مع اقتراب فصل الشتاء تبحث عائلات في دير الزور عن حلول لتلبية احتياجاتهم من المفروشات والسجاد ومستلزمات أخرى بأقل التكاليف، ومع زيادة أسعار هذه الحاجيات اضطر كثيرون إلى تقييد إمكانياتهم عند الشراء.
وأدت تقلبات أسعار صرف العملة السورية أمام الدولار الأمريكي إلى رفع أسعار مختلف السلع في الأسواق السورية، ومنها المناطق التي تسيطر عليها “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) شرق نهر الفرات بمحافظة دير الزور.
التوجه نحو سوق المستعمل
يلعب سوق البضائع المستعملة دورًا مهمًا لدى شرائح معينة من المجتمع، حيث يُمكن تلبية احتياجاتهم وتخفيف العبء المالي عنهم، إذ يلبي حاجة الشباب المقبلين على الزواج.
ويوفر السوق نفسه الأدوات الكهربائية والأثاث المنزلي بأسعار أقل مقارنة بالبضائع الجديد الجديدة.
تملك فاطمة الرزاق محلًا لبيع البضائع المستعملة في بلدة جديد عكيدات شرقي دير الزور، قالت لعنب بلدي إن سوق المستعمل يحظى بشعبية جيدة ويقبل عليه زبائن من مختلف فئات المجتمع.
وأوضحت أن الباعة والزبائن يضعون اتفاقًا فيما بينهم حول القطع المباعة، لتجنب المسؤولية عن هذه البضائع في حال تعرضها للعطل أو التلف بعد البيع، كونها مستعملة لفترة زمنية غير معروفة بدقة.
فاطمة أضافت أن التجارة في محلها تستند إلى احتياجات الأشخاص ذوي الدخل المحدود الذين لا يستطيعون شراء الأثاث الجديد، إذ تعرض مجموعة متنوعة من الأدوات المنزلية، مثل البرادات والمراوح والأفران والمكيفات والسجاد والتلفزيونات، بالإضافة إلى مستلزمات منزلية أخرى.
وفي السوق نفسه، يملك سهيل الكسم، محلًا لبيع البضائع المستعملة، يقبل عليه عشرات الزبائن يوميًا لفحص البضائع المعروضة، ويشترونها بعد التوصل إلى اتفاق نهائي بشأن السعر.
ويعمل سهيل ببيع هذه البضائع منذ سنوات، إذ يشتري بضائعه من تجار الجملة ويفحصها بعناية حتى تصبح بحالة جيدة وتلبي المواصفات المقبولة.
ويتيح سوق المستعمل للمستهلكين الاختيار بين مجموعة متنوعة من السلع المستعملة، رخيصة السعر، مع إمكانية فحصها وتجربتها قبل الشراء.
قلقلة في السوق المحلية
عطاف الجدوع، تاجر في مدينة البصيرة بريف دير الزور الشرقي قال لعنب بلدي، إن ارتفاع أسعار السجاد والستائر بسبب تذبذب سعر صرف الدولار، وزيادة أجور العمال، وزيادة أسعار المحروقات، تسبب بقلقلة في السوق المحلية، لكن البضائع لا تزال متوفرة بشكل جيد.
وأضاف أن الأحداث الأمنية والمواجهات المسلحة بين “قسد” ومقاتلين من عشائر دير الزور، التي امتدت في المنطقة خلال الأشهر الماضية أدت إلى تراجع في حركة البيع بسبب قلق الأهالي من وجود موجة جديدة من النزوح قد تضرب المنطقة.
يعمل بسام السعران خياطًا في أحد محال بلدة ذيبان شرقي دير الزور، قال لعنب بلدي إنه خرج إلى السوق لشراء بعض قطع الأثاث المنزلي لتجهيز منزله الذي بناه حديثًا، لكنه صدم من ارتفاع الأسعار، إذ بلغت تكلفة تجهيز غرفة النوم بالأثاث إلى ما بين 900 و1500 دولار، بينما تراوح سعر الأثاث منخفض الجودة ما بين 450 و600 دولار.
أما سعر المجالس العربية فتراوحت بين 300 و800 دولار لغرفة صغيرة الحجم، وهذه المجالس غالبًا ما تكون ذات جودة منخفضة تتطلب استبدالها في غضون سنوات قليلة، بحسب بسام.
وبلغ سعر صرف الليرة السورية أمام الدولار الأمريكي لحظة تحرير هذا التقرير 13950 ليرة أمام كل دولار واحد، بحسب موقع “الليرة اليوم” المتخصص بمتابعة حركة العملات.
ويعيش سكان المنطقة أوضاعًا معيشية متردية أسوة بمناطق النفوذ المختلفة على الجغرافيا السورية، في حين تعتبر المناطق التي تسيطر عليها “قسد” الأغنى في سوريا، إذ تضم معظم آبار النفط، إلى جانب كونها توصف بـ”خزان قمح سوريا”، نظرًا إلى النشاط الزراعي فيها.
ويستمر أبناء المنطقة بالاحتجاج للمطالبة بتحسين أوضاعهم المعيشية، وتأمين المحروقات، وخرجت سابقًا مظاهرات للمطالبة بتأمين الخبز والسكر في أسواق المنطقة.