
فلسطيني على كرسي متحرك يمر بالقرب من أنقاض المباني التي دمرتها الهجمات الإسرائيلية في رفح بجنوب قطاع غزة - 9 تشرين الأول 2023 (إبراهيم أبو مصطفى/رويترز)
فلسطيني على كرسي متحرك يمر بالقرب من أنقاض المباني التي دمرتها الهجمات الإسرائيلية في رفح بجنوب قطاع غزة - 9 تشرين الأول 2023 (إبراهيم أبو مصطفى/رويترز)
د. أكرم خولاني
تعيش معظم الشعوب العربية والإسلامية حالة من الشعور بالخيبة والخذلان بسبب عدم تحرك أي جيوش عربية أو إسلامية لمساندة أهلنا في غزة في حربهم ضد إسرائيل، ومن المؤكد أن شعور الخذلان أشد عند أهلنا الفلسطينيين في قطاع غزة الذين يعانون القصف والقتل وعدم وجود مكان آمن يلجؤون إليه، إضافة إلى انعدام الخدمات الطبية والمعيشية بشكل شبه تام.
وقد عاش السوريون ظروفا مشابهة من قبل، وأصيبوا بخيبة الأمل والشعور بالخذلان أيضًا لعدم مساندتهم بشكل حقيقي وفعال في ثورتهم ضد نظام الأسد.
قد يكون الشعور بالخذلان على المستوى الفردي عند التعرض للخيانة من أحد المقربين أو عدم تقديم المساعدة عند الوقوع في مشكلة ما، وقد يكون حالة جماعية على مستوى مجموعة من الناس أو شعب كامل كما هي الحال عند تعرض هذه الجماعة للظلم أو الاعتداء عليها.
ويُعتبر الخذلان إحساسًا عميقًا ومؤلمًا يضم عدة مشاعر داخلية مزعجة تعصف بصاحبها، كخيبة الأمل، والإحباط الشديد، الذي قد ينجم عن التعرض للمعاناة والأذى الشديد والإحساس بعدم وجود داعم صادق يستند إليه.
ويحدث ذلك نتيجة الإيمان المسبق المُبالغ به بالآخرين، الأمر الذي يجعل الشخص يبني سقف توقعات مرتفعًا، فهو قد يتمنى من الآخرين دون دراسة واقعية وعميقة لحقيقة مواقفهم وتصريحاتهم، فلا يوازن بين ما يريده ويتمناه، وما بين مواقف الطرف الآخر الحقيقية، فينتهي الأمر بشعوره بالمرارة وخيبة الأمل، وأنه وقع ضحية ثقته وحسن ظنه بالآخرين.
بداية لا بد أن نعرف أن الحياة مليئة بالصعوبات التي وإن سببت لنا الأذى والألم لكنها ستقوينا وتزيد من رصيد تجاربنا وتعطينا دروسًا تنير بصيرتنا وتفتح أعيننا على الحقيقة فنتعلم كيف يجب أن نتعامل مع الواقع في المرات المقبلة.
ولتجاوز حالة الشعور بالخذلان وخيبة الأمل ننصح باتباع الإرشادات الآتية:
تقبّل الحزن والغضب والتصالح مع الذات: لا يجب على المرء أن يقسو على نفسه بشكل مفرط، وكذلك لا يجب أن يبالغ في التظاهر بالقوة خاصة بعد التعرض لصدمة قوية، فهذه المواقف الصعبة أكبر من أن تمر دون أن تؤثر به، وتسبب له الإزعاج و الغضب، وفي نفس الوقت يحتاج إلى أن يبدأ بالتصالح مع ذاته، وترميم جروحه وعلاجها شيئًا فشيئًا، مستمدًا الدعم والمساندة من الآخرين، فلا يقطع علاقاته بالآخرين ويعمم الخذلان على الجميع بسبب تأثره بعلاقة غير ناجحة مع طرف من الأطراف، وأن ينظر إلى الأمر من جانب آخر وهو أن من تخلى عنه وخذله هو أحق بأن يخرجه من حساباته وينساه، ويستبدل به أشخاصًا أو جهات أصدق وأكثر ثقة وإخلاصًا.
التعبير عن المشاعر بواقعية بعيدًا عن الوهم: بعد تعرض المرء مباشرة للإحباط والاستياء فإن نظرته إلى الأمور تكون غير واقعية وحقيقية تمامًا، إذ إن شعوره بالألم والأذى الشديد قد يجعله يبالغ في رؤية المشكلة، ويُضخمها ويعتبرها كارثة كبيرة، لكن مع مرور الوقت تبدأ الصورة بالاتضاح أكثر، وتهدأ مشاعره وتصبح أكثر وعيًا، ويُسيطر عقله على الموقف ويبدأ بتقبله، وبالتالي فإن تعبيره عن مشاعره سيساعده على تحجيم الأمر بشكل أدق، وذلك باتباع الطرق الآتية:
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى