عاشت قرى وبلدات جنوبي لبنان الحدودية مع فلسطين المحتلة، ليلة “دامية” بعد غارات عنيفة استهدفتها، قبل أن يتجدد القصف اليوم الأربعاء، 22 من تشرين الثاني.
وقالت الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية (حكومية) اليوم، إن عدة غارات إسرائيلية استهدفت أطراف بلدة الياطر، كما قصفت منطقتي اللبونة وطيرحرفا بقذائف فوسفورية.
وطال القصف المدفعي أيضًا محيط بلدتي راميا وعيتا الشعب، وأطراف الضهيرة.
فيما شن الاحتلال الإسرائيلي بالطيران الحربي، غارات على تلة في بلدة مجدل زون، ما استدعى توجه سيارات الإسعاف إلى المنطقة، بحسب الوكالة.
وارتفعت أعداد ضحايا القصف الإسرائيلي أمس، إلى سبعة أشخاص، وفق ما أفادت الوكالة، إذ شهدت القرى والبلدات الحدودية قصفًا مستمرًا استمر حتى الثانية فجرًا.
وبالإضافة لاستخدام القنابل المضيئة والحارقة، حلقت طائرات استطلاع في سماء المناطق المستهدفة.
صحيفة “النهار” اللبنانية، وصفت يوم أمس في لبنان بـ”الدامي”، بعد الاستهدافات المتتالية التي أدت لسقوط قتلى، بينهم عناصر من حركة “حماس” في لبنان، بالإضافة لمدنيين لبنانيين وصحفيين عملا في قناة “الميادين.
من جهتها قالت قناة “المنار” التابعة لـ”حزب الله” اليوم، إن الأخير قصف موقع بياض البليدا، وقاعدة بيت هلل العسكرية، ومنزل في مستوطنة المطلة، وقوة استخبارات قرب مستوطنة في المنارة، بالإضافة لعدد من المواقع العسكرية الأخرى.
ووصل عدد العمليات العسكرية وفق الحزب، إلى 12 عملية عسكرية أمس، وهو ما يشير إلى ارتفاع وتيرة التصعيد بين الطرفين، منذ تشرين الأول الماضي.
وفي سياق متصل، أعلنت “المنار” أن الأمين العام لـ”حزب الله”، حسن نصرالله، التقى قيادات من حركة “حماس” لـ”استعراض المواقف والتطورات العسكرية”.
توضيحات حول حركة الطيران العسكري
وبالتزامن مع التصعيد بين الطرفين، صدرت توضيحات من لجنة الشؤون الخارجية والمغتربين في البرلمان اللبناني حول حركة الطائرات العسكرية الأجنبية.
ووفق ما نقلت “النهار”، عقدت اللجنة اجتماعًا مع ممثلين عن وزارتي الخارجية والداخلية والجيش اللبناني والمخابرات، حول الأمر، وتوصلت إلى أن التحركات “اعتيادية” وتتعلق بـ”أمن السفارات وأجلاء الرعايا”.
وبحسب اللجنة، فإن الأمر يجري وفق الضوابط السيادية للبنان، بما في ذلك إدخال أسلحة وذخائر عسكرية، وذلك بموافقة من ووزارة الخارجية والحكومة اللبنانية والجيش اللبناني.
وسبق لصحيفة “الأخبار” اللبنانية، أن نشرت أمس تقريرًا، قالت فيه نقلًا عن مصادر دبلوماسية، إن نقاشًا على المستويين الرسمي والعسكري يجري حاليًا بين الحكومة البريطانية والحكومة اللبنانية لـ”تأمين لبنان” بقوات بريطانية.
وأوضحت أن مذكرة تضم 20 بندًا، اطلعت عليها، تضمنت نشر القوات البريطانية وتعطي الأخيرة امتيازات تمس السيادة اللبنانية.
وتشمل القوات سفنًا وطائرات وآليات ومعدات اتصال، بالإضافة إلى الأسلحة والذخائر وعناصر مدنيين، وموارد جوية وبحرية وبرية، مع صلاحيات بدخول الطيران العسكري إلى المجال الجوي اللبناني دون الحصول على تراخيص مسبقة.
كما تشمل المذكرة حصانة قانونية لعناصر القوات البريطانية من التوقيف أو الاعتقال من قبل السلطات اللبنانية، والتنقل بشكل ظاهري ضمن الأراضي اللبنانية، وفق الصحيفة.
وفي 13 من تشرين الثاني الحالي، هبطت 32 طائرة عسكرية في مطار “بيروت” الدولي وقاعدة “حامات” العسكرية الجوية.
ووفق الصحيفة، تتبع هذه الطائرات لأسلحة الجو البريطانية والأمريكية والهولندية، وحطّت في قاعدة “حامات”، فيما هبطت 23 طائرة في قاعدة مخصصة للطائرات العسكرية والدبلوماسية في مطار “بيروت”، تتبع لفرنسا وإسبانيا وكندا وإيطاليا والسعودية، بينها طائرات مخصصة لنقل العتاد الثقيل.
الصحيفة نقلت عن مصادر في الجيش اللبناني قولها، إن حركة الطائرات تأتي في سياق طبيعي ضمن برنامج طيران سنوي متفق عليه بشكل مسبق.
وسبق لصحيفة “ديلي ميل” البريطانية أن ذكرت إجراء مئات الجنود البريطانيين من قوات النخبة لتدريبات على الأراضي اللبنانية، لإنقاذ “رهائن” بريطانيين موجودين في غزة.