ماذا لو استطاع الإنسان بيع سنين من عمره لقاء مبالغ مجزية، هذا الافتراض شكل محور فيلم الخيال العلمي الألماني “Paradise”.
ينطلق المخرج الألماني بوريس كونز في فيلمه “Paradise” بمشاهد لمهاجرين عرب مسلمين في ألمانيا يبيعون من أعمارهم لقاء مبلغ كي يتمكنوا من الخروج من مخيم اللاجئين.
لاجئ دخل لتوه عامه الـ18، يبيع 15 عامًا من عمره لقاء 700 ألف يورو، بعد أن أقنعه وسيط الشركة بأن هذا المبلغ سينقذ حياته هو وأسرته.
ويركز فيلم الخيال العلمي الذي أنتجته “نتفليكس” على النظام الرأسمالي الذي يحول العمر إلى سلعة يبيعها الفقراء للأغنياء، فتقصر أعمار الفقراء بينما يزداد الأغنياء عمرًا وشبابًا.
الفيلم من بطولة كوستيا أولمان وكورينا كيرشوف ومارلين تانكزيك.
تدور أحداثه حول رجل يدعى “ماكس توما”، يعمل وسيطًا لجمع أعمار الناس لمصلحة شركة التكنولوجيا الحيوية تحت اسم “آيون” في مدينة برلين، حيث تمكن الأطباء والباحثون من تطوير عمليات تتيح للناس بيع سنين من أعمارهم لمصلحة أشخاص آخرين، ليصبح العمر والموت بلا سلطان على الأغنياء.
ويتحول العمر إلى نوع من أنواع الضمانات عند شراء منزل أو سيارة، ويصبح الفقراء والأطفال بمخيمات اللاجئين فئة مستهدفة من قبل شركات التكنولوجيا الحيوية.
تظهر في الفيلم، الذي أُنتج في حزيران الماضي، حركة مسلحة معارضة لهذا النوع من العمليات، وتعدم كل من يأخذ عمر الآخر، ليكون السلاح ضد السلاح.
بطل الفيلم “ماكس” الذي استطاع بعمله وسيطًا جمع 276 عامًا في ربع سنة فقط، يجبر على التخلي عن 40 عامًا من حياة زوجته مقابل دين كبير تجاوز قدرته على الدفع، ليبدأ صراعه الداخلي بين ما هو خاطئ وما هو صحيح.
يحاول “ماكس”، الذي عاش حياة في منزل وراتب مثاليين، استرجاع حياته مع زوجته التي كست ملامح الشيخوخة والتعب وجهها، ليحل بها ما كان يحل بالآخرين الذين أقنعهم ببيع سنين من أعمارهم.
وتبيّن الأحداث مستقبل التكنولوجيا من الناحية المظلمة، والأثر السلبي الذي قد تتركه على حياة الأشخاص الآخرين.
حصل الفيلم على تقييم 6.3 من أصل 10 عبر موقع “IMDb” لنقد وتقييم الأعمال الدرامية والسينمائية بتصويت 16 ألف شخص.