عنب بلدي – رأس العين
يغيب التيار الكهربائي عن سكان ريف رأس العين شمال غربي الحسكة منذ نحو أربع سنوات، بعد سيطرة “الجيش الوطني السوري” مدعومًا بالقوات التركية على المنطقة عام 2019.
وفي وقت تتولى فيه شركة “AK Energy” إدارة قطاع الكهرباء في المنطقة، بقيت القرى خارج مركز المدينة بلا كهرباء، ما يزيد حياة السكان تعقيدًا، ويحرمهم من استخدام الأجهزة الكهربائية.
ويعتمد بعض الأهالي في ريف رأس العين على ألواح الطاقة الشمسية المكلفة، في حين تعتمد أقلية من ذوي الأحوال الميسورة على تشغيل المولدات التي تعمل على المازوت وهو مكلف أيضًا، إذ وصل سعر ليتر المازوت إلى 8000 ليرة سورية، وهو مبلغ يعادل نصف أجرة العامل بالمياومة.
لا كهرباء في الريف
قال سيف بدران، من سكان قرية لوذي شرقي رأس العين، إن قريته كانت تعتمد على توصيل الكهرباء من محطة “الدرباسية”، التي تعتمد بدورها على منشأة “السويدية” لتوليد الكهرباء في ريف مدينة المالكية.
وأضاف في حديثه لعنب بلدي، أن “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) التي تسيطر على المحطة قطعت الكهرباء عن القرى في مناطق سيطرة “الوطني”، كما أن شركة الكهرباء العاملة في رأس العين لم تفِ بالتزاماتها بإيصال الكهرباء للقرية.
وأشار سيف إلى أن انقطاع الكهرباء أثر على حياة السكان بشكل كبير، إذ أصبحوا غير قادرين على استخدام الأجهزة الكهربائية الأساسية، مثل الثلاجات والغسالات، بالإضافة إلى عدم حصولهم على الإضاءة في الليل.
أما أمين المرعي، من قرية الحلبية، فقد قرر استدانة مبلغ 1200 دولار أمريكي (نحو 35 ألف ليرة تركية) لتركيب منظومة طاقة شمسية لتأمين الكهرباء في منزله، وتوفير إضاءة واستخدام أجهزة كهربائية أساسية مثل “غطاس مياه” وثلاجة وغسالة.
وذكر أمين أن أهالي قريته تلقوا وعدًا من شركة الكهرباء بتوفير التيار الكهربائي خلال عام واحد، إلا أن الشركة لم تلتزم بوعدها، ما تركهم دون كهرباء لسنوات.
بدوره، وليد سمعان من قرية المبروكة في الريف الغربي، قال لعنب بلدي، إن الكهرباء تغيب عن قريته رغم مرور ثلاث سنوات على دخول الشركة إلى المنطقة، ورغم أن الشركة كانت ملزمة بموجب بنود عقدها مع المجلس المحلي بتوفير الكهرباء للمدينة والريف.
وأوضح أن انقطاع الكهرباء يؤثر على حياة السكان، ويتسبب في انقطاع خدمة الإنترنت، وصعوبة تشغيل مولدات ضخ المياه إلى الخزانات، وتترتب عليه مشكلات أخرى كاللجوء إلى شراء صهاريج مياه لتعبئة الخزانات.
سرقات تؤجل التيار
مصدر مسؤول ضمن شركة الكهرباء “AK Energy” في رأس العين قال لعنب بلدي، إن السبب الرئيس لعدم وصول الكهرباء للريف الغربي والشرقي هو كمية السرقات الكبيرة في المدينة.
وأضاف المصدر (طلب عدم الكشف عن اسمه لأنه غير مخوّل بالتصريح) أن الشركة تتكبد خسائر فادحة، لذلك تم تأجيل مشروع الريف حتى تتم معالجة وضبط التجاوزات على الشبكة الكهربائية، وبعدها يتم إيصال الكهرباء للريف بشكل كامل.
وأشار المصدر إلى أن السرقات والتعديات على التيار الكهربائي في رأس العين كبيرة جدًا من قبل السكان وبعض المتنفذين والمحسوبين على الجهات العسكرية في المدينة، وقال إن الشركة تنسق مع الجهات الرسمية والعسكرية لضبط هذه التجاوزات التي ألحقت خسائر كبيرة للشركة.
أُسست شركة “Ak Energy” في ولاية كلّس التركية وتعود ملكيتها للسوري إبراهيم خليل وثلاثة أشخاص أتراك، وبدأت الشركة أعمالها بأرياف حلب في 1 من حزيران 2017، وحصلت على ترخيص رقم “9123455” من غرفة الصناعة والتجارة في ولاية غازي عينتاب التركية.
وقعت الشركة أول عقودها مع المجلس المحلي في رأس العين وتل أبيض في آذار 2021، ويتضمن وصول التيار الكهربائي إلى مدينة رأس العين وريفها، وفق حديث لعنب بلدي مع رئيس المجلس المحلي في رأس العين سابقًا، مرعي اليوسف.
وينص عقد الشركة مع المجلس المحلي على تغذية المدينة والريف خلال عام فقط، لكن الشركة تخلفت عن العقد المبرم حيث استغرق إيصال الكهرباء إلى مدينة رأس العين بشكل كامل أكثر من عامين.
وكان من أبرز بنود العقد، صيانة البنية التحتية للكهرباء في المدينة والريف، لكن لم تستبدل البنية التحتية للكهرباء، وجرى توصيلها بشكل عشوائي، ولا تزال المدينة تعاني من انقطاعات متكررة نتيجة لذلك.
ويضطر الأهالي إلى شحن بطاقات اشتراكهم بالكهرباء شهريًا بمبالغ تتراوح بين 500 و800 ليرة تركية في مدينة رأس العين، ويتلقى موظفو المجالس المحلية أو الأجهزة الأمنية والعسكرية التابعة لـ”الائتلاف السوري المعارض” رواتب تتراوح بين 1000 و1500 ليرة تركية شهريًا.