الباب.. أزمة مياه لا تحلها المشاريع الإسعافية

تدشين محطة الطاقة الشمسية في الباب _ 8 تشرين الثاني 2023 (المجلس المحلي لمدينة الباب)

camera iconتدشين محطة الطاقة الشمسية في الباب _ 8 تشرين الثاني 2023 (المجلس المحلي لمدينة الباب)

tag icon ع ع ع

تستمر أزمة المياه في مدينة الباب شمالي حلب دون حلول تنهي معاناة السكان، إذ تستمد المدينة المياه من الآبار الجوفية للمنطقة أو من محطات مياه لقرى مجاورة لعدم وجود ساقية أو نهر يغذي المنطقة.

وتشهد هذه الآبار انخفاضًا بمنسوب المياه منذ سنوات، ما يصعب عملية ري المنطقة بالمياه، ويضطر السكان لشراء المياه من صهاريج تفتقر للعناية الكاملة بسعر مرتفع.

ينتقد أهالي المنطقة مشاريع الطاقة الشمسية التي يستمر المجلس المحلي بتنفيذها في المنطقة لضخ المياه من الآبار الجوفية، وكان أحدثها تدشين مشروع يتضمن سبع محطات افتتحها المجلس المحلي، بحضور رئيس الحكومة المؤقتة ونائب رئيس الائتلاف، في 8 من تشرين الثاني.

صعوبة تأمين المياه

عبد الله (تحفظ على ذكر اسمه كاملًا)، طالب جامعي يسكن في مدينة الباب، قال لعنب بلدي، إن تأمين المياه في الوقت الحالي صعب جدًا ومكلف.

وتصل المياه إلى المدينة عبر خزانات كبيرة قادمة من قرية سوسيان والحدث، ثم يملأ الخزان صهاريج المياه لتُوزع بعدها إلى الأحياء، بتكلفة 25 ليرة تركية للبرميل (نحو دولار)، حسب عبد الله.

وأضاف أن سعر البرميل بالنسبة لمحدودي الدخل ممن يشكلون غالبية سكان المنطقة يعتبر مرتفعًا جدًا.

وانتقد عبد الله مشاريع الطاقة الشمسية “الفاشلة”، على حد تعبيره، وقال “دشنوا 20 محطة مياه منذ تحرير المنطقة، وحفروا آبارًا بأعداد كبيرة، دون جدوى”.

أنبوب مياه من جرابلس للباب

المهندس المدني خالد الحمد قال حول مشاريع الطاقة الشمسية، لعنب بلدي، إن هذه المشاريع توفر طاقة كهربائية لتشغيل مضخات المياه بدلًا من المحروقات صاحبة التكلفة المرتفعة، وتساعد هذه الطاقة على سحب المياه.

لكن مشكلتها ضعف مردودها في الشتاء لاعتمادها بشكل كبير على أشعة الشمس، وأضاف أن آبار المنطقة في الأساس قليلة ولا تكفي لري سكان المنطقة في الكامل.

أشار الحمد إلى مشروع اطلع عليه منذ سنتين لتغذية المنطقة بالماء، وقال إن فكرة المشروع تكون بمد أنبوب مياه من مدينة جرابلس عبر محطات رفع (مضخات) بسبب انخفاض المنطقة عن مدينة الباب، ويمر الأنبوب بقرية الغندورة ثم قباسين وصولًا إلى الباب.

وذكر أن المشروع لم ينفذ لأسباب قد تكون متعلقة بالكلفة أو لم يوافق عليه من جهات سياسية، واعتبر أن هذا المشروع سيحل مشكلة المياه للريف الشمالي بأكمله إن نُفذ.

تواصلت عنب بلدي مع المجلس المحلي لمدينة الباب لمعرفة المزيد من المعلومات، وقال إن المشروع ليس بسيطًا، لتكلفته المادية الكبيرة واحتياجه لتمويل ضخم ودراسات فنية وطبوغرافية ومدنية وميكانيكية وكهربائية دقيقة.

واعتبر الطرح الذي قُدم للمجلس “مقترحًا خجولًا” ولا يتضمن أي دراسات حقيقية ومع ذلك أعطى موافقته عليه، وأضاف أن المجلس يجهل أسباب تأخر البدء بالمشروع ومعوقات تنفيذه.

يدرك المجلس أنه لا يمكن لهذه المدينة أن ترتوي إلا من مصدر دائم وثابت للمياه أي من نهر الفرات، وذلك عبر تشغيل محطة ضخ عين البيضا وهو الطريق الأسرع والأسهل، بحسب تقييم المجلس، الذي اعتبر أن مشروع المياه الحالي (آبار ومحطات ضخ) إسعافيًا يغطي حوالي 50% من احتياج سكان وعائلات مدينة الباب.

الباب عطشى

بدأت أزمة المياه في مدينة الباب منذ سيطرة النظام السوري على مواقع ومحطات ضخ المياه “عين البيضا” و”الخفسة” بريف حلب الشرقي سنة 2016.

كانت المنطقة تعتمد سابقًا على مياه نهر الفرات التي تصل إلى محطة ضخ “عين البيضا”، وتعوض النقص من الآبار الجوفية المحيطة بها.

وانخفض منسوب المياه في بعض الآبار وبعضها الآخر جف تمامًا بسبب زيادة عدد سكان المدينة بعد التهجير القسري ونزوح الأهالي من مناطق مختلفة في سوريا.

ويطلق ناشطون وصفحات محلية كل فترة حملات تحت شعار “الباب عطشى” لتسليط الضوء على معاناة السكان في تأمين مياه الشرب ولإيجاد حلول للمشكلة محذرين من وقوع “كارثة” مع جفاف الآبار.

اقرأ أيضًا: الجفاف يضرب سوريا.. حرب المياه قادمة

نجاح

شكرًا لك! تم إرسال توصيتك بنجاح.

خطأ

حدث خطأ أثناء تقديم توصيتك. يرجى المحاولة مرة أخرى.





×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة