دمج ربطتي خبز بواحدة يثير استياء السكان بإدلب.. ما الأسباب
أصدرت حكومة “الإنقاذ” العاملة في إدلب قرارًا ألغت بموجبه وجود ربطة خبز بوزن 390 غرامًا بسعر خمس ليرات تركية، ودمجتها لتصبح الربطة الواحدة بوزن 780 غرامًا بسعر عشر ليرات تركية.
قرار الدمج أثار استياء الأهالي وأجبرهم على شراء الربطة بعشر ليرات وفقدان فرصة شراء ربطة بنصف الحجم والقيمة، وأثقل كاهلهم في منطقة شمال غربي سوريا التي تضم 4.5 مليون شخص، بحسب إحصائية لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا).
السكان مستاؤون
بدأ تطبيق قرار الدمج بعد إصداره من المؤسسة العامة للتجارة وتصنيع الحبوب التابعة لحكومة “الإنقاذ” بإدلب، في 20 من تشرين الثاني الحالي، ما خلق حالة من الاستياء بين الأهالي.
خالد الشهابي من سكان مدينة إدلب، قال لعنب بلدي، إن قرار إلغاء ربطة الخبز صغيرة الحجم سيزيد من معاناة الأهالي في شمال غربي سوريا، إذ كانوا يأملون باستمرار انخفاض أسعار مادة الخبز التي تعتبر القوت الأساسي للعائلات في المنطقة.
وأضاف خالد أنه أصبح بحاجة إلى دفع مبلغ 20 ليرة تركية على الأقل يوميًا، في حين أن حاجتهم لا تتطلب هذه الكمية في ظل أجرته التي لا تتجاوز 100 ليرة تركية يوميًا.
مازن المحمد، صاحب محل في مدينة إدلب، قال لعنب بلدي إنه منذ بدء تطبيق القرار يواجه مشكلات مع الزبائن بعد معرفتهم بعدم توفر ربطة خبر بوزن 390 غرامًا وبسعر 5 ليرات تركية، ما يظهر الاستياء الواضح لأهالي المنطقة.
وأشار مازن إلى أن الزبائن يشترون عادة أكثر من ربطة خبز بوزن 390 غرامًا لانخفاض ثمنها مقارنة بقدرتهم الشرائية.
ويتعامل السوريون في مناطق الشمال السوري بالعملة التركية، وجاء استبدال العملة السورية بالتركية في الشمال السوري في حزيران 2020، وسط مطالب من سوريين بأن يكون الاستبدال حلًا مؤقتًا لحين الوصول إلى حل سياسي بعد وصول سعر صرف الليرة السورية إلى حدود 3500 ليرة للدولار الواحد.
من جانب آخر، قرر سعيد مالك من أهالي مدينة سرمين شرقي إدلب، قبل إصدار قرار الدمج بنحو شهرين الاستغناء عن شراء الخبز، ولجوئه إلى التحضير المنزلي للخبز، بحسب ما قاله لعنب بلدي.
وأرجع سعيد قراره بالانتقال للخبز المنزلي لرخص تكلفة صناعته مقارنة بأسعار الخبز في المنطقة.
أسباب الدمج
أوضحت وزارة الاقتصاد في حكومة “الإنقاذ” عبر بيان نشرته على صفحتها الرسمية في “فيس بوك” أن دمج الربطتين جاء لتلافي انخفاض وزن الربطة جراء الانهيارات المتتالية لليرة التركية.
وذكرت الوزارة أن ارتفاع أسعار الطحين عالميًا أدى إلى اتخاذ قرار دمج الربطتين وإلغاء الربطة صغيرة الوزن، إذ بلغ سعر الطن الواحد أكثر من 15 دولارًا.
مدير المؤسسة العامة لتجارة وتصنيع الحبوب في حكومة “الإنقاذ”، أحمد عبد الملك، قال لعنب بلدي، إن المساحة المزروعة من مادة القمح لهذا العام وصلت إلى 32 ألفًا و800 هكتار، ووصل الإنتاج إلى قرابة 95 ألف طن، وبلغت الكمية التي اشترتها وزارة الاقتصاد من المزارعين في إدلب 52 ألف طن.
وأكدت الوزارة عملها للمحافظة على استقرار سعر الخبز المقدم للأهالي في إدلب كونه المادة الأساسية لقوت العائلات.
وأضاف أحمد عبد الملك، في حديثه لعنب بلدي، أنه في حال تحسن صرف الليرة التركية أمام الدولار، أو انخفاض بسعر الطحين عالميًا، سينعكس هذا على ربطة الخبز وسيتم إنتاج الربطة ذات الـ5 ليرات أو سيزيد وزن ربطة الخبز.
كمية القمح التي اشترتها الحكومة من المزارعين لا تغطي إلا جزءًا من الاحتياج، كما أن سعر القمح كان أعلى من سعر المستورد، في حين تدخر هذه الكمية لأوقات الأزمات كما حدث في زلزال شباط الماضي، ويالتالي يتم استيراد كميات كبيرة من القمح وطحنها في المحرر وتقديمها للأفران وفقًا للسعر العالمي، بحسب أحمد عبد الملك.
إبراهيم الحسن، مدير فرن “زمو” بمدينة بنش بريف إدلب، قال لعنب بلدي، إن قرار الدمج جاء بعد مطالبات من الأفران التي كانت تعمل خلال الفترة الماضية دون ربح، إذ إنه من خلال هذا الإجراء “سنوفر الوقت وتكون جودة الرغيف أفضل مع زيادة وزنه”.
كما أوضح إبراهيم لعنب بلدي أن المواد المستعملة لإنتاج الخبز جميعها بالدولار الأمريكي، ما يجعل الغلاء طبيعيًا مع تراجع قيمة الليرة التركية.
وقبل أيام من قرار الدمج، في 7 من تشرين الثاني الحالي، قررت حكومة “الإنقاذ” تخفيض وزن ربطة الخبز من 420 غرامًا إلى 390 غرامًا وبعدد 5 أرغفة مع الحفاظ على سعرها السابق.
وتخطت الليرة التركية مقابل الدولار حاجر الـ28 اليرة تركية بحسب موقع “investing” المختص برصد حركة العملات.
–
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :