درعا – حليم محمد
أمام محل لبيع سندويش الفلافل في مدينة طفس بريف درعا الغربي، يحصي علي المحمد (40 عامًا) المبلغ الذي بحوزته بعد أن أبلغه البائع أن سعر سندويشة الفلافل ارتفع ألف ليرة سورية.
وأصبح سعر السندويشة خمسة آلاف ليرة سورية، بعد أن كانت بأربعة آلاف، قبل قرار رفع أسعار الخبز “الحر” خارج “البطاقة الذكية”، الذي تستهلك منه المطاعم كميات كبيرة.
ورفعت حكومة النظام السوري، في 7 من تشرين الثاني الحالي، أسعار الخبز خارج “البطاقة الذكية” من 1225 ليرة سورية إلى ثلاثة آلاف ليرة لكل ربطة تتضمن سبعة أرغفة بوزن 1100 غرام، ما دفع مالكي المطاعم لرفع تسعيرة منتجاتهم تماشيًا مع سعر الخبز، بحسب ما أوضحه عدد من مالكي المطاعم في درعا.
ولا يعد الخبز السبب الوحيد لارتفاع أسعار المأكولات في المطاعم، إذ سبقه ارتفاع سعر أسطوانة الغاز الصناعي عبر وخارج “البطاقة الذكية“، من 75 ألف ليرة إلى 150 ألفًا في أيلول الماضي.
وتساوي كل 13950 ليرة سورية دولارًا أمريكيًا واحدًا، بحسب موقع “الليرة اليوم” المتخصص برصد حركة العملات الأجنبية.
الخبز والغاز
قال علي الذي يعول عائلة من ستة أشخاص، “يبدو أن سندويش الفلافل انضم إلى قائمة المحظور شراؤه، ولحق بركب الشاورما والفروج المشوي والبروستد”، لافتًا إلى أن هذه المأكولات لم تعد تشتريها العائلة بعد غلاء ثمنها.
علاء المصري (45 عامًا)، من سكان ريف درعا الغربي، قال إن السندويش كان سابقًا أكل الفقراء، لكن اليوم أصبح شراؤه غير ممكن، مشيرًا إلى أنه يحتاج إلى 20 ألف ليرة سورية في حال أراد أو فكر بشراء سندويش فلافل لعائلته (أربعة أشخاص)، وهو مبلغ يعادل أجرته اليومية في أعمال الزراعة.
فايز (50 عامًا)، وهو مالك مطعم في ريف درعا الغربي، قال من جهته لعنب بلدي، إنه رفع سعر سندويشة الفلافل أو البطاطا من أربعة آلاف ليرة إلى خمسة آلاف بعد رفع سعر الخبز، لافتًا إلى أن تكلفة رغيف الخبز تتراوح بين 500 و600 ليرة (تضاف إلى الربطة تكاليف النقل).
وارتفع أيضًا سعر الغاز “الحر” (غير الصناعي) في السوق المحلية إلى 190 ألف ليرة سورية، وكان في أيلول الماضي لا يتجاوز 80 ألفًا.
أحمد (45 عامًا)، مالك مطعم في ريف درعا الشمالي، قال، إن حركة المبيع تراجعت إلى النصف بعد غلاء أسعار المأكولات في المطاعم، وأضاف أنه كان يحضّر سابقًا سيخ “شاورما” بوزن 40 كيلوغرامًا ويبيعه كل يوم، أما حاليًا فيحضّر سيخًا وزنه 25 كيلوغرامًا ولا يباع في يوم واحد.
واشتكى أحمد من تكلفة الغاز “الحر” الذي يشتريه من السوق المحلية، إذ لا تكفي مخصصات الغاز “المدعوم” ربع احتياجه، فهو يحتاج إلى ما يقارب ثلاث أسطوانات غاز يوميًا، في حين قدّر كميات الغاز “المدعوم” بنصف جرة يوميًا.
وقال، رغم مناشدات ومطالب مالكي المطاعم بزيادة المخصصات، فإن الكمية ثابتة لا تتغير.
فجوة بين تسعيرة الدولة والمبيع
قال مالك المطعم فايز، إن هناك ارتفاعًا مستمرًا في مكونات صناعة المأكولات بالمطاعم الشعبية، إذ وصل سعر كيلو الطحينة إلى 65 ألف ليرة، وكان مطلع العام الحالي لا يتجاوز 30 ألف ليرة، وكذلك ارتفع كيلو الحمّص من سبعة آلاف ليرة إلى 13 ألف ليرة.
وأضاف أن سعر ليتر الزيت النباتي وصل إلى 25 ألف ليرة، وكذلك ارتفع سعر النشاء والحمض، وزيت الزيتون الذي وصلت سعر الصفيحة منه بسعة 16 ليترًا إلى مليون ليرة سورية.
وبالنسبة لمطاعم “الشاورما”، ارتفع سعر اللحوم والفروج، ووصل كيلو لحم العجل إلى 120 ألف ليرة، وسعر الفروج المشوي إلى 100 ألف ليرة، وسندويشة “الشاورما” إلى 25 ألفًا.
وذكر فايز أن أصحاب المطاعم يرفعون السعر كي يحققوا هامش ربح، لكن الغلاء أدى إلى تراجع المبيعات وعزوف الزبائن، في حين قال أحمد، وهو مالك مطعم آخر، إنه بات يفكر في إغلاق محله إذا استمر هذا الغلاء وسط ركود مبيعاته.
وقدّرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أن ما يقارب 90% من سكان سوريا يعيشون تحت خط الفقر، ويحتاج أكثر من 15 مليون سوري للمساعدات الإنسانية، في تقرير أصدرته في 14 من حزيران الماضي.