حققت شركتا “سيريتل” و”MTN” لخدمات الاتصالات الخليوية في سوريا نسب أرباح ونمو ملحوظة، في ظل رفع تعرفة الأسعار مرتين للعام الحالي بحجة “استمرار الخدمة”.
تظهر إفصاحات شركتي “سيريتل” و”MTN” لخدمات الاتصالات الخليوية في سوريا عن البيانات المالية الموحدة للفترة المنتهية في 30 أيلول الماضي، ما يظهر أرباحًا ونموًا بمقارنة الأرقام مع ذات الفترة من العام الماضي.
وبحسب ما رصدت عنب بلدي، بلغت إيرادات شركة “سيريتل” نحو تريليون ليرة سورية عن التسعة أشهر الأولى من عام 2023، بالمقارنة مع 456.6 مليارًا عن نفس الفترة من عام 2022 بنسبة نمو 122%، في حين بلغت إيرادات شركة “MTN”، 532.7 مليار ليرة سورية بالمقارنة مع 264.4 مليار ليرة لعام 2022، بنسبة نمو 101%.
وبلغت الأرباح الصافية بدون حساب فروقات تقييم القطع غير المحققة لـ”سيريتل” 202.5 مليار ليرة حتى نهاية أيلول الماضي، بالمقارنة مع 97 مليار لنفس الفترة من عام 2022، أي بنسبة نمو وصلت لـ 108% لأرباح “سيريتل”، أما لشركة “MTN” بلغت الأرباح عن نفس الفترة 59.2 مليار بالمقارنة مع 29.4 مليار في عام 2022 أي بنسبة نمو 101%.
وبحساب نسب الربح الصافي من إجمالي الإيرادات فإن شركة “سيريتل” تحقق في هذه الفترة 20.2%، بينما تحقق “MTN”، 11.1% في العام الحالي، في حين كانت النسب في عام 2022، 21.2% لشركة “سيريتل”، و11.1% لشركة “MTN”.
وبحساب الأرباح بأسعار صرف الليرة السورية مقابل الدولار بحسب سعر مصرف سوريا المركزي بنشرة “السوق الرسمية” التي كانت 8500 ليرة للدولار الواحد في نهاية أيلول 2023، و2500 ليرة في نهاية أيلول 2022، فإن إيرادات “سيريتل” منذ بداية 2023 حتى نهاية أيلول الماضي، تساوي حوالي 117.6 مليون دولار مقارنة مع 182.6 مليون دولار في 2022، وتكون إيرادات شركة “MTN” لنفس الفترة من 2023 بحدود 62.6 مليون دولار مقارنة مع 105.7 مليون دولار في عام 2022.
الأرباح الصافية لشركة “سيريتل” بلغت نحو 23.8 مليون دولار في الفترة المذكورة لعام 2023 مقارنة مع 38.8 مليون دولار في عام 2022، ولشركة “MTN” كانت الأرباح الصافية نحو 11.7 مليون دولار في 2022، وأصبحت سبعة ملايين دولار في 2023.
وبالرغم من انخفاض قيمة الأرباح عند حسابها بالعملة الصعبة، فإن العديد من التكاليف التشغيلية مثل الرواتب والأجور، التي لا تخضع لتغير سعر الصرف، انخفضت قيمتها من 14.8 مليون دولار في 2022 إلى 8.6 مليون دولار في 2023.
“لضمان استمرار الخدمات”
تحت مبرر “ضمان استمرار الخدمات”، رفعت “الهيئة الناظمة للاتصالات والبريد” أسعار خدمات الاتصالات الخلوية والثابتة، مرتين هذا العام، في حين تظهر الأرقام المالية للشركتين أن الزيادات تأتي في محاولة للحفاظ على نسبة الأرباح، بينما نطاق وجودة الخدمات دون تغيير ملحوظ.
منذ مطلع الشهر الحالي، وبموجب القرار الصادر في 25 من تشرين الأول الماضي، طرأت زيادة قدرها بين 25 و35% على التعرفة الأساسية لخدمات الاتصالات الخلوية، و30% على تعرفة خدمات الاتصالات الثابتة والإنترنت.
وبرر حينها القرار “بهدف ضمان استمرارية توفير الخدمات الأساسية من الشركات العاملة في قطاع الاتصالات لجميع المشتركين، وإتاحة الفرصة أمام الشركات لتغطية النفقات المترتبة على تلك الخدمات، نتيجة تأثرها بشكل مباشر بالأوضاع الاقتصادية الراهنة وما شهدته الأسواق من ارتفاع أسعار المشتقات النفطية وسعر الصرف”.
وفي 24 من نيسان الماضي، رفعت “الهيئة الناظمة” أسعار خدمات الاتصالات الخلوية والثابتة، إذ طرأت زيادة قدرها 30- 35% على التعرفة الأساسية لخدمات الاتصالات الخلوية، ونحو 35- 50% على تعرفة خدمات الاتصالات الثابتة.
وبررت حينها القرار بـ”الارتفاع الكبير لتكاليف المكونات الأساسية والمصاريف التشغيلية لشبكات الاتصالات الخلوية والثابتة، وبهدف ضمان استمرار خدمات الشركات العاملة في المجال”.
وصل ترتيب سوريا في سرعة الاتصال بالإنترنت عبر شبكات الجوال إلى 132 من إجمالي 141 بلدًا، إذ حتى الآن لم تدخل تقنية “5G” للبلاد، وهي الجيل الخامس لتقنيات الاتصال التي حصرتها حكومة النظام مع شركة “وفا تيليكوم“، المشغل الثالث في البلاد.
وتشهد معظم الأسعار في سوريا ارتفاعات متكررة لمعظم المواد الأساسية والخدمات اليومية التي يحتاج إليها المواطنون من طبابة ونقل واتصالات وغيرها، وسط تراجع القدرة الشرائية، دون حلول رسمية يمكنها أن تخفف من صعوبة الوضع المعيشي.