تصعيد إسرائيلي جنوبي لبنان.. تحركات لمنع حرب شاملة

  • 2023/11/21
  • 4:58 م
جندي إسرائيلي مع آليته العسكرية، قرب الحدود بين لبنان وفلسطين المحتلة 21 من تشرين الثاني 2023 (وول ستريت جورنال)

جندي إسرائيلي مع آليته العسكرية، قرب الحدود بين لبنان وفلسطين المحتلة 21 من تشرين الثاني 2023 (وول ستريت جورنال)

يزداد المشهد السياسي والعسكري في لبنان تعقيدًا، مع تصاعد وتيرة القصف المتبادل بين قوات تابعة لـ”حزب الله” وقوات الاحتلال الإسرائيلي جنوبي لبنان.

وتستمر التحركات السياسية الدولية لمحاولة ضبط التصعيد، وعدم دخول لبنان في حرب شاملة مع إسرائيل.

وفي حين يعلن “حزب الله” والاحتلال الإسرائيلي بشكل يومي عن النقاط التي استهدفت لدى كلا الطرفين، أرسلت الولايات المتحدة الأمريكية مبعوثها، آموس هوكشتاين، إلى إسرائيل، لمحاولة ضبط الاستهدافات، فيما تحدثت وسائل إعلام محلية عن خطة لإرسال بريطانيا قوات إلى لبنان.

وأدى القصف الإسرائيلي اليوم، الثلاثاء 21 من تشرين الثاني، إلى مقتل أربعة أشخاص، في حين نشرت إسرائيل 100 ألف جندي على الحدود مع لبنان.

تصعيد إسرائيلي.. حديث عن قوات بريطانية

كثّفت قوات الاحتلال الإسرائيلي اليوم قصفها المدفعي على القرى والبلدات الحدودية اللبنانية، وبلغ عدد الاستهدافات 16.

وذكرت الوكالة “الوطنية للإعلام” اللبنانية (حكومية) أن قصفًا مدفعيًا استهدف أطراف مناطق علما الشعب وجبل اللبونة وجبل العلام.

كما تعرضت بلدات كفركلا وعديسة والخيام وحمامص، ورب ثلاثين لقصف مدفعي، فيما شنّت إسرائيل غارة جوية بالقرب من حلتا، وفق الوكالة.

وذكرت الوكالة أن غارة ثانية على كفكرلا أدت إلى مقتلة امرأة مسنة وإصابة حفيدتها (سورية الجنسية) بجروح، كما استهدف قصف مدفعي مركزًا للجيش اللبناني في منطقة الوزاني، واقتصر الأضرار على المادية.

في حين أدى قصف طال منطقة طيرحرفا- الجبين إلى مقتل صحفيين يتبعان لقناة “الميادين”، المقربة من “حزب الله”، وشخص ثالث.

وقالت “الميادين” إن غارة إسرائيلية أدت إلى مقتل مراسلتها فرح عمر، والمصور ربيع عماري.

من جهته، قال “حزب الله” إنه استهدف قوات إسرائيلية داخل فلسطين المحتلة، ضمن ثماني عمليات في القطاعين الشرقي والغربي، بما في ذلك ثكنة بيرانيت ومحيط موقع الضهيرة، وتلّة الكارنتينا.

كما استهدف ثكنة زبدين ومثلث الطيحات وغرب كريات شمونة.

المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، قال في منشور عبر “إكس“، إن قواته هاجمت مصادر إطلاق النيران داخل لبنان.

صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية قالت إن الجيش الإسرائيلي عطل نظام تحديد الموقع “GPS” في مناطقه الشمالية، في محاولة لمنع تسلل الطائرات المسيرة إلى الأراضي المحتلة.

كما نقلت عن الجيش الإسرائيلي قوله، إنه هاجم ثلاث فرق وبنى تحتية عسكرية تابعة لـ”حزب الله”.

ظروف المواجهة لم تنضج بعد.. إيران تناوش أمريكا في سوريا

ووسط الاشتباكات والمخاوف من دخول لبنان في الحرب، والتحركات الجوية العسكرية خلال الأسبوع الماضي، تحدثت صحف محلية عن قوات عسكرية أجنبية ستصل إلى لبنان قريبًا.

وقالت صحيفة “الأخبار” المقربة من الحزب، نقلًا عن مصادر دبلوماسية، إن نقاشًا على المستويين الرسمي والعسكري يجري حاليًا بين الحكومة البريطانية والحكومة اللبنانية لـ”تأمين لبنان” بقوات بريطانية.

وأوضحت أن مذكرة تضم 20 بندًا، اطلعت عليها، تضمنت نشر القوات البريطانية وتعطي الأخيرة امتيازات تمس السيادة اللبنانية.

وتشمل القوات سفنًا وطائرات وآليات ومعدات اتصال، بالإضافة إلى الأسلحة والذخائر وعناصر مدنيين، وموارد جوية وبحرية وبرية، مع صلاحيات بدخول الطيران العسكري إلى المجال الجوي اللبناني ودون الحصول على تراخيص مسبقة.

كما تشمل المذكرة حصانة قانونية لعناصر القوات البريطانية من التوقيف أو الاعتقال من قبل السلطات اللبنانية، والتنقل بشكل ظاهري ضمن الأراضي اللبنانية، وفق الصحيفة.

وفي 13 من تشرين الثاني الحالي، هبطت 32 طائرة عسكرية في مطار “بيروت” الدولي وقاعدة “حامات” العسكرية الجوية.

ووفق الصحيفة، تتبع هذه الطائرات لأسلحة الجو البريطانية والأمريكية والهولندية، وحطّت في قاعدة “حامات”، فيما هبطت 23 طائرة في قاعدة مخصصة للطائرات العسكرية والدبلوماسية في مطار “بيروت”، تتبع لفرنسا وإسبانيا وكندا وإيطاليا والسعودية، بينها طائرات مخصصة لنقل العتاد الثقيل.

الصحيفة نقلت عن مصادر في الجيش اللبناني قولها، إن حركة الطائرات تأتي في سياق طبيعي ضمن برنامج طيران سنوي متفق عليه بشكل مسبق.

وسبق لصحيفة “ديلي ميل” البريطانية أن ذكرت إجراء مئات الجنود البريطانيين من قوات النخبة لتدريبات على الأراضي اللبنانية، لإنقاذ “رهائن” بريطانيين موجودين في غزة.

مطالبات باستهداف واسع للبنان

ومع تصاعد العمليات العسكرية على الحدود، واستمرار الاستهدافات داخل فلسطين المحتلة، طالب مسؤولون إسرائيليون بتوجيه ضربات عنيفة للبنان.

صحيفة “Wall street journal” قالت في تقرير نشرته اليوم، إن وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، يضغط على رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، لتوجيه ضربة واسعة ضد “حزب الله”.

ويرفض نتنياهو، بتوصيات أمريكية، توسيع دائرة الصراع على جبهة لبنان، وفق الصحيفة، في حين نقلت عن مستوطنين في المنطقة مخاوفهم من تنفيذ الحزب عملية مشابهة لعملية “طوفان الأقصى”.

ونقلت عن مسؤولين إسرائيليين قولهم، إن آلافًا من مقاتلي الحزب موجودون على طول الحدود، في حين نشرت إسرائيل 100 ألف جندي، مع دبابات وعربات مدرعة، بالإضافة إلى مدربين لتحديث القدرات القتالية للجنود.

وأرسلت واشنطن مبعوثها، آموس هوكشتاين، الاثنين، إلى إسرائيل لإجراء محادثات مع مسؤولين إسرائيليين، لمنع توسع جبهة لبنان.

ونقل موقع “أكسيوس” الأمريكي عن مسؤولين أمريكيين أن واشنطن قلقة من عمل إسرائيلي على الحدود.

وأضاف أن إسرائيل تحاول استفزاز “حزب الله” وخلق ذريعة لحرب واسعة، قد تجرّ دولًا أخرى للصراع.

وهذه الزيارة الثانية لهوكشتاين إلى المنطقة، وسبق له مطلع تشرين الثاني الحالي زيارة بيروت.

والتقى حينها بمسؤولين لبنانيين، ضمن اجتماعات منفصلة، وكان غرض الزيارة التأكيد على عدم دخول لبنان في الحرب.

وفق “أكسيوس”، تضغط إسرائيل عبر واشنطن على “حزب الله” لسحب فرقة “الرضوان” العسكرية التابعة للحزب من الحدود الجنوبية للبنان.

وسبق لإسرائيل أن أجلت آلاف المستوطنين من المستوطنات، شمالي فلسطين المحتلة، مخافة توسع الاشتباكات.

البلدات الحدودية في لبنان تدفع ثمن التصعيد المتبادل

 

صحيفة “جورازليم بوست” قالت، الاثنين، إن زيارة هوكشتاين تهدف بشكل مباشر لمنع حرب مع “حزب الله”، وإطلاع الإسرائيليين على جهوده في المنطقة.

وأجرى هوكشتاين عدة زيارات منذ اندلاع عملية “طوفان الأقصى” في 7 من تشرين الأول الماضي، إلى لبنان وقطر وإسرائيل، كما عمل سابقًا على اتفاق ترسيم الحدود البحرية بين لبنان والاحتلال الإسرائيلي.

والتقى هوكشتاين كلًا من وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، ووزير الشؤون الاستراتيجية، رون ديرمر، ورئيس أركان الجيش، هرتسي هاليفي، ومستشار الأمن القومي، تساحي هنغبي.

ومنذ اندلاع المعارك بين الحزب وإسرائيل في تشرين الأول الماضي، قتل 60 عنصرًا من “حزب الله”، وسقط عدد من المصابين من الجيش الإسرائيلي الذي لم يعلن عن خسائره.

وسبق لإسرائيل والحزب أن خاضا معركة في عام 2006، عرفت باسم “حرب تموز”، أدت إلى دمار واسع في البنى التحتية اللبنانية، واستمرت لـ33 يومًا.

مقالات متعلقة

دولي

المزيد من دولي