وسع “حزب الله” من دائرة استهداف الجيش الإسرائيلي على الحدود الجنوبية مع فلسطين المحتلة، وسط تصاعد وتيرة العمليات العسكرية.
وفي حين أعلن الحزب اليوم، الاثنين 20 من تشرين الثاني، عن استخدامه صواريخ “بركان” للمرة الأولى منذ بدء القصف المتبادل في تشرين الأول الماضي، قصفت مدفعية جيش الاحتلال الإسرائيلي قرى وبلدات لبنانية.
وسبب التصعيد المتبادل بين الحزب وقوات الاحتلال الإسرائيلي نزوح آلاف السكان اللبنانيين من مناطقهم، في حين تحاول الحكومة اللبنانية وضع خطة طوارئ تحسبًا لأي توسع للقصف الإسرائيلي.
فيما أوردت وسائل إعلام عربية وضع الحزب خطة تتضمن تأمين المواد الغذائية والطبية لآلاف العائلات على الحدود.
الاشتباكات تثير مخاوف السكان
نشرت قناة “CNN” الأمريكية تقريرًا اليوم، جاء فيه أن آلاف الإسرائيليين ممن تم إجلاؤهم من 40 مستوطنة، قد لا يعودون إليها مجددًا، مع موجة قلق بما يخص مستقبلهم.
من جهته قال موقع “جنوبية” اللبناني، الأحد، إن مناطق جنوبي لبنان تعيش تحت رحمة صواريخ “حزب الله” ومدفعية جيش الاحتلال، الذي رفع مستوى عمليات قصفه للقرى والبلدات اللبنانية.
وأضاف أن تبعات التصعيد الإسرائيلي يدفع ثمنه المواطنون اللبنانيون ممن نزحوا عن بيوتهم، وكذلك سكان البلدات والمدن التي استقبلت النازحين، مع ما يترتب على النزوح من حاجات ومساعدات.
مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) نشر، الأحد، تقريرًا قال فيه إن 77 شخصًا قُتلوا في لبنان، وأصيب 331 آخرون، فيما وصل عدد النازحين إلى 46 ألف شخص.
ونقلت قناة “المنار” التابعة لـ”حزب الله” بيانًا للأخير، قال فيه إن استهدف ثكنة “برانيت” العسكرية بصاروخي “بركان”، كما هاجم ثكنة “زبدين” وقوة مشاة إسرائيلية في تلة الكرنتينا.
ووفق البيان، وصل عدد عمليات الحزب إلى 11 عملية عسكرية اليوم، في حين نشر، الأحد، جدولًا قال إنه لأعداد مصابي الجيش الإسرائيلي، بلغت ألفًا و523 مصابًا.
الوكالة “الوطنية للإعلام” اللبنانية (حكومية) قالت إن المدفعية الإسرائيلية استهدفت اليوم بلدات يارين الضهرة وطيرحرفا، ومحيط بلدة الناقورة وجبل اللبونة.
المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي، دانيال هاغاري، قال في منشور عبر “إكس” اليوم، إن قواته قصفت عدة مواقع داخل الأراضي اللبنانية، تبعه إطلاق صواريخ باتجاه الداخل الإسرائيلي، نافيًا وقوع إصابات.
وفق هاغاري، أدى القصف من الجانب اللبناني إلى اندلاع حرائق، وتوجهت قوة من جيش الاحتلال إلى المكان.
وبحسب وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، أطلق الحزب ألف صاروخ منذ عملية “طوفان الأقصى” التي نفذتها حركة “حماس” ضد إسرائيل.
وفي تصريحات صحفية، الأحد، قال غالانت، إن “حزب الله” تعرض لأضرار أكبر مما سببه لإسرائيل، معلنًا عن استهداف البنى التحتية للحزب بشكل متكرر.
خطة للطوارئ
سبق للحكومة اللبنانية المؤقتة أن وضعت، في 1 من تشرين الثاني الحالي، خطة طوارئ في حال توسع الاشتباكات بين قوات الاحتلال الإسرائيلي و”حزب الله”.
الخطة التي تسعى الحكومة لتنفيذها تواجه نقصًا بمبلغ 120 مليون دولار أمريكي، وهو ما يمثل التقديرات الأولية لتكلفتها.
تشمل الخطة قطاعات الصحة والغذاء والإيواء والمسائل اللوجستية، وفق ما ذكرته الوكالة “الوطنية للإعلام” اللبنانية حينها.
وحتى لحظة إعداد هذا التقرير، لم تتوصل الحكومة اللبنانية إلى حل بما يتعلق بمسألة التمويل.
ويأتي التعثر المالي للخطة وسط أزمتين سياسية واقتصادية حادة يعاني منهما لبنان، سواء فيما يتعلق بأموال المودعين اللبنانيين في البنوك، أو بعدم التوافق على رئيس للجمهورية منذ انتهاء ولاية الرئيس الأخير، ميشال عون، في 2022.
كما ظهرت في الآونة الأخيرة أزمة جديدة بين السياسيين اللبنانيين، تتعلق بإمكانية تمديد فترة قيادة الجيش اللبناني للعميد جوزيف عون.
وتنعكس هذه الأزمات على الأوضاع المعيشية في لبنان، وأشار تقرير لبرنامج الأعذية العالمي صدر اليوم، إلى أن 25% من اللبنانيين يعانون من انعدام الأمن الغذائي.
ووضع البرنامج خطة طوارئ لدعم مليون فرد من المحتمل أن ينزحوا من مناطقهم في حال توسعت الاشتباكات، من خلال تقديم وجبات ساخنة وأغذية عينية أو مساعدات نقدية.
وعقد مجلس الوزراء اللبناني، الأحد، اجتماعًا لمناقشة خطة الطوارئ، في حين يستعد “حزب الله” عبر فرق ميدانية لتأمين الجبهة المدنية.
وقالت صحيفة “الشرق الأوسط” السعودية، عن مصادر لم تسمها، إن الحزب أبلغ مناصريه بخطط إخلاء وضمان الإمدادات الغذائية والطبية وتأمين مواقع إيواء.
وأضافت أن “حزب الله” ملأ مستودعات أغذية صغيرة، موزعة على عدة مناطق، مع مستودعات احتياطية في حال قُصفت، إلى جانب استراتيجية لتوفير الأغذية لمئات الآلاف.
–