أغلقت مدرسة الهرموشية الابتدائية في دير الزور الغربي، بعد التأكد من انتشار مرض التهاب السحايا بين الأطفال وإصابة 20 طالبًا، ما أدى إلى ازدياد المخاوف لدى أهالي البلدة.
جاء إغلاق المدرسة بعد تقديم طلب من مستشفى الكسرة للجنة التربية في “الإدارة الذاتية” في شمال شرقي سوريا، اقترحت فيه تشكيل فريق طبي يتابع الوضع الصحي للمرضى بأقرب مركز صحي في المنطقة، وإبلاغ لجنة التربية بأن مدرسة الهرموشية ظروفها لا تحقق أدنى الشروط الفنية اللازمة كمنشأة تعليمية.
ما الأسباب
الطبيب المختص بالأمراض الداخلية، بكر السيد أحبش، قال لعنب بلدي، إنه يوجد نحو 50 حالة إصابة بمرض التهاب السحايا في بلدة الهوموشية غربي دير الزور، والعدد مرشح للارتفاع بالأيام المقبلة.
اعتمد بكر السيد أحبش على معلومات كان قد حصل عليها من الطبيب أحمد الشلاش، مدير مستشفى الكسرة الذي أجرى التحاليل اللازمة لطلاب مدراس المنطقة، مشيرًا إلى أن بعض الإصابات باتت واضحة دون إخضاع المريض لتحاليل أو تصوير.
وأرجع الطبيب بكر السيد أحبش، سبب انتشار المرض لتلوث مياه نهر “الفرات” وانخفاض منسوبه، ما يسهم بانتشار الحشرات الناقلة للأوبئة التي بدورها تزيد من تردي الوضع الصحي، بالإضافة إلى كثرة وجود شبكات الصرف الصحي بطرق غير آمنة وصحية.
أعراض المرض تظهر بشكل مباشر، ومنها ارتفاع بدرجة حرارة الجسم وصداع بالرأس وتصلب الرقبة والحساسية من الضوء الساطع والنعاس وغيرها من الأغراض الأخرى، بحسب الطبيب المختص بالأمراض الداخلية.
التهاب السحايا
تُعرف منظمة الصحة العالمية مرض التهاب السحايا مرض مدمر يسبب معدلات مرتفعة من الوفيات مما يؤدي لعواقب ومضاعفات خطيرة طويلة الأجل، وهو التهاب يصيب الأنسجة المحيطة بالمخ والنخاع الشوكي وينتج ببعض الأوقات عن عدوى.
ومن عواقب مرض التهاب السحايا إمكانية أن يعاني واحد من كل خمسة ناجين من المرض بآثار طويلة الأمد، وتشمل هذه الآثار فقدان السمع، والنوبات، وضعف الأطراف، وصعوبات في الرؤية والكلام واللغة والذاكرة والتواصل، بالإضافة إلى الندوب وبتر الأطراف بعد التعفن.
والتهاب السحايا البكتيري هو أكثر أنواع السحايا خطورة إذ يمكنه أن يفتك بالمصاب به في غضون 24 ساعة، وتوجد أربعة مسببات رئيسية لالتهاب السحايا البكتيري الحاد وهي المكورة السحائية والعقدية الرئوية والمستدمية النزلية والعقدية القاطعة للدر.
يؤثر التهاب السحايا على الأشخاص من جميع الأعمار، إلا أن الأطفال أكثر عرضة للإصابة به، وتزيد احتمالية انتشاره في التجمعات المكتظة بالسكان ومخيمات اللاجئين أو في البيئات التي يتجمع بها الطلاب كالمدارس وغيرها من الأماكن الأخرى، بحسب منظمة الصحة العالمية.
تتوفر علاجات ولقاحات فعالة ضد بعض المسببات البكتيرية الرئيسية للمرض، إلا أنه لا يزال يهدد جميع أنحاء العالم، ويمكن للقاحات أن تقي من الإصابة بالتهاب السحايا، وفقًا للمنظمة.