أصدرت “الشبكة السورية لحقوق الإنسان” تقريرًا بمناسبة اليوم العالمي للطفل، ذكرت فيه أن ما لا يقل عن 30127 طفلًا قُتلوا في سوريا منذ آذار 2011، بينهم 198 بسبب التعذيب، إضافة إلى 5229 طفلًا ما زالوا معتقلين أو مختفين قسرًا حتى اليوم.
وأضافت الشبكة في التقرير المكون من 68 صفحة اليوم، الاثنين 20 من تشرين الثاني، أن جميع أطراف النزاع انتهكت حقوق الطفل، لكن النظام السوري تفوق على جميع الأطراف من حيث كم الجرائم التي مارسها “على نحو نمطي ومنهجي”.
وحمّل التقرير اللجنة المعنية بحقوق الطفل والمنبثقة عن اتفاقية “حقوق الطفل” التي وقعت عليها سوريا عام 1993، المسؤوليات القانونية والأخلاقية عن متابعة أوضاع حقوق الأطفال في سوريا ووضع حد للانتهاكات التي يمارسها النظام السوري بحقهم.
وسلّط التقرير الضوء على جانب من الأوضاع “الكارثية” التي وصل إليها الأطفال في سوريا، واستعرض حصيلة لأبرز انتهاكات حقوق الإنسان التي مارستها أطراف النزاع والقوى المسيطرة في سوريا ضد الأطفال منذ آذار 2011 حتى 20 من تشرين الثاني الحالي.
وأوردت “الشبكة السورية” عينة من عشر روايات، قالت إنها حصلت عليها عبر حديث مباشر مع الشهود وليست مأخوذة من مصادر مفتوحة، مشيرة إلى أن التقرير استند إلى عمليات مراقبة مستمرة للحوادث والأخبار والتحقق منها وجمع أدلة وبيانات، إضافة إلى تحليل تسجيلات مصورة وصور نُشرت عبر الإنترنت.
ومن خلال مقارنة أجرتها “الشبكة” لاستهداف المدارس من قبل أطراف النزاع في سوريا، تفوّق عام 2023 على سابقه، إذ استهدف النظام السوري 1251 مدرسة خلال العام الحالي، و1199 خلال العام الماضي، بينما قصفت روسيا 221 مدرسة خلال العام الحالي، والعدد نفسه للعام الماضي.
وكانت فصائل “الجيش الوطني السوري” المدعومة من تركيا مسؤولة عن استهداف 37 مدرسة خلال 2023، و36 خلال العام الماضي، بينما سجلت مسؤولية “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) عن 37 استهدافًا لمدارس خلال العام الحالي، و16 للعام الماضي.
قوات التحالف الدولي لمحاربة تنظيم “الدولة الإسلامية” كان لها نصيب من هذه الاستهدافات، إذ قالت “الشبكة السورية” إن التحالف مسؤول عن 25 استهدافًا خلال العام الحالي، والعدد نفسه لعام 2022، ونفس الاستهدافات نفذها تنظيم “الدولة”، بحسب التقرير.
واستهدفت “هيئة تحرير الشام” صاحبة السيطرة على محافظة إدلب وجزء من ريف حلب الغربي وريف اللاذقية وسهل الغاب، شمال غربي حماة، ثلاث مدارس خلال العام الحالي، وثلاثًا أخرى خلال العام الماضي، بحسب “الشبكة”.
ومن إجمالي 1681 استهدافًا في سوريا خلال 2023، نسبت “الشبكة السورية” 82 استهدافًا لجهات أخرى، و81 للجهات نفسها خلال العام الماضي.
ما اتفاقية “حقوق الطفل”
تعتبر اتفاقية “حقوق الطفل” أكثر معاهدات حقوق الإنسان المصدّق عليها على الإطلاق، إذ تضم 196 من أصل 197 دولة عضوًا في الأمم المتحدة، في حين تعتبر الدولة الوحيدة غير المصدّقة عليها هي الولايات المتحدة الأمريكية بحسب تقرير نشرته منظمة العفو الدولية.
وترى الاتفاقية أن الطفل يحتاج إلى إجراءات وقاية ورعاية خاصة، بما في ذلك حماية قانونية مناسبة، قبل الولادة وبعدها، بسبب عدم نضجه البدني والعقلي، وذلك وفق ما جاء في إعلان حقوق الطفل.
وتشير في بندها الأول إلى أن الطفل هو الإنسان الذي لم يتجاوز الـ18 من عمره، أي أنه لم يبلغ سن الرشد بموجب القانون.
وفي المادة 38 من الاتفاقية نفسها، تتعهد الدول الأطراف (سوريا منها) بأن تحترم قواعد القانون الدولي الإنساني في النزاعات المسلحة وذات الصلة بالطفل وأن تضمن احترام هذه القواعد.
وعلى الدول الأطراف أن تتخذ جميع التدابير الممكنة عمليًا لتضمن ألا يشترك الأشخاص الذين لم يبلغ عمرهم 15 سنة في الحروب.
وبحسب المادة نفسها، تمتنع الدول الأطراف عن تجنيد أي شخص لم تبلغ سنه 15 عامًا في قواتها المسلحة، وفي حال تجنيد من هم أكبر من 15 عامًا، يجب إعطاء الأولوية لمن هم أكبر سنًا.
وتتخذ الدول الأطراف، وفقًا لالتزاماتها بمقتضى القانون الإنساني الدولي بحماية السكان المدنيين في المنازعات المسلحة، جميع التدابير الممكنة لتضمن حماية ورعاية الأطفال المتأثرين بنزاع مسلح.
–