أغلقت الحكومة الفنلندية المعابر الحدودية مع روسيا الثلاث المفتوحة حديثًا، والإبقاء على معبر “راجا- جوسيبي” الحدودي.
وجاء قرار الإغلاق، الذي يطبق ابتداء من اليوم الجمعة 24 من تشرين الثاني وحتى 12 من كانون الأول المقبل، خلال مؤتمر صحفي للحكومة، وفقًا لموقع “Helsingin Sanomat” الفنلندي.
وستغلق الحكومة المعابر الحدودية الشرقية مع روسيا “سالا”، “فارتيوس”، و”كوسامو” على الحدود الشرقية، ليصبح التمركز في معبر “راجا-جوسيبي” الحدودي فقط،
ويأتي القرار بهدف نقل تقديم طلبات اللجوء إلى أقصى الشمال الفنلندي فقط، لتصعيب طريق الوصول أمام طالبي اللجوء.
ويقع معبر “راجا- جوسيبي” على الحدود الشرقية أقصى شمال فنلندا في بلدية إيناري، ويفتح المعبر أربع ساعات يوميًا، من الساعة 10 صباحًا حتى الساعة الثانية ظهرًا.
وقال رئيس الوزراء، بيتري أوربو، في المؤتمر الصحفي، إنه ستتم مراقبة تطور الأوضاع عن قرب بشكل مكثف، وإن اضطر الأمر ستتخذ الحكومة حلولًا أكثر، معتبرًا “هذا الإجراء الأكثر جرأة الذي يمكن اتخاذه في هذا الموقف”، بحسب أوربو.
وأضاف أوربو، “نعم، يتطلب الأمر جهدًا حقيقًا للذهاب إلى هناك”، إذ أن نقطة العبور الحدودية تقع في أقصى الشمال.
وبحسب وزيرة الداخلية، ماري رانتانين، يجب أن نستعد لحقيقة أن ظاهرة الحدود الشرقية ستستمر أو تشتد.
وتعني رانتانين بظاهرة الحدود الشرقية، تدفق اللاجئين على حدود فنلندا الشرقية.
وبعد اتخاذ قرار الإغلاق سيستمر تدفق اللاجئين عبرها لكن سيصبح أكثر تعقيدًا مما سبق.
وأضافت رانتانين، “يجب مراقبة الوضع بشكل دائم، ووفقًا لذلك سيتم إما تخفيف القيود أو تشديدها”.
كما بررت القرار بضمان النظام العام والسلامة والأمن القومي أيضًا.
وقيم نائب رئيس العدل مشروع القرار والمذكرة من وجهة نظر الرقابة الشرعية، واستنادًا لجميع الوثائق المقدمة لا يوجد أي عائق قانوني أمام مواصلة إعداد القرار المقترح، بحسب موقع “Helsingin Sanomat”.
ووفقًا لنائب وزير العدل، فإن اقتراح الإغلاق السابق لجميع المعابر الحدودية في فنلندا مع روسيا قد قوبل بالرفض، جراء هدف الحكومة لإغلاق الحدود الشرقية أمام طالبي اللجوء بشكل كامل.
أكثر من 600 طالب لجوء
منذ بداية شهر تشرين الثاني، وصل أكثر من 600 طالب لجوء، لا يملكون وثائق سفر صالحة إلى الاتحاد الأوروبي وفنلندا عبر روسيا، ما دفع هلسنكي إلى الإبقاء على معبر راجا- جوسيبي الحدودي في الشرق فقط.
ويأتي طالبو اللجوء من مجموعة من الدول كاليمن، وأفغانستان، وكينيا، والمغرب، وباكستان، والصومال، وسوريا، وفقًا لما نقلته وكالة “رويترز” عن سلطات الهجرة الفنلندية.
كما وصل نحو 75 شخصًا إلى فنلندا عبر الحدود الشرقية، في 22 من تشرين الثاني، بينما كان معبر سالا وفارتيوس الحدوديين مفتوحين، بحسب إحصائية موقع “Helsingin Sanomat”.
موجة تدفق
سبق أن أغلق رئيس وزراء فنلندا، بيتري أوربو، أربع من نقاط العبور التسع على حدود فنلندا مع روسيا، في 18 من تشرين الثاني، لوقف تدفق طالبي اللجوء إلى بلاده.
وأتى القرار جراء اتهام الحكومة الفنلندية روسيا بإرسال طالبي اللجوء إلى نقاط العبور على طول الحدود معها.
ووصل أكثر من 1200 طالب لجوء، أغلبهم من سوريا، قادمين من روسيا نحو النرويج، جراء موجة تدفق مفاجئة عام 2015.
وقال الرئيس الفنلندي، ساولي نينيستو، خلال الأسبوع الحالي، إن الارتفاع الحاصل في عدد طالبي اللجوء الذين يصلون إلى الحدود الشرقية، يبدو كأنه انتقام روسي لتعاون فنلندا الدفاعي مع الولايات المتحدة، وهو تأكيد نفته موسكو.
وتشترك فنلندا، في حدود يبلغ طولها 1340 كيلومترًا مع روسيا، التي تعد بمثابة الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي.
واعتمدت فنلندا العام الماضي تشريعًا يسمح لسلطتها الحدودية بالتوقف بشكل استثنائي عن تلقي طلبات اللجوء عند نقاط عبور معينة، في حال أصبحت الدولة هدفًا للهجرة الجماعية التي تنظمها دولة أخرى.
اقرأ أيضًا: فنلندا تغلق أربعة معابر مع روسيا لمنع وصول اللاجئين