أمريكا تقصف جماعة موالية لإيران في العراق
قالت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون)، إن طائرة عسكرية أمريكية هاجمت جماعة مسلحة مدعومة سبق وقصفت قاعدة أمريكية بصاروخ “باليستي” بالعراق.
وقالت نائبة السكرتير الصحفي سابرينا سينغ خلال مؤتمر صحفي مساء أمس، الثلاثاء 21 من تشرين الثاني، إن الهجوم الصاروخي “الباليستي” الذي أطلقته المجموعة نحو قاعدة “عين الأسد”، أدى إلى إصابات غير خطيرة في صفوف القوات الأمريكية وقوات التحالف.
وأضافت، أن الضربة الجوية أسفرت عن بعض الوفيات في القوات المعادية.
سينغ قالت، إن بلادها تمكنت من تحديد نقطة انطلاق هذه الهجمات، لأن طائرة أمريكية كانت موجودة بالفعل في الجو، وبالتالي كانت قادرة على الرد.
ومع الهجوم “الباليستي”، بلغ عدد الهجمات على القواعد الأمريكية في سوريا والعراق منذ 17 من تشرين الأول الماضي، 66 هجومًا، مقسمين بالتساوي على سوريا والعراق، بحسب سينغ.
وأشارت إلى إن هذه المرة الأولى التي يتم فيها استخدام صاروخ “باليستي” لقصف قاعدة أمريكية منذ بدء التصعيد.
سينغ قالت إنه منذ بدء الهجمات على القواعد الأمريكية، شنت الولايات المتحدة ثلاث ضربات في سوريا استهدفت مجموعات موالية لإيران، لكن تلك الضربات كانت مخططة مسبقًا، واستهدفت منشآت وبنية تحتية محددة معروف أنها تستخدم من قبل ميليشيات تابعة لـ”الحرس الثوري الإيراني”.
وكان رد الفعل الأمريكي الأحدث مختلفًا لأنه لم يكن مخططًا له، بحسب سينغ.
أهداف لـ”حزب الله” العراقي
نقلت وكالة “أسوشيتد برس” عن مسؤولين دفاعيين، لم تسمّهم، أن طائرات أمريكية مقاتلة قصفت مركزي عمليات لـ”حزب الله” في العراق، ردًا على هجمات طالت قاعدة أمريكية.
وقالوا إن الهجمات على القواعد الأمريكية تعرضت لأول هجوم بصاروخ باليستي قصير المدى ضد القوات الأمريكية، وهو ما حدث أمس الثلاثاء.
وأضافت الوكالة نقلًا عن المصادر نفسها أن الطائرات المقاتلة الأمريكية قصفت مركز عمليات كتائب “حزب الله” وعقدة القيادة والسيطرة التابعة له بالقرب من الأنبار وجرف الصقر جنوبي بغداد.
وأشارت إلى أن أفرادًا من كتائب “حزب الله” كانوا موجودين في كلا الموقعين وقت الغارات، لكن المسؤولين قالوا إنهم لا يستطيعون تأكيد ما إذا كان أي شخص قد قُتل هناك.
وكانت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية، نقلت عن مسؤولين (لم تسمّهم)، أن الرئيس، جو بايدن، “يواجه ضغوطًا متزايدة من الجمهوريين، للرد على الهجمات التي استهدفت قوات أميركية في العراق وسوريا”.
ومع التعزيزات التي دفعت بها الإدارة الأميركية إلى الشرق الأوسط، ناشد الجمهوريون في الكونغرس، بايدن للرد على الهجمات.
اقرأ أيضًا: لماذا لا ترد أمريكا على ضربات إيران في سوريا والعراق
الرابع من نوعه
في 27 من تشرين الأول الماضي، قالت وزارة الدفاع الأمريكية، إن طائرتين مقاتلتين أمريكيتين قصفتا منشآت للأسلحة والذخيرة تابعة لإيران في شمال شرقي سوريا.
وبحسب ما نقلت وكالة “رويترز” جاء الاستهداف ردًا على هجمات شنتها فصائل مدعومة من إيران على القوات الأمريكية، مع تزايد المخاوف من احتمال انتشار الصراع بين إسرائيل و “حماس” في الشرق الأوسط.
وفي 8 من تشرين الثاني الحالي، أغارت طائرات الأمريكية على منشأة لتخزين الأسلحة يستخدمها “الحرس الثوري” والمجموعات المرتبطة به شرقي سوريا.
وفي 12 من الشهر نفسه، قال “البنتاجون” إن القوات العسكرية الأمريكية نفذت ضربات على منشآت شرقي سوريا يستخدمها “الحرس الثوري الإيراني” والجماعات المرتبطة بإيران ردًا على الهجمات المستمرة ضد الأفراد الأمريكيين في العراق وسوريا.
إيران تتنصل
سبق أن تحدث سفير إيران ومندوبها الدائم لدى الأمم المتحدة، أمير سعيد إرافاني، في 7 من تشرين الثاني الحالي، عن أن بلاده لم تشارك قط في أي عمل أو هجوم ضد القوات الأمريكية في سوريا والعراق.
وجاءت التصريحات التي أدلى بها مندوب إيران لدى الأمم المتحدة، ردًا على رسالة كتبتها الولايات المتحدة إلى مجلس الأمن، تتهم فيها إيران بالعمل ضد قواتها في سوريا والعراق، بحسب ما نقلته وكالة “مهر” الإيرانية.
إرافاني وجه رسالة للأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، جاء فيها أن الولايات المتحدة تحاول “إضفاء الشرعية على أعمالها العسكرية غير القانونية في سوريا”، وأن الادعاءات بأن إيران تشارك بهجمات على قواعد أمريكية في سوريا والعراق لا أساس لها من الصحة، وتهدف لـ”تبرير انتهاك الولايات المتحدة المستمر للقوانين الدولية وميثاق الأمم المتحدة في سوريا”.
وسبق أن نفى وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، أن تكون طهران مسؤولة عن هذه الهجمات.
مرتبطة بـ”طوفان الأقصى”
في 9 من تشرين الأول الماضي، هدد السياسي العراقي هادي العامري، زعيم منظمة “بدر” السياسية والعسكرية المقربة من إيران، الأمريكيين بقوله، “إذا تدخلوا (في التصعيد بفلسطين) فسوف نتدخل، وسنعتبر كل الأهداف الأمريكية مشروعة”.
وتضم منظمة “بدر” جزءًا من قوات “الحشد الشعبي” العراقي، وهي منظمة عسكرية شبه حكومية تضم العديد من الفصائل المدعومة من إيران، بحسب وكالة “رويترز“.
في 13 من الشهر نفسه، بعد مرور نحو أسبوع على بداية المواجهات في غلاف غزة الفلسطينية، نشرت صحيفة “الشرق الأوسط” السعودية معلومات عن أن الفصائل العراقية تلقت رسائل متواترة من الإيرانيين، أفادت أغلبيتها بأن التدخل المباشر في الحرب يحتاج إلى ظرف آخر، وقد يحدث هذا الظرف قريبًا “بالاعتماد على اتساع رقعة الحرب ومشاركة أطراف أكثر”.
وأضافت أن اتصالات أجريت بالفعل بين قادة فصائل فلسطينية والعراقيين لمناقشة الأوضاع في قطاع غزة، أعلن زعيم “عصائب أهل الحق” (ميليشيات شيعية مقربة من إيران)، قيس الخزعلي، عن واحدة منها، كانت مع رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس”، إسماعيل هنية.
وبحسب المعلومات، التي قالت “الشرق الأوسط” إنها تأكدت منها عبر ثلاثة أعضاء من الإطار التنسيقي العراقي (تجمع لأحزاب شيعية تتولى مفاصل الحكم في العراق)، فإن “المقاومة الفلسطينية” لن تترك وحيدة، وإن لطهران “خطة مدروسة لهذه الحرب”، فيما استخدم كثيرون داخل التحالف هذه الأيام عبارة “المواجهة المفتوحة جغرافيًا”، لوصف رد فعل الفصائل الموالية لإيران بشأن المعارك في غزة.
وفي 7 من تشرين الأول الماضي، شنت “كتائب القسام”، الذراع العسكرية لـ”حركة المقاومة الإسلامية” (حماس) عملية عسكرية حملت اسم “طوفان الأقصى”، استهدفت خلالها بهجوم جوي وبري وعبر الصواريخ، المستوطنات المحاذية لقطاع غزة أو ما يعرف باسم “غلاف غزة” جنوبي فلسطين.
وردت إسرائيل بعملية عسكرية حملت اسم “السيوف الحديدية” بدأتها بقصف مكثف ومتواصل على قطاع غزة أسفر عن آلاف القتلى من المدنيين بحسب الإحصائيات الرسمية الصادرة عن وزارة الصحة الفلسطينية.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :