نحو 100 يوم على الاحتجاجات..
السويداء تسعى لتمثيل سياسي.. درعا على الخط
لليوم الـ99 تجمع محتجون في “ساحة الكرامة” بمحافظة السويداء للمطالبة بإسقاط النظام السوري، وتطبيق القرار الأممي “2254” الذي ينص على تطبيق انتقال سلمي للسلطة في سوريا، وهي المطالب نفسها التي تكررت خلال الأشهر الماضية.
ونشر موقع “السويداء 24” المتخصص بتغطية الأخبار في المحافظة، اليوم الخميس 23 من تشرين الثاني، صورًا تظهر المحتجين في المحافظة، رافعين لافتات مناهضة للنظام.
وأظهر تسجيل مصور منفصل تجمع العشرات من أبناء المحافظات وسط مدينة السويداء مطالبين بإسقاط رئيس النظام السوري، بشار الأسد.
ومع اتجاه مظاهرات أبناء المحافظة نحو يومها الـ100، ظهر الرئيس الروحي لطائفة الموحدين الدروز، الشيخ حكمت الهجري، بتسجيل مصور استنكر فيه أساليب القمع المادي والمعنوي التي يحاول النظام السوري بثها في نفوس المتظاهرين المناهضين له.
لم نكن يومًا بحاجة للآخرين حتى أصبحنا اليوم مرتهنين للقوة الخارجية، وشبكات الفساد التي استباحت أرضنا وسماءنا وأبناءنا وسطت على ثرواتنا ودمرت اقتصادنا ورقصت على جراحنا بعد أن غابت الإدارة النزيهة وتبدد الإحساس الوطني بالمسؤولية.
الشيخ حكمت الهجري |
وتابع، “اليوم ترتفع أصوات الشباب والشياب والحرائر من أخوتنا وأبنائنا وبناتنا في حوران سهلًا وجبلًا مع أبناء العشائر، وعلى الأرض السورية، حاملين مطالب محقة ومشروعة بسلمية وسلام، طارحين أفكارهم المحقة من خلال حراك سلمي مبارك ووطني وحر”.
واستنكر الهجري في البيان المصور كل أساليب القمع المادي والمعنوي التي يحاول النظام بثها في نفوس الشرفاء عبر وسائل قمع تلجأ إليها “جهات معروفة” لإسكات صوت الحق في التعبير السلمي عن وجهات نظر أصحابها، وفقًا لتعبيره.
تنظيم الحراك
منذ الأسابيع الأولى التي شهدتها الاحتجاجات في السويداء، رافقتها أخرى في الجارة درعا، حاملة المطالب نفسها، ظهرت مطالب لتأطير الحراك تنظيميًا وسياسيًا في كلا المحافظتين.
وفي 19 من أيلول الماضي، اجتمع في السويداء ممثل “مضافة الكرامة” ليث البلعوس نجل مؤسس حركة “رجال الكرامة” فهد البلعوس، إلى جانب شيخ عقل الطائفة الدرزية أبو وائل حمود الحناوي ودعوا لعقد “مؤتمر انقاذ وطني جامع يبدأ من السويداء ليمتد لباقي محافظات القطر السوري”.
الشيخ ليث البلعوس قال لعنب بلدي إن فكرة عقد “مؤتمر إنقاذ وطني” ليست جديدة، إذ سبق وطرحها والده وحيد البلعوس عام 2015 في ضريح سلطان باشا الأطرش، رفض من خلالها عقد مؤتمرات خارج سوريا مثل “سوتشي” و”جنيف” و”أستانة”، معتبرًا أن السوريين قادرون على عقد مؤتمر وطني يجمعهم.
وأضاف أنه وآخرون يعملون على إحياء هذه المبادرة في خطوة تبدأ من “البيت الداخلي” في السويداء ومن ثم الجنوب السوري، ومنه نحو مؤتمر يجمع كل السوريين.
البلعوس نوّه إلى أن ترتيب هذه التحركات “خطوة شاقة” لكن يجب العمل على تحقيقها.
ولتحقيق هذه الخطوة يرى ليث البلعوس، أنه يجب على كل محافظة تشكيل “هيئة سياسية” لترتيب بيتها الداخلي، وخاصة محافظات الجنوب بشكل مبدئي، مشيرًا إلى أن هذه الهيئة يجب أن تتمتع بدعم من الهيئات الدينية والمجتمعية والعسكرية حتى تتمكن من تنفيذ قراراتها.
وتأتي خطوة تشكيل الهيئة السياسية في السويداء بمباركة من مشيخة العقل، بحسب البلعوس، مشيرًا إلى أن هذه الخطوة يجب أن تمثل توجهًا سياسيًا بالمنطقة.
وكانت “الهيئة السياسية” في السويداء أدلت، في 15 من أيلول الماضي، ببيانها الأول من قلب ميدان الاحتجاج في ساحة “الكرامة” وسط مدينة السويداء جنوبي سوريا، بالتنسيق مع الرئيس الروحي لطائفة الموحدين الدروز، حكمت الهجري.
البيان جاء امتدادًا لحديث سابق عن نية فعاليات السويداء تشكيل جسم سياسي موحد يتحدث باسم المحافظة، على خلفية الاحتجاجات الحاصلة فيها.
درعا تحاول
بالتوازي مع التحركات التي تنتهجها السويداء، يعمل ناشطون وحقوقين من محافظة درعا في الداخل والخارج على تشكيل مرجعية سياسية تتحدث باسم محافظة درعا.
واطلعت عنب بلدي على قائمة تضم عشرة أسماء أشخاص ينضوون تحت ما أطلق عليه “اللجنة التحضيرية”، وهم ناشطون من خارج سوريا ومهمة هذه اللجنة اختيار مرجعية من نشطاء الخارج والداخل السوري وتنتهي مهمة اللجنة التحضيرية بتمام تشكيل مرجعية لدرعا.
ومع مرور أكثر من شهر على تشكيل هذه اللجنة، لم تخرج حتى اليوم بنتائج.
وفي منتصف أيلول الماضي، انعقد خلال الأيام الماضية اجتماعان على مستوى وجهاء وممثلين عن محافظة درعا، بهدف التنسيق مع محافظة السويداء الجارة في الجنوب السوري، لترشيح شخصيات تمثل المحافظة.
حسن الحريري، وهو مستشار في “اللجنة الدستورية” ينحدر من محافظة درعا، الذي حضر اجتماع الأردن، رفقة وجهاء محافظة درعا، ربط خلال حديثه لعنب بلدي سبب الاجتماع بالحراك الذي طرأ على الجنوب السوري في درعا والسويداء، وأنه يهدف لإيجاد مرجعية للحراك في المحافظتين على الصعيد الاجتماعي.
المتحدث باسم “تجمع أحرار حوران“، أيمن أبو نقطة، (المقيم في الأردن) قال لعنب بلدي إن اجتماع الوجهاء في الأردن أطلق وفق “مبادرة أهلية”، ولم تطرح أسماء مرشحين فيها باستثناء عضو “مجلس الشعب” السابق ناصر الحريري، الذي رشح من قبل مجموعة من وجهاء درعا.
الاجتماعات نفسها لاقت اعتراضًا من قبل بعض الأصوات من وجهاء درعا المقيمين في الداخل، إذ نفى أحد وجهاء درعا البلد لعنب بلدي أن يكون أي اجتماع فعلي قد حصل داخل درعا، معتبرًا أن هذا النوع من الاجتماعات لا يمكن أن يغيب عن أعين النظام السوري.
وأضاف أن الاجتماعات التي شهدتها درعا في الإطار خلال الفترة الماضية كانت “اجتهادات شخصية”، ولا يمكن التعويل على تحقيقها لأي نتيجة، خصوصًا أن جزءًا من المعارضين للنظام من المقيمين في درعا، صاروا مقربين من “الأمن العسكري” اليوم.
حراك السويداء
على وقع هتافات الثورة السورية التي اندلعت عام 2011، تستمر الاحتجاجات في محافظة السورية استمرت الاحتجاجات في السويداء، رغم محاولات النظام للوصول إلى حل، وإرسال وفود للتفاوض مع وجهاء المحافظة، ورجال الدين فيها.
واستمر الاحتجاجات على الرغم من تغييرات طرأت على مواقف وجهاء من المنطقة عبر بيان شيخ عقل الطائفة الدرزية يوسف جربوع، بعد اجتماعه مع محافظ ريف دمشق صفوان أبو سعدة، المبعوث عن رئيس النظام بشار الأسد، بحسب ما قالته “شبكة السويداء 24” المحلية.
ومع استمرار الاحتجاجات في السويداء باركت الرئاسة الروحية للطائفة الدرزية الاحتجاجات، إذ حضر الشيخ الروحي للطائفة حكمت الهجري للقاء محتجين في بلدة قنوات بريف السويداء مع الأيام الأولى للمظاهرات، في 21 من آب الماضي، معبرًا عن دعمه للحراك السلمي.
وقال الهجري، “لا نزال نعتبر أن القائمين على الدولة السورية هم إدارة وطنية، سننتظر ماذا يمكن أن نرى منهم خلال الأيام المقبلة (…) محتاجينكم في الساحات والميادين”.
وبالتزامن مع الاحتجاجات في السويداء، شهدت محافظة درعا احتجاجات حملت المطالب نفسها في مناطق متفرقة من المحافظة، رفعت فيها أعلام الثورة السورية، منذ منتصف آب الماضي.
اقرأ أيضًا: حراك السويداء.. مبادرة لتأسيس “مجلس سياسي” وتشكيك بنوايا النظام
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :