطقة دركوش غربي إدلب، يملك 15 دونمًا زرع سبعة دونمات منها بأشجار الرمان والبقية زرعها بالبرتقال والليمون، قال لعنب بلدي، إن سعر كيلو الرمان لم يصل هذا العام في أفضل الأحوال إلى 0.25 دولار أمريكي (سبع ليرات تركية).
وأوضح أن مزارعي الرمان كانوا يعتمدون بشكل رئيس على التصدير بأسعار تتراوح بين 0.5 و1.5 دولار للكيلوغرام الواحد.
ويضاف إلى انخفاض السعر “كومسيونات” دفعها البائع للسماسرة لبيع المحصول، وأجور النقل، ما زاد من التكاليف المالية على المزارع.
وبلغ إنتاج الرمان في أرض المزارع هذا العام 80% من إمكانية الإنتاج القصوى، ووصلت نسبة إنتاجه العام الماضي إلى 40%، وفق غزوان، لافتًا إلى أن سبب الإنتاج الجيد ظروف الطقس المواتية لنمو الرمان ومكافحته لحشرة “الزيات” مبكرًا، التي تقضي عادة على أزهار الرمان.
من جانبه، أيمن كابري مزارع من منطقة دركوش، يملك نحو 200 شجرة رمان، قال لعنب بلدي، إن حبوب الرمان داخل الثمرة كان خشنة هذا العام ما يعني أنها جيدة.
وأضاف أنه باع متوسط سعر الكيلو بأربع ليرات تركية، معتبرًا أن السعر منخفض جدًا، لافتًا إلى أن التجار استغلوا ظرف تصعيد قوات النظام وروسيا على المنطقة، وقلة التصريف، وكذلك أصحاب البرادات، ما دفع المزارعين لبيع محصولهم بالسعر المحدد.
وكذلك باع المزارع أحمد مصطفى عقيل، الذي يملك نحو 100 شجرة رمان في دركوش، بنفس الأسعار.
محصول يؤجل التزامات المزارعين
انتهى المزارعون من جني محصول الرمان في منطقتي حارم ودركوش شمال غربي إدلب بإنتاج وفير هذا العام، لكنه لم يحقق لهم أرباحًا، إذ تعرضوا لخسائر بسبب إغلاق أبواب التصدير، ما أدى إلى انخفاض الأسعار بشكل حاد في الأسواق المحلية.
ويعتبر موسم الرمان إلى جانب الحمضيات من المواسم الرئيسة التي يعتمد عليها مزارعو منطقة دركوش لتأمين تكاليف معيشتهم خلال العام والوفاء بالتزاماتهم المالية المتراكمة.
وقال غزوان، إن أهالي منطقة دركوش يعتمدون على موسم الرمان لتنفيذ بعض الأعمال والوفاء بالالتزامات المؤجلة كتزويج أحد الأبناء، أو بناء سياج لأراضيهم الزراعية، أو تحسين أوضاعهم المعيشية، وفي حال لم يكن الموسم جيدًا تؤجل الالتزامات للعام التالي.
وكان يأمل مزارعو الرمان أن يؤمّن لهم الإنتاج الجيد مبالغ مجزية تعوضهم عن خسائرهم في العام الماضي الذي كان إنتاجه ضعيفًا، لكن امتلاء الأسواق المحلية بالرمان وإغلاق أبواب التصدير وانخفاض الأسعار بددت آمالهم.
اقتلاع “الحامض”
تعد العناية بالأشجار مكلفة ماليًا، ومع غياب تصريف المنتج، اضطر مزارعون إلى قلع أشجار تحمل أصنافًا غير مرغوبة محليًا وزرع أصناف أخرى.
وللرمان أصناف عدة أهمها “العصفوري” ويتميز بمذاق حلو وبذور صغيرة ويعتبر من أكثر الأنواع المطلوبة، و”اللفان” الذي يستخدم في صناعة دبس الرمان والمطلوب بكثرة في الأسواق المحلية والخارجية، وهناك “الفرنسي”، وأخيرًا “الحامض” ويعتبر أرخص الأنواع والأقل طلبًا، وفق مزارعون التقتهم عنب بلدي.
وذكر المزارع غزوان أن مزارعين في منطقة دركوش اقتلعوا أشجار الرمان الحامض بسبب عدم وجود أسواق تصريف له محليًا أو خارجيًا، مشيرًا إلى أن نسبة أشجار الرمان الحامض تصل إلى 10% من إجمالي أشجار الرمان في المنطقة.
أسعار منخفضة
فراس نعمة أحد سماسرة سوق “الهال” في المنطقة، قال لعنب بلدي، إن أسعار الرمان سجلت هذا العام انخفاضًا لم تشهده منذ سنوات، بسبب العرض الكثير وعدم قدرة الأسواق المحلية على تصريف الكمية.
ووصلت أسعار الرمان “العصفوري” وهو أغلى الأنواع إلى عشر ليرات تركية للكيلوغرام الواحد، بينما بيع الرمان “الفرنسي” بخمس ليرات، وبعض أنواع الرمان بيعت بليرتين ونصف للكيلو.
وذكر فراس أن 70% من الباعة في سوق “الهال” لا يشترون الرمان مباشرة من المزارعين، وإنما يعتمدون على عرضه على الزبائن وأخذ أجور “الدلالة” من المزارعين، وتتراوح من 6 إلى 10% من سعر الرمان.
اقرأ أيضًا: دركوش وسلقين.. مزارعون يحاولون التعويض بـ”الصيفي” والأسعار لا تساعد
–
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :