كوبر وآسيا.. الطريق الوعرة
عروة قنواتي
يحاول السيد هيكتور كوبر المدرب صاحب السمعة التدريبية المميزة نظرًا إلى ما قدمه برفقة الأندية والمنتخبات التي تسلم دفتها الفنية، أن يقول أو يبرهن بأنه قادر على العمل وفق أتعس الظروف الكروية والتأهيلية، وأن يصنع إنجازًا من نقطة الصفر ليمضي به نحو سلم المجد، كما فعل سابقًا مع فالنسيا في دوري الأبطال ومع إنتر ميلان في بطولات إيطاليا، ومع المنتخب المصري في تصفيات كأس العالم، ورحلة مونديال 2018 التي كانت قصيرة للغاية رغم كثرة الأسماء المهمة في منتخب الفراعنة يومها.
السيد كوبر من النوع الذي يفرز صبرًا مهمًا على أي طريق وأي رحلة يمضي بها، حتى يستنفد أوراقه التدريبية والفنية والتكتيكية، أما إن جاءت القطيعة من الضفة المسؤولة عن الفريق أو المنتخب فلا حول ولا قوة إلا بالله.
تجربة السيد هيكتور كوبر الحالية مع منتخب النظام السوري، التي بدأ بها رحلته المونديالية في التصفيات بفوز على كوريا الشمالية، لربما تريح أعصاب الأرجنتيني وطاقمه أمام الضغط الإعلامي والجماهيري المتكرر طلبًا للفوز وللانتصارات أمام مشهد يصعب فيه الفوز والانتصار المتكرر، وهو بنفسه السيد كوبر سيعرف بعد فترة قصيرة بأن ما بدأ به لا يمكن إكماله، لأن العملية الرياضية أو المعادلة الكروية في بلادنا ومنذ 40 عامًا حتى اليوم تدور وتشتغل وفق مصطلح “إزاي أقولك كنا زمان والماضي كان في الغيب بكرا”، وعلى هذا المنوال ستمشي طريقك الوعرة يا كوبر.
الفوز على كوريا الشمالية جاء من علامة الجزاء للسومة، والمنتخب حشد كل ما يملك من أسماء قديمة وجديدة ومحترفة. هؤلاء من سيدخل بهم كوبر معركة طوكيو مع اليابان، وسيذهب بهم إلى الدوحة مطلع العام 2024 في كأس أمم آسيا للرجال، لكي يحاول أن يكتب سطرًا مغايرًا عن كتاب المرحلة الماضية الذي اكتفى فيه الباحثون والمدونون بالتأهل إلى البطولة والخروج من دورها الأول، ناهيك بسلسلة من الإخفاقات في التأهل من التصفيات بزمن أصبحت فيه منتخبات إندونيسيا وفيتنام وتايلند وماليزيا من رواد البطولة والمشاركة فيها.
بهؤلاء وبما تيسر له من حنكة طاقمه سيحاول تخطي موانع آسيا 2024، وبعض مباريات التصفيات، طبعًا لماذا لا أقول إنه سيتخطى التصفيات في دورها الثاني والثالث ويصل إلى المونديال 2026؟ لأنه لن يصل حتى للمرحلة الثالثة معهم ولن يكمل طريقه نحو مونديال 2026، فحكاية منتخباتنا ومن دربها وأشرف عليها باتت معروفة للقاصي وللداني، فقط السيد كوبر وطاقمه ومنهم عصام الحضري مدرب الحراس من ستُرسم على وجوههم علامات الدهشة، بعد أن يقبضوا كل المتفق عليه من اتحاد الكرة والوسيط الذي جاء بهم إلى منتخب واتحاد يعيش على الفساد والتخوين بين أركانه، وتفاصيل عمل مكاتبه تبدأ بالوطنية وتنتهي بشعارات النصر على المؤامرة الكونية. وهذه هي الفاكسات والأرقام سنتصل لك بمن تريد من اللاعبين والمحترفين بالهوية السورية، هات لنشوف يالله، خلي اسمنا يكبر بقارة آسيا وتأهل فينا للمونديال لأول مرة بالتاريخ.
سيكون كوبر بحد ذاته هو التاريخ للإخفاق الجديد الذي اعتادته ملاعبنا ومدرجاتنا وجماهيرنا وتبدلت به طرابيش مسؤولينا، ليتم لوم وتجريم إعلاميينا، وعلى هذا الغزل ستكون سهرة كوبر في أثناء وبعد كأس آسيا عامرة بالضعف الفني والرؤية الفوضوية والكلاسيكية التي أسهمت بجعل الطريق وعرة، وسيكون هو “المليكان” الجاهز لارتداء أي طقم تحت عنوان حصدنا الفشل يا أهل الخير وكل عام وأنتم بألف خير.
لن أتحدث فنيًا عن مباراة كوريا الشمالية، فما شاهدناه من جهابذة التشكيل الرسمي والمحترفين والبدلاء “بيكب وبيعمي”، ولو كان منتخب كوريا الشاب والأولمبي يملك لاعبين في خط الوسط والبوابة الأمامية لفرشوا صندوق النظام الدفاعي وحارس مرماه بأربعة أهداف مقابل هدف.
الحكاية مش حكاية هدف، الحكاية كيف تعمل وفق نظرية خير خلف لخير سلف، في زمن وسنوات لم يبقَ فيها إلا حراس الغفلة من مسؤولين رياضيين “نص كم” بعهد القيادة الحكيمة التي اعتادت ترويج الشعارات وشحذ الهمم ولآخر السطر من هالعلف.
طريقك وعرة يا هيكتور والأيام بيناتنا.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :